الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

احتجاجات إيران تتسع.. نظام خامنئي يواجه أزمة خطيرة

الرئيس نيوز


هزت الاحتجاجات أركان السلطة في لبنان والعراق وإيران، خرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن إحباطهم من الفساد وسوء الإدارة والتقشف. بينما تتجذر حركات الاحتجاج في كل دولة في الاهتمامات الداخلية الخاصة بهذا البلد، إلا أن إيران، باعتبارها أحد الداعمين الخارجيين الرئيسيين للنخب القوية في كل من لبنان والعراق، هي أساس كل أزمة، بحسب موقع "وور أو روكس" المعني بالشأن السياسي. 

وتمثل الاحتجاجات تحديًا لشرعية إيران على الصعيدين الإقليمي والوطني، وبالتالي تشكل أزمة سياسية حادة يمكن أن يكون لها تداعيات استراتيجية دائمة، موضحًا أن أزمة الشرعية في طهران ستستمر بصرف النظر عما إذا كانت الانتفاضات الحالية في لبنان والعراق وإيران نفسها مكبوتة على المدى القريب. 

في حين أن القيادة الإيرانية قد لا تعترف بذلك، فإن الاحتجاجات تعكس رفضًا أوسع لنظام حكم الجمهورية الإسلامية بين أجزاء من السكان العراقيين واللبنانيين والإيرانيين، وفقًا لتحليل نشره الموقع. 

وشهدت إيران مؤخرًا الاضطرابات الأكثر أهمية منذ عقد، إذ أثار قرار النظام بتخفيض الدعم على البنزين مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.

وخرج الإيرانيون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من النظام السياسي، بعد أن زاد سعر لتر الغاز بنسبة 50 في المائة على الأقل، بالنسبة لجزء من الشعب الإيراني، الذي يعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية بسبب الاختناق بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وعقود من سوء الإدارة الاقتصادية من قبل الحكومات الإيرانية المتعاقبة، كان الارتفاع غير المتوقع في أسعار الوقود أكثر من اللازم.

وكانت الاحتجاجات الطلابية في عام 1999 واحتجاجات الموجة الخضراء في عام 2009 متشابهة من حيث أن كلاهما تأججت بسبب الآمال السياسية الإصلاحية والغضب من ظلم النظام.

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم، استناداً إلى "تقارير" أنّ ما لا يقل عن سبعة آلاف شخص تم اعتقالهم في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية منتصف الشهر الفائت"، داعية إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفيا.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان أيضًا، إنها حصلت على "شريط فيديو تم التحقق منه" يظهر قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين بنية القتل على ما يبدو.

وأضافت المفوضية، أن لديها "معلومات تشير إلى مقتل 208 أشخاص على الأقل" خلال الاضطرابات، ما يدعم عدد القتلى الذي سبق أن قدمته منظمة العفو الدولية.
وأضاف البيان: "هناك أيضا تقارير لم تتمكن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من التحقق منها حتى الآن، تشير إلى مقتل أكثر من ضعف هذا العدد".
وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، إن شريط الفيديو الذي حصل عليه مكتبها يظهر "استخدام عنف شديد ضد المحتجين".
وقالت باشليه: "تلقينا أيضا لقطات تظهر على ما يبدو قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين غير مسلحين من الخلف، بينما كانوا يفرون وتطلق النار مباشرة على الوجه والأعضاء الحيوية.. بعبارة أخرى يطلقون النار لقتلهم".
وأشارت المفوضة إلى مواد فيديو تظهر "أفراداً مسلحين من قوات الأمن يطلقون النار من سطح مبنى وزارة العدل" في مدينة جوانرود في محافظة كرمانشاه في غرب طهران، وكذلك إطلاق نار من مروحيات في مدينة صدرة في محافظة فارس.
اندلعت احتجاجات شعبية في جميع أنحاء البلاد في 15 نوفمبر، بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين في شكل مفاجئ بنسبة تصل إلى 200 بالمئة.

ولم يعلن المسؤولون في إيران حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدت إغلاق طرق سريعة وإضرام النار في مصارف ومراكز شرطة ونهب متاجر.
وقالت باشليه إنّ "العديد من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم لم يتمكنوا من الاتصال بمحام"، في حين حذّرت من "تقارير تحدثت عن اكتظاظ شديد وظروف قاسية في مراكز الاحتجاز والتي تشمل في بعض المدن ثكنات عسكرية ومقرات رياضية ومدارس".
وقالت "إنني أحضّ السلطات على الإفراج الفوري عن جميع المحتجين الذين حرموا تعسفياً من حريتهم".
وألقت إيران باللوم في أعمال العنف على "البلطجية" المدعومين من خصومها اللدودين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
كما اتهمت الملكيين المنفيين وجماعة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي جماعة متمردة سابقة في المنفى تعتبرها طهران مجموعة "إرهابية"، بأنها تقف وراء العنف.
ورفضت طهران التقارير الحقوقية عن أعداد القتلى ووصفتها بانها "محض أكاذيب".