الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"خاير بك": خان المصريين فكافأه سليم بالحكم.. وشنق 10 آلاف مواطن

الممثل الأردني نضال
الممثل الأردني نضال نجم في دور خاير بك بمسلسل "مسلسل النار"


لكل عصر خونة، يبيعون الوطن ويشترون مصالحهم الشخصية.. وخونة العصر المملوكي كثيرون، خصوصا من بين الأمراء الذين كان من المفترض بهم الدفاع عن البلاد التي وضعتهم في مناصبهم الرفيعة تلك.

وتكون الخيانة قاسية ومؤثرة في تلك الفترات التي يكون الوطن في اختبار صعب، لاسيما وإن كان يتعرض لغزو أجنبي، وهذا ما حدث عندما خان خاير بك، الأمير المملوكي، الجيش المصري لصالح الغزاة العثمانيين.

في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر"، يحكي الكاتب الراحل صلاح عيسى قصة هذه الشخصية صاحبة السمعة السيئة عند المصريين، فيقول: "في معركة مرج دابق خان الأمير المملوكي خاير بك الجيش المصري، وانسحب بفرقته – بناء على اتفاق سابق مع الغزاة – تاركا قلب الجيش مكشوفا أمام فرسانهم، وهو ما أدى إلى هزيمة الجيش المصري فسقطت مصر تحت أقدام العثمانيين".

كافأ السلطان العثماني سليم الأول، خاير بك، وعينه حاكما على  مصر المحتلة، فكيف تعامل الشعب مع الخائن الذي أصبح حاكما عليهم؟

يجيب صلاح عيسى أن خاير بك "سار في الناس سيرة سيئة، وسمّاه العوام "خاين بك" وعانى حصارا نفسيا رهيبا نتيجة لمعاملة الناس له، الذين لم يغفروا له تواطؤه مع الغزاة، وخيانته للوطن".

كان لكل هذا أثر "فتحول إلى سفاك شرس حتى وصفه معاصروه بأنه كان جباراً عنيداً، سفاكاً للدماء، قتل في مدة ولايته ما لا يحصى من الخلائق، وشنق رجلاً لأنه سرق ثمرة فاكهة من حديقة له، وشنق في مدة حكمه – وهي خمس سنوات – ما يزيد على عشرة آلاف إنسان، وأغلبهم راح ظلماً".

ظل "خاين بك" يعامل المصريين بهذا الأسلوب إلى أن أصيب بمرض شديد، فتغير أسلوبه فجأة، إذ "كان من المعتاد، عندما يصاب الأمير المملوكي بمرض الوفاة، أن يبر الناس".

يُكمل صلاح عيسى: "عندما دخل خاين بك في النزع الأخير، أعتق جميع جواريه وعبيده، ومماليكه، وأمر بتوزيع عشرة آلاف إردب قمح على الفقراء والمجاورين، وأفرج عن المحابيس رجالاً ونساء، ولم ير الناس في أيامه أحسن من تلك الأيام".

تحول الخائن والمستبد، بسبب المرض، إلى إنسان ضعيف يحسن إلى الناس ويعطف على الفقراء، ولما مات "نزل حريمه من القلعة، على وجوههن غيرة، وهن في غاية الذل".