الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الأميرة فتحية.. شقيقة الملك فاروق التي تزوجت موظفًا فقتلها

الرئيس نيوز

 


أميرة رومانسية بريئة قادتها الأقدار لقصة حياة مثيرة انتهت بشكل دموي صادم.. هذه هي الأميرة فتحية، التي تحل اليوم ذكرى وفاتها في 10 ديسمبر 1976 بالولايات المتحدة.

وُلدت الأميرة فتحية في 17 ديسمبر 1930، وهي أصغر شقيقات الملك فاروق، كانت محببة لوالدها الملك فؤاد ووالدتها الملكة نازلي.

في كتابه "نساء الملك فاروق .. العرش الذي أضاعه الهوى"، يقول أشرف مصطفى توفيق: "عُرفت فتحية 1930 بحبها للفقراء حتى أنها كانت توزع مصروفها على خدم قصرها بالدقي، حيث كانت تقيم الملكة".

ويروي المؤلف أن الأميرة الصغيرة التي كانت رقيقة القلب تميل للرومانسية، كتبت موضوعا إنشائيا تحت عنوان "أمنيتي" أحدث دهشة عند أمها الملكة نازلي، تمنت فيه أن تكون فلاحة من الفلاحين، تساعدهم وتبني لهم البيوت وترتدي نفس ملابسهم.

يضيف: "عاشت فتحية مع أمها في عزلة عن جو السراي الصاخب ولكنها تعشق أفلام السينما وتشاهد فيلما كل يوم... ولكنها لم تعرف في صدر شبابها أي صداقة مع الجنس الآخر، ولما سافرت مع أمها إلى أمريكا ووجدت شقيقاتها يعشقن ويتزوجن كانت تترقب تلك اللحظة برؤية رومانسية متصورة فيها الفارس فتى الأحلام".

خرجت "فتحية" من مصر رفقة والدتها الملكة نازلي وعمرها حوالي 15 سنة، وفي الولايات المتحدة، ارتبطت بعلاقة عاطفية عاصفة رياض غالي، وهو موظف مسيحي بقسم العلاقات العامة بوزارة الخارجية المصرية.

كان "رياض" يتولى مساعدة العائلة المالكة في أمريكا، وتتحدث مصادر ومؤلفات عن علاقة عاطفية جمعته بالملكة نازلي نفسها، قبل أن تساعده الأخيرة في الزواج بابنتها الصغرى.

أثار خبر نية فتحية الزواج من رياض غالي غضب الملك فاروق الذي حاول بكل الطرف منع الزيجة، لدرجة أنه جرّد والدته وشقيقته من لقبيهما الملكيين.

رغم ذلك، وبحسب مؤلف الكتاب "حزمت الملكة نازلي أمرها واتصلت بالقاهرة لتعلن خطبة الأميرة فتحية على الأفندي المسيحي رياض غالي. واستدعى فاروق رئيس وزارته مصطفى النحاس وطلب منه العمل على منع الزواج المتوقع وبأي شكل".

تحدت الملكة الأم ابنها الملك وقالت للنحاس باشا: "أوامر فاروق ما تمشيش علينا"، فأعد فاروق خطة سرية لخطف الأميرة فتحية من أمريكا بجواز سفر دبلوماسي يحمل اسم سيدة أخرى ولكن الخطة فشلت.

تمت الزيجة رغم كل هذه المحاولات لكن تغيرت الأمور بعد سقوط الملكية في مصر في ثورة 23 يوليو 1952، إذ تغير سلوك رياض غالي مع "فتحية" و"نازلي". وكانت الأميرة الصغيرة قد أنجبت منه ثلاثة أبناء هم رفيق ورؤوف ورانيا.

بات "رياض" يعتدي بالسب والضرب على زوجته التي اضطرت إلى أن تعمل بنفسها، فعملت "نازلي" على تطليق ابنتها برفع دعوى قضائية وهو ما تم في 13 أبريل 1965.

أصبح الحال أسوأ بالنسبة لـ"فتحية"، يقول مؤلف الكتاب: "في ديسمبر 1969 حصلت على عمل لها كعاملة نظافة لأرضية المكاتب مما عجل بنهايتها! كانت وقتها فتحية في الخامسة والأربعين من العمر ونازلي في الثمانين، وفي نفس الشهر كانت الأم والابنة قد مثلتا أمام القضاء لإعلان إفلاسهما وانتقلتا إلى شقة صغيرة في منزل غرب لوس أنجلوس".

هل انتهت هذه الأحداث الدرامية عند هذا الحد؟ لا، لأن رياض غالي لم يرد أن يخرج من حياة طليقته بعد، لكن هذا المرة ظهر بشكل دموي مأساوي.

ما حدث أن في 10 ديسمبر 1976 أجرى رفيق غالي، ابن "رياض وفتحية" اتصالاً بأمه ولم يتلق رداً، فأردك أن شيئا خطيراً وقع، ولما ذهب إلى الشقة وجدها مقتولة.

كان المشهد صادماً، فتحية غارقة في بركة دماء بعد أن اخترقت عدة رصاصات رأسها، وبجوارها طليقها رياض غالي ينزف من الرأس وهناك مسدس في يده.

قتل رياض غالي فتحية ثم حاول الانتحار لكنه لم يمت وظل في السجن عاما ثم توفي بعد ذلك، ليسدل الستار بشكل دموي صادم على قصة صادمة حديث في كواليس الأسرة الملكية.