"شخشخ جيبك وإديله".. نصيحة صادمة من مبارك لعبدالله صالح عام 1993

 تولى السلطة قبله بثلاث سنوات وترك الحكم بعده بسنة، هو تلخيص "العلاقة الزمنية" بين الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، ونظيره المصري محمد حسني مبارك، في عبارة واحدة.

واليوم الأربعاء يوافق، الذكرى الثالثة لرحيل علي عبدالله صالح، المتوفى في  4 ديسمبر لعام 2017، على يد جماعة الحوثي بعد تحالف قصير بينهما.

كان عبدالله صالح، الذي تولى السلطة في اليمن عام 1978، هو ثالث رئيس عربي مُعمِّر في الحكم بعد الليبي معمر القذافي والعماني قابوس، ومن بعده جاء مبارك الذي ظل في منصبه من 1981. وبينما تنحى مبارك في 11 فبراير 2011  عن الحكم إثر ثورة 25 يناير، فإن عبدالله صالح رحل بعده بعام، في 28 فبراير 2012.

وطوال تلك الفترة الطويلة للرئيسين في الحكم، جمعت بينهما لقاءات عدة على المستوى الرسمي أو الودي، كانت تعبر عن طريقة تفكير حاكمين ظلا في منصبيهما لعقود كاملة.

بعض من هذه اللقاءات كشف عنه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، في كتابه "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان"، 2012، دار الشروق، ويتعلق بشكوى ودية أفضى بها "صالح" إلى "مبارك" خلال زيارة رسمية له في مصر عام 1993.

ويروي هيكل: "كنت ضيفا على الإفطار في قصر رأس التين في الإسكندرية، بدعوة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وكان وقتها في زيارة رسمية لمصر، وكنا على مائدة الإفطار ثلاثة: الرئيس علي عبد الله صالح، والسيد محمد سالم باسندوة، وزير خارجية اليمن وقتها".

ويضيف هيكل: "جلست أستمع إلى علي عبدالله صالح يحدثني عن أحوال اليمن، وما يجري في شبه الجزيرة العربية والخليج، ثم وصلنا إلى العلاقات بين مصر واليمن، وبشكل ما وصل الحديث إلى شكوى للرئيس اليمني من الصحافة المصرية".

ويذكر هيكل أن عبدالله صالح أبدى ضيقه من مقالة كتبها صحفي مصر، لكنه صُدم من الطريقة التي تعامل بها حسني مبارك مع الأمر، إذ سأله الرئيس المصري الأسبق فجأة "ألم يصبح اليمن دولة منتجة للنفقط؟!".

يُكمل هيكل: "دُهش علي عبدالله صالح مما بدا له بعيدا عما كان يتحدث فيه، لكن مبارك أعاد وصل ما بدا أنه قطعه، فقد استطرد: "يا عم شخشخ جيبك، وأعطه هبرة، وسوف يكف عن الهجوم عليك!".

كان ذلك، حسبما سجل هيكل، في الفترة التي سبقت الاستفتاء على رئاسة الجمهورية في مصر عام 1993، وهو العام الذي تولى فيه مبارك الحكم لفترة رئاسية ثالثة.