الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صحيفة أمريكية: سلاح الجو الإيراني جسدٌ كاسح ورأس كسيح

الرئيس نيوز


لفتت صحيفة "ناشيونال انترست" الأمريكية الانتباه إلى أن إيران تمتلك أسطولاً من المقاتلات يجعل سلاح الجو الإيراني على الورق أحد أكبر الأسلحة الجوية في العالم، ولكن المعضلة الحقيقية التي تواجهها طهران هي أنها ترغب في ترقية مقاتلاتها، ولا تستطيع إلى ذلك سبيلاً.

يشمل أسطول المقاتلات الجاهزة لخوض أي معركة حوالي 350 مقاتلة من طرازات متنوعة، أي أكثر من ضعف عدد سلاح الجو الملكي البريطاني.

لكن ورغم هذا العدد الكاسح إلا أن معظم مقاتلات إيران قديمة وعفا عليها الزمن، والطائرات التي ليست قديمة هي مجرد نسخ جديدة من التصميمات القديمة، مثل إف 14، وF-5s وF-4s التي يرجع تاريخها إلى عقد السبعينيات من القرن الماضي، وبعض طرازات ميج 29 القديمة التي صنعت من طراز الثمانينيات وقاذفات سوخوي وعدد قليل من طائرات J-7 التي اشترتها إيران من الصين خلال فترة السبعينيات ثم التسعينات.

إن عمليات الاستحواذ الأخيرة لإيران هي نسخ محلية الصنع وتقوم على تكنولوجيا معكوسة لطراز F-5. لكن البلاد حاولت مراراً شراء مقاتلات جديدة، إذا كانت جميع التقارير والأخبار الشائعات صحيحة. فيما يلي قائمة بالمقاتلات التي كانت إيران تريد شرائها ولكن لم تستطع الحصول عليها:

ميج 31:

في عام 1990، قدمت طهران طلبًا إلى موسكو، من بين أسلحة أخرى، لاستيردا 24 طائرة من طراز ميج 31 الاعتراضية ذات المحركين وتعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، وكان بإمكان طائرات ميج 31 تحسين قدرة إيران على القيام بدوريات في مجالها الجوي وتهديد جيرانها.

لكن الاتحاد السوفيتي انهار قبل أن يتمكن من تزويد النظام الإيراني بتلك الطلبية. في عام 1992، حاولت طهران مرة أخرى، وطلبت من روسيا المتعطشة للنقد مجموعة جديدة من طراز ميج 29 وكذلك قاذفات توبوليف 22، وقاذفات مقاتلة من طراز ميج 27 و 24 طائرة ميج -31. هذه المرة مارست الولايات المتحدة شتى الضغوط بنجاح واستطاعت حمل روسيا على إلغاء صفقة البيع.

يقال إن الولايات المتحدة عرضت شراء طائرات ميج 31 من روسيا بسعر أعلى مما تستطيع إيران تحمله.

وبعد تسع سنوات في عام 2001، حاولت طهران الحصول على صفقة أخرى من طراز ميج 31، وحتى دفع ثمنها مقدما. مرة أخرى، اتجهت الولايات المتحدة إلى روسيا لإلغاء العقد.

سو 27 / سو-30:

هناك تقارير كثيرة عن محاولات إيرانية للحصول من روسيا إما على مقاتلات Su-27 أو إصدار Su-30 الأكثر حداثة من نفس الطائرة. في عام 2007، أرغمت شائعات عن عقد ضخم بقيمة 250 طائرة من طراز Su-30s رئيس شركة روسوبورون اكسبورت، وكالة تصدير الأسلحة الروسية، على إنكار وجود أي عملية بيع من هذا القبيل.

وقيل إن إيران في عام 2016 حاولت مرة أخرى الحصول على طائرات Su-30، لكن عقوبات الأمم المتحدة هذه المرة - وهي جزء من اتفاق عام 2015 الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني - أدت إلى تعقيد تلك الجهود.

J-10:

ونجحت إيران في التسعينيات في شراء عدد قليل من طائرات J-7s من الصين. وهي النسخة الصينية من طائرة ميج 21 الروسية. في العقد الماضي، بدأت القوات الجوية الصينية في استبدال العديد من طائراتها من طراز J-7s بأخرى من طراز J-10s. ، وهو تصميم أكثر حداثة. وأدائه يطابق تقريبا أداء مقاتلات F-16 الأمريكية.

في عام 2015، انتشرت شائعات بأن طهران أرادت الحصول على ما يصل إلى 150 من طراز J-10. ولكن تلك الشائعات لم تسفر عن شيء ملموس. وتجدر الإشارة إلى أن الصين شريك تجاري رئيسي مع الدول العربية في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما خصمان مريران لإيران الفارسية.

بالنسبة للصين، فإن بيع طائرات حربية بقيمة مليارات الدولارات إلى إيران ربما لا يستحق الخلاف الدبلوماسي مع الحكومات العربية الذي قد ينتج عن صفقات كتلك.

ماذا تفعل إيران بدلاً من ذلك:

منعت إيران عملياً من الحصول على مقاتلات جديدة، فلجأت إلى ترقية طائراتها القديمة وأجرت إصلاحات هيكلية وأضافت لطائراتها أجهزة استشعار وأسلحة جديدة. وفي الوقت نفسه، أجرى المهندسون الإيرانيون تشريحًا، إذا جاز التعبير، ودرسوا ونسخوا F-5 البسيطة وخفيفة الوزن وأنتجوا نوعين من نسخها على الأقل. ويقال إن إيران قامت ببناء تسعة نسخ من طائرات أخرى روسية الصنع منذ 2004.

في عام 2018، كشفت إيران عن نسخة أخرى من طراز F-5، وهي Kowsar ذات المقعدين. زعمت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن المقاتلات من طراز الكوثر مصنوعة بنسبة 100 بالمائة محليًا، ولكن كما هو الحال مع غيرها، من المحتمل أن إيران لجأت إلى بناء المقاتلة "الجديدة" على أساس هياكل جوية قديمة من طراز F-5 مخزنة بدلاً من بناء أبدان الطائرات من نقطة الصفر.