الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الجمهوري المصري" حزب مجهول على الطريقة الفرنسية قبل 100 عام

الرئيس نيوز

في تاريخ مصر السياسي أحزاب مجهولة، ربما لم تسمع عنها على الإطلاق، نشأت واختفت في غفلة من الزمن، لكنها كانت بنت فترتها السياسية؛ تعبر عن قيمها ومطالبها.

وأحد هذه الأحزاب هو "الحزب الجمهوري المصري"، وهو كيان سياسي تأسس في بدايات القرن العشرين، قبل أكثر من 100 سنة من الآن.

ونشأ "الجمهوري المصري" تحديدا عام 1907 على يد صحفي اسمه محمد غانم، وهو نفس العام الذي يُلقب بـ"عام الأحزاب"، إذ شهد تأسيس عدة كيانات سياسية أشهرها كان الحزب الوطني على يد مصطفى كامل.

كان الحزب الجمهوري المصري يضم مجموعة من المثقفين من أصحاب الميول الفكرية الليبرالية، تأثروا على وجه التحديد بالثقافة الفرنسية، التي كانت تعيش مرحلة "الجمهورية الثالثة"، وهو التأثر الذي يظهر شكليا في الاسم الذي اختاره الحزب المصري لنفسه.

اقتبس "الجمهوريون المصريون"، من أعضاء ومؤسسي الحزب شعار الثورة الفرنسية "حرية.. إخاء.. مساواة"، وتعدى تأثرهم بالثقافة الباريسية ذلك إلى درجة أنهم كانوا يحرصون على المشاركة في احتفالات الجالية الفرنسية بالعيد القومي لفرنسا، والمعروف بـ"يوم الباستيل"، والتي كانت تُقام سنويا بحديقة الأزبكية في 14 يوليو من كل عام.

نأتي إلى الرؤية السياسية لـ"الجمهوري المصري"، والتي كانت تتلخص في ثلاثة محاور يراها مؤسسو الحزب أساسية لنهضة مصر، الأول: ضرورة الحصول على دستور يحقق مبدأ سيادة الأمة، وبالنسبة للحزب فهذا مطلب ملح وضروري للغاية، أما المحور الثاني في رؤية الحزب كان "الاستقلال التام"، بما يعني  انفصال مصر عن كل من الدولة العثمانية التي تدين لها بالتبعة وأيضا عن إنجلترا التي تستعمر البلاد منذ 1882.

ويوضح موقع "ذاكرة مصر المعاصرة" التابع لمكتبة الإسكندرية رؤية الحزب للاستقلال التام، مستشهدا بموقف الحزب من حملة صحفية عنيفة تعرض لها المفكر وزعيم حزب الأمة أحمد لطفي السيد عندما نادى بنفس المطلب.

ويتابع الموقع: "بينما شنت سائر الصحف المعبرة عن الأحزاب حملة ضارية ضد مفكري حزب الأمة لما في مطلبه من خروج على دولة الخلافة مما دعاه إلى التراجع، فإن الحزب الجمهوري قد خالف سائر الأحزاب وطالب بأن يكون لعبارة الاستقلال التام مضمونها بالاستقلال الفعلي عن سائر محاولات التسلط الخارجي، بريطانيًا كان أو عثمانيًا".

أما عن ما بعد وضع دستور والاستقلال التام عن تركيا وإنجلترا، هنا تأتي أهمية المحور الثالث والذي يلخصه اسم الحزب، وهو إعلان الجمهورية، وهو ما يعتبره "أرقى المطالب وأعزها على النفس الوطنية"، ما يوضح اتجاه الحزب لإسقاط أسرة محمد علي، منددا باستبدادها بالمصريين، كما كان يهاجم المندوب السامي البريطاني في مصر، وسبق أن شن رئيس الحزب محمد غانم حملة صحفية على اللورد كرومر بمناسبة صدور كتابه "مصر الحديثة".