السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: الرؤية الاستشرافية الخلاقة للرئيس السيسي

الرئيس نيوز


في مسارات عديدة سابقة، كانت حوارات الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض السياسيين تطرح إشكالية جدوى ما تقوم به مصر من خطوات تسليحية كبيرة مع تنويع الاعتماد على مصادر السلاح، وعدم الاكتفاء بالسلاح الأمريكي، والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والدول الكبرى، حيث تحركت مصر في اتجاهات عدة للحصول على أحدث ما في منظومات التسليح في العالم، وهو ما أثار الإدارة الأمريكية مؤخرا وأبدت تحفظات على تملك مصر منظومة "سوخوي المتطورة" روسية الصنع.

في هذا السياق ظل الرئيس السيسي  يطرح برؤيته الثاقبة وفكره الاستشرافي، وقدرته على قراءة المستقبل انطلاقا من تحديات الداخل، وما يعج به الإقليم من تطورات وإيمانه الكامل بحجم المتغيرات التي تجري في منطقة مضطربة تحتاج إلى معالجات، وأطر متعددة ولا تقف فقط عند دبلوماسية الحوار والتفاوض.

وتحرك الرئيس السيسي بمهارة تحسب له وتؤكد حدسه الاستراتيجي والاستخباراتي فكانت قاعدة محمد نجيب لرصد المخاطر والتحديات من الجبهة الليبية حيث لا توجد دولة بمعناها العام يمكن أن تكون مسئولة عن إدارة ما يجري على طول منطقة الحدود المصرية الليبية، ووقتها تساءل البعض كيف تعلن مصر وجود قاعدة عسكرية وما هي الرسالة التي تسعى القاهرة لإقرارها ومن هنا كانت رسالة الردع الحقيقية المباشرة التي وجهت في توقيتها، ولترد على ما يحاق من تركيا بالتنسيق مع حكومة الوفاق في ليبيا حيث الاتفاق على أداء دور مباشر ووجود الجانب التركي للعب على الأرض الليبية.

كما حاول الجانب التركي التحرك للتواجد في سواكن السودانية من قبل وقبل سقوط النظام السوداني والرسالة الواضحة محاولة محاصرة مصر، وهنا تأتي مهارات القائد العظيم الرئيس السيسي وتحركه لمواجهة ما يجري،  وهو ما برز بالفعل في دعوته لإنشاء منتدى غاز المتوسط والذي ضم مصر ودول الإقليم في شرق المتوسط في إشارة لا تغيب بضرورة التحرك المصري الاستباقي لمواجهة ما تعتزمه تركيا في ضرب الاستقرار في الإقليم، ورفض الاتفاقيات مع قبرص والعمل على تحريك اليونان وإسرائيل على مسارات متوازية وإعادة فتح ملفات ترسيم الحدود البحرية والانطلاق لإثارة مشكلات، وصراعات جديدة في الإقليم.

ولعل تسلح مصر الكبير في السنوات الأخيرة يتماشى مع أي خطر متوقع من مناطق الصراعات في الجنوب وفي الغرب،  وفي إقليم شرق المتوسط ومن ثم فإن الرؤية الاستشرافية الحقيقية للرئيس السيسي تحسم وتواجه كل هذه المحاولات التي تريد القوى المعادية إيقاع الضرر بمصر وهو أمر قرأه الرئيس السيسي مبكرا وتعامل معه من خلال رؤية مستقبلية وليرد عمليا على الذين أثاروا موضوعات تتعلق بالتسليح المصري المتميز والمتجدد، وما هو سببه في  ظل  استقرار عملية السلام  مع إسرائيل وعدم وجود مهددات حقيقية على الأمن القومي من مصر متناسين أن الصراع والأزمات تتمدد في الإقليم بأكمله ولم تعد مقصورة على إسرائيل وإنما من دول جوار إقليمي ومن صراعات جديدة باتت تعلن عن نفسها من إرهاب متمدد وأطراف إقليمية تسعى لضرب استقرار مصر في المدى المتوسط، وتدرك أن مصر الدولة المحورية في المنطقة التي تستطيع أن تضبط أي ممارسات عدوانية، وأنها بإمكانياتها وقدراتها السياسية والاستراتيجية حائط الصد في مواجهة أي خطر حقيقي في الإقليم وخارجه.

ما يملكه الرئيس السيسي من رؤية استشرافية خلاقة جعل مصر دولة لها ثقل سياسي، واستراتيجي حقيقي في الخريطة الدولية وجعل القوى الدولية تحرص على استمرار نموذجها في الإقليم وخارجه باعتبارها نموذجا يحتذى، وهو ما يشير إلي أننا أمام رئيس عظيم قادر على أن يحمي حدود بلاده وأن يقف بمهارة القائد في مواجهة أي تحديات حقيقية يمكن أن تهدد الأمن القومي المصري والعربي معا.