الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

نص المرافعة التي قادت مغتصب "طفلة البامبرز" لحبل المشنقة.. "فيديو"

الرئيس نيوز

بعد تنفيذ مصلحة السجون حكم إعدام المتهم إبراهيم محمود، 35 سنة، عاطل، والمدان باغتصاب الطفلة "جنا" المعروفة إعلاميا بـ"طفلة البامبرز"،  ينشر الرئيس نيوز نص مرافعة الدفاع عن الرضيعة "جنا"، والتي قادت المتهم إلى حبل المشنقة، والتي أعدها المحامي عن أسرة المجني عليها طارق العوضي، في القضية رقم 8130 لسنة 2017 ج بلقاس، المقيدة برقم 477 لسنة 2017 كلي شمال المنصورة.

 

نص المرافعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). صدق الله العظيم

سبحانك اللهم عظيم جعلت الحق من أسمائك القدسية.. ورفعت رآيته.. وأعليت شأنه.. وحرمت الظلم على نفسك وجعلته بيننا محرما.. وأمرتنا ألا نتظالم.

سيدي الرئيس.. حضرات السادة المستشارين الأجلاء.. الهئية الموقرة: شاءت الأقدار أن أقف اليوم بين أيدي حضراتكم مترافعا في هذه الدعوى، وبقدر ما في ذلك من شرف لي، جدير بالفخر والاعتزاز، بقدر ما اعتصرني الحزن وعصفت بيا الهموم.

فهذا اليوم هو اليوم الذى أتمني ألا يعود.. وتلك القضية هي القضية التي تمنيت ألا تكون.. إن تلك الصحائف التي بسطت اليوم أمام بصر وبصيرة عدالتكم ما هي إلا واحدة من قضايا الفساد في الأرض.. خرق لشرع الله.. مجاهرة له بالعداء في أرضه...

ولن استفيض كثيرا في إظهار الآثار المدمرة التي تصيب البلاد إذا ما تفشى فيها هذا الفساد..

إنه فساد القيم والأخلاق والمبادئ والضمير.

فإذا ما تفشى هذا الفساد.. فلن يكون ضحاياه فردا أو أفراد..

بل أمة ستتقهقر.. وشعب يصير فيه الشريف والضعيف ذليلا يتضور ألما وحسرة.. ولعدلكم العلم الوافر والكافي بمداه.. وبرغم أن قضية اليوم هي قضية اغتصاب توافرت فيها جميع الظروف المشددة.. إلا أنها ليست بالقضية العادية.. بل أنها تحمل بين جنباتها صرخات مدوية.. قضية انسلخت من بين أقرانها.. وتفردت عن مثيلاتها في الضحية المجني عليها..

تفردت أيضأ في كون المتهم رغم أنه من معتادي الإجرام وارتكاب جرائم القتل.. إلا أنه لم يعبأ بكون المجتمع قد أفرد له صفحة جديدة لعله يتوب ويندم على سابق أفعاله ..

أنعم الله عليه بعفو بعد سبع سنوات قضاها بالسجن.. مدانا في جناية قتل عمد لشاب صغير..

واعتقد المجتمع أنه بذلك يعيد بناء هذا المجرم في محاولة منه لنشر قيم التسامح والعفو وإرساء المبادئ النبيلة من أجل هدف نبيل هو التنمية البشرية وإعادة تأهيل المجرمين..

ولكن المتهم قابل المجتمع متناسيا قول المولى عز وجل (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان )

فخلع عن نفسه رداء الفضيلة..

هوى إلى قاع الرزيلة..

صادق الشيطان..

وتعاهد معه على الشر..

لم يردعه وازع من ضمير..

راح ينشر الفسق والفجور والفحشاء..

يغتصب الرضع من الأطفال..

يمارس معها الجنس في أبشع صوره.

مستغلا قلة حيلتها وضعفها وعجزها حتى عن الرفض..

أخذ في طريقه يهدم كل المبادئ والقيم.

أعلن على الملأ إعداد جيل محطم الآمال.. منكس الرأس.. هزيل البنيان.

ضرب بعرض الحائط كل الشرائع السماوية والقيم والمبادئ التى تأبى ارتكاب مثل تلك الفعلة النكراء..

ونسي أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..

حتى اشتد فجره.. وعظم ذنبه.. وزلزلت الأرض زلزالها.. واشتكت أسماء لربها..

حتى جاء يوم الحساب.. يوم أقسمت فيه العدالة بأن القصاص آت لا محالة.. لتنكشف الحقيقة.. وتبدأ قصة دعوانا...:

 

سيدى الرئيس.. حضرات السادة المستشارين الأجلاء:

حان للدفاع الآن أن يردد على مسامع حضراتكم الأدلة التي ساقتها النيابة العامة قبل المتهم.. وذخرت بها الأوراق.. لتصبح كالطوق حول عنقه.. ولن استفيض كثيرا في عرضها أو شرحها فلعدلكم العلم الوافر والكافي بها.

1- شهادة السيدة نهي صلاح سالم والدة المجني عليها، والتي شهدت بأنه تلاحظ لها اختفاء نجلتها الرضيعة فهمت بالبحث عنها وأثناء ذلك تقابلت مع جارتيها الشاهدتين رجاء علي إبراهيم، إلهام جمعة المغاوري وأخبرتها جارتها رجاء بمشاهدتها للمتهم يقوم بحمل الرضيعة المجني عليها إلى إحدى الغرف المهجورة بالأراضي الزراعية وخروجه بها وهي في حالة صراخ، وأن والدة المتهم حملت الطفلة إلى مسكنها وأنهن توجهن جميعا إلى مسكن والدة المتهم ودلفن إليه فابصرن الرضيعة في حالة ذعر وهلع وتنزف دما من فرجها وتوجهوا بها إلى المستشفى.

2- ما شهدت به الشاهدة رجاء علي إبراهيم من مشاهدتها للمتهم أثناء قيامه بحمل الرضيعة داخلا بها إلى إحدى الغرف المهجورة ثم خروجه بها وهي في حالة صراخ وهلع.

3- ما شهدت به الشاهدة الثالثة الهام جمعة المغاوري، من أن جارتها الشاهدة الثانية أخبرتها بما حدث وأنها توجهت صحبة باقي الشهود إلى مسكن والدة المتهم، وأبصرا الرضيعة داخله في حالة ذعر، ودمائها تنزف من فرجها.

4- ما توصلت إليه تحريات المباحث من ارتكاب المتهم للواقعة.

5- ما ورد بتقرير الطب الشرعي من حدوث جريمة الاغتصاب كاملا وما نتج عنها من إصابات.

6- ما ورد باعتراف المتهم تفصيلا بمحضر جمع الاستدلالات وبتحقيقات النيابة العامة.

وتوافرت مع كل ذلك جميع شروط انطباق نص المادتين 267 ، 290 من قانون العقوبات واللتان أوجبتا الحكم بالإعدام إذا ما توافرت شرائط أي من المادتين سالفتي الذكر.

وقد توافرت في الواقعة شروط وأركان الجنايتين سالفتي الذكر ..

من اغتصاب بالقوة والإكراه.. وكرها عن الصغيرة التي لا إرادة لها ولا حول لها ولا قوة.. اقتران ذلك بفعل الخطف.. ووقوع الفعل على رضيعة تبلغ من العمر عام ونصف..

وهو يوجب الحكم بالإعدام شنقا على ذلك المتهم جزاء ما قدمت يداه.

سيدي الرئيس

- هكذا ينطوي موكب الإثبات وبحق على آيات من البرهان العظيم.

- وتغدو الأدلة في ترابط وانسجام تتسابق في إسناد الجرم إلى المتهم.

- فرأينا كيف قام المتهم بارتكاب أبشع الجرائم متجردا من الإنسانية وما تحمله من العفة والطهارة.

- متجردا من كل القيم والمبادئ.

- أظنه اليوم قد يطلب الرحمه من عدالتكم.

- فإن سالكم آياها فاسلوه ياسادة.

- أين كانت الرحمة حينما اغتصب الرضيعة صغيرة السن بكل هذه القسوة والوحشية والإجرام.

- سالوه ياسادة أين كانت الرحمة؟

- حينما وصم على جبينها وصمة عار ستبقى معها أبد الدهر.

- سالوه يا سادة أين كانت الرحمة حينما آتي تلك الأفعال الفحشاء فيتهز عرش الرحمن من فعلته النكراء.

- سالوه يا سادة أين كانت الرحمة حينما استغل انشغال أهل بلدته بإداء فريضة صلاة الجمعة ليفعل الفحشاء والفساد في الأرض.

- سالوه ياسادة أين كانت الرحمة من قول النبي (ص) وهو يخاطب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، "أن جبريل عليه السلام ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

- سالوه ياسادة أين كانت الرحمة حينما بدل العمار بالخراب والحلال والحرام والشرف بالانحلال

سالوه ياسادة أين كانت الرحمة حينما أمهله الله من الوقت ليسترجع نفسه ويستغفر ذنبه على مدار صرخات وصرخات ونظرات خوف وهلع متتالية من برئية رضيعة وكانه تستحلفه أن لا يفعل ذلك.

- سالوه يا سادة أين كانت وألم يسمع قول الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" صدق الله العظيم.

- فإان سالكم إياه، فاجيبوه بأن تواجده اليوم حبيس قفص الاتهام هو سوء الدرب الذي اجتباه

سيدي الرئيس:

- صحف هذا الجاني بين أيديكم منشورة مسطور فيها أعماله وهو الآن مفضوح، فاليوم بداية نهايته وزوال هويته فلا هو منا ولا نحن منه،

- فلتكتبوا لمصر صفحة جديدة في تاريخ العدالة

- لأنكم محكمة جنايات للتاريخ

- فهذا هو اليوم الفصل يوم تحيا فيه أمة ويبعث نشيد لحنه – من لحن السماء.

- إن الحكم إلا لله

- فيا أرض أثبتي ولا تزلزلي.

- ويا سماء لا ترتجفي.

- وكفاك غضبا فإن فينا قضاه حماة للعدل.. واقفين للظالمين بالمرصاد

سيدي الرئيس:

- ها هي أمتكم أمام أعينكم برجالها ونساءها... وشبابها وأطفالها.

- وقد خارت قواها.. وانسكبت الدموع من عيناها.

- ورفعت يديها إلى السماء ودعت ربها أن يارب قصاصك العادل.

- ولنا يا حضرات السادة المستشارين في آذانكم صرخة.

- أن تكونوا أشد منه بأسا وتنكيلا. وأن يكون مداد أقلامكم هو المر الذي نريد أن يحتسيه..       

سيدي الرئيس:

- أن المجتمع باسره يتطلع اليوم إلى منصتكم وينتظر كلمة العدل تنطق من شفاكم

- فمنذ أن كان الإنسان يا شيوخ قضاة مصر وأنا يكون

- وحتى يرث الله الأرض ومن عليها كان العدل وسيبقى حلم حياته وأمل مفكريه.

- وجوهر شرائعه وسياج آمنه

- ورائد ركبه على طريق السلام والرخاء

- وهدفا مرموقا ومامولا لنضال صفوف لا تنتهي من الشرفاء من رجال القضاء

- أن المجتمع باسره يؤمن وبحق أن رجال القضاء هو الذين لا ينطقون عن الهوى

- ولا يحيدون عن الحق ولا يحكمون بين الناس بغير العدل

- وللعدل رجال قوامون عليه وأنتم من رجاله

(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)

صدق الله العظيم