الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبراء: خيار التضحية بنتنياهو الأقل كلفة لجميع الأطراف

الرئيس نيوز

ـ الأصمعي: أمام نتنياهو خياران إما العودة إلى المنزل أو الذهاب إلى الحرب

فجَّر بيان المدعى العام الإسرائيلي، بتوجيه اتهامات بحق رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، بركان غضب أشعل ثورة قد تُعجل بإنهاء مستقبل نتنياهو السياسي، وتُربك "حزب الليكود" الذي قد يضطر إلى التضحية برئيسه، لأن تكلفة الذهاب إلى انتخابات ثالثة ستفقد الحزب الكثير من شعبيته لصالح أحزاب الوسط واليسار.

وعلى الرغم من أن الاتهامات التي وُجهت إلى نتنياهو في مراحلها الأولى، وهي مقدمة أولية لقائمة اتهامات قد تطول، حيث أن المدعى العام لم يخض في بقية القضايا الأخرى المتهم فيها نتنياهو، إذ ركز على قضايا الرشوة واستغلال النفوذ وأغفل قضايا أخطر وأهم، إلا أن خبراء اعتبروا أن ما يجري هو محاولة للتعجيل بإخراج نتنياهو من المشهد السياسي، ومحاولة الوصول إلى حل لأزمة تشكيل الحكومة، بعد فشل رئيس "تكتل أزرق أبيض"، بني جانتس، في تشكيل حكومة وطنية، واستباقاً لسعي نتنياهو نحو إشعال فتيل الحرب في الجنوب أو الشمال.

الخبير في الشؤون الاسرائيلية، نائب رئيس تحرير الأهرام، خالد الأصمعي، قال لـ"الرئيس نيوز": "لدى نتنياهو خياران، إما العودة إلى المنزل، وهو أكد أنه لن يفعل ذلك، أو الذهاب إلى الحرب، ووفقًا للتجربة السابقة هذا ما سيفعله، مشيراً إلى أنه ما لم يتم حسم مستقبل نتنياهو خلال فترة وجيزة، فإن اسرائيل ستكون عرضة لأن تحترق سياسياً، مشيراً إلى أن قادة أجهزة المعلومات قد يعجلون بقرار التخلص من نتنياهو، وإسرائيل غير الرسمية والمؤثرة ستتحرك وستحسم، وأضاف:

"ما يجري حالياً هو محاولة للتعجيل بإخراج نتنياهو من المشهد السياسي، ومحاولة الوصول إلى حل لأزمة تشكيل الحكومة، لأن اسرائيل يحكمها مراكز القوى غير الرسمية، وأعتقد أن مواجهة جديدة ستبدأ في قطاع غزة وستمتد إلى جنوب سوريا ومواقع جديدة لحزب الله".

بدوره، قال الدكتور طارق فهمي، مدير وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في "مركز دراسات الشرق الأوسط" لـ"الرئيس نيوز" إن بيان المدعي العام يحمل رسالة سياسية قبل أن تكون رسالة قضائية، وهي أن نتنياهو لن يخرج من المشهد بسهولة، وأن الدولة الإسرائيلية عاجزة عن التعامل مع حالة نتنياهو الذي تحول إلى حالة داخل المجتمع الإسرائيلي، وأضاف فهمي قائلاً: "نتنياهو سيستخدم كل الأوراق بهدف البقاء في موقعه والتأكيد على أنه أقوى من جنرالات تكتل "أزرق – أبيض"، فقد يلجأ إلى مسار موازي عبر نقل الجمهور الإسرائيلي إلى مواجهة أخرى في الإقليم المضطرب، عبر سيناريوهات تسخين قطاع غزة ولبنان وسوريا والتي بدأها منذ أيام".

ويتوقع استاذ الدراسات العبرية في جامعة الأزهر، عمرو زكريا، قيام نتنياهو بإشعال المواجهة في الجنوب (قطاع غزة) أو في الشمال (سوريا ولبنان)، وخلق المبررات والأسباب وإطلاق صاروخ من هنا أو هناك، مقدمة للقادم وضرب مواقع لإيران وحزب الله في سوريا سيكون مطروحاً خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أن نتنياهو مازال اللاعب القوي في الساحة الاسرائيلية، ولا ينافسه سوى ليبرمان فقط أما بيني جانتس أو يعلون أو لبيد فهم أضعف من منافسته بشكل فعلي.

وأضاف قائلاً: "من يحكم في اسرائيل الآن الجيش والاستخبارات ورموز المؤسسة الدينية وبعض الجنرالات الكبار"، مشيراً إلى أن إعلان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أن نتنياهو غير ملزم بتقديم استقالته من منصبه، كرئيس للحكومة الانتقالية، أو الإعلان عن تعذره عن القيام بمهامه، متوقعاً أن تتكاتف مراكز القوى والهيئات النافذة في أجهزة المعلومات والمؤسسة الدينية بقوة للإبقاء على نتنياهو حتى إشعار آخر.

وتابع زكريا، انتخابات جديدة ستجري داخل حزب الليكود وستحدد خلال أسابيع المرشح لخلافة نتنياهو شكلياً وسيتقدم كاتس وساغر وكلاهما أضعف من منافسة نتنياهو أصلاً، مشيراً إلى أنه سيجري الانقلاب على نتنياهو بعد صدور حكم المحكمة العليا وموافقة لجنة الكنيست المتخصصة وهو أمر مستبعد تماماً حتي الثلاثة أشهر المقبلة والبديلة، له أما جدعون ساغر أو يسرائيل كاتس.

ويرى الخبير في الشؤون الاسرائيلية بمركز "الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، مهاب عادل، أن الخروج من المأزق الحالي وحالة الجمود التي تعيشها اسرائيل لأول مرة سيتوقف على حسم موقف نتنياهو، والذي سيكون خيار التضحية به هو الأقل كلفة لجميع الأطراف، بما فيها "حزب الليكود" الذي سيكون سيناريو الذهاب لانتخابات ثالثة تسبب فيها زعيمه بمثابة رهان خاسر على ما تبقى من شعبيته وكتلته التصويتية التي ستتوزع بين أحزاب تكتل اليمين الأخرى وفي مقدمتهم "يسرائيل بيتنا" وعكست نتائج الانتخابات الأخيرة هذا الملمح.

وأضاف قائلاً: "هامش المناورة الحالي الذي تقوم به الأطراف الفاعلة في اسرائيل الرسمية وغير الرسمية إنما هو "تمسك بمبدأ قانوني يُراد به مكسب سياسي" وخروج من حالة الجمود التي قد تعصف بدرجة الاستقرار الداخلي التي قد تجعل إسرائيل محدودة التأثير في محيط إقليمي ملتهب وتضيع "الفرصة السانحة" التي عملت عليها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية خلال العقود الماضية من أجل تجاوز معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وإحلاله بصراع آخر طائفي (سني - شيعي).

وتابع عادل، هذه المسألة القانونية المتعلقة بتهم فساد نتنياهو ستروج لها إسرائيل فيما بعد بأنها انتصار لدولة القانون، لجني المكاسب في كل الأحوال، وهي عادة الصهاينة، ولذلك لا ينبغي أن نساعدهم في ذلك، ونؤكد حقيقة ليست واقعة (بأن لا أحد فوق القانون في إسرائيل) لأن المشهد كان سيختلف تماماً وسيتم تحصين موقع نتنياهو وتجاوز الاتهامات في حال الوصول لصيغة سياسية وليست قانونية مع الأطراف الأخرى وفي مقدمتهم خصومه داخل اليمين وفي مقدمتهم افيجيدور ليبرمان، الذين رأوا في ضعفه فرصة لإزاحته باعتباره رئيس الوزراء الأطول مدة في تاريخ إسرائيل متجاوز بن غوريون ورغبة في تحقيق طموحاتهم بأخذ ذات الفرصة التي حصل عليها نتنياهو في قيادة المشهد وظل مستأثر بها.