خاص|سياسي سوداني: البرهان أصبح رجل دولة..وسياسات قوى الحرية تعيد العسكر

 في بيان عريض، انتقد تجمع المهنيين السودانيين أكبر مكون في تحالف قوى الحيرة والتغيير التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في لقاء متلفز تناول فيه عدم تسليم الرئيس المعزول عمر البشير لمحكمة لاهاي، ودعم السعودية والإمارات للسودان.

اعتبر تجمع المهنيين أن رئيس مجلس السيادة استبق بشكل "غير مقبول" التشاور الجاري حول أفضل السبل لضمان عقاب "البشير" عن جرائم نظامه في دارفور، فيما طالب البيان مراجعة "البرهان" لتصريحاته بشأن المساعدات السعودية الاماراتية للسودان منذ الاستقلال واصفاً هذه التصريحات بــ"المجانية" وأن لا كبير على المراجعة.

من جانبه، قال مصطفى أبو العزائم، محلل سياسي سوداني، في تصريح خاص لـ "الرئيس نيوز"،  إن "البرهان" يتحول الآن إلى رجل دولة، حيث بدا ذلك واضحاً في لقاءه المتلفز  وإجابته المقنعة على الاسئلة المطروحة عليه، ومواقفه الوطنية التي لا يستطيع أن يشكك فيها أحد.

وأوضح "أبو العزائم"، أنه لولا الثورة السودانية السلمية التي هزت أركان النظام السابق المرتبط بمؤسسات الدولة، وتدخل القوات المسلحة بكل مكوناتها للامساك بالركائز والقواعد معاً لتجنيب البلاد الفوضى والسقوط، لما كان للجميع التعرف على قدرات "البرهان" وإمكاناته.

وأضاف "أبو العزائم" متمنياً لو أن اللقاء كان على تلفزيون "السودان" الرسمي، لما كان سيحققه من مكاسب منها التحول من الثورة إلى الدولة بهدوء وتؤدة، واجتذاب اجتذاب المشاهد لمتابعة الشأن السوداني من منبر سوداني رسمي ومن لا مرآة سودانية حقيقية لا أجندة وراءها.

ويرى "أبو العزائم" أن قوى الحرية والتغيير أصبحت تتخبط واستبدلت ديكتاتورية النظام السابق بديكتاتورية جديدة، في ظل أزمات متصلة ومتلاحقة حتى أصبح حال المواطن أصبح أسوأ مما كان عليه في نهايات العهد السابق وتدهورت قيمة الجنيه السوداني إلى أدنى مستوى لها.

وأوضح "أبو العزائم": " قوى الحرية والتغيير ليس لديها خارطة طريق للخروج من الأزمات المتلاحقة ورأت أن تشغل المواطن وتشعل الساحة بتصفية حساباتها مع النظام السابق، حتى عندما تحتفل بإنجاز فإنه من إنجازات النظام السابق مثل تدشين قطار الركاب الجديد لحل مشكلة النقل الداخلية في الخرطوم، فضلاً عن  إطلاق القمر الصناعي الجديد".

واختتم " أبو العزائم" أن الحرية والتغيير تستهدف بعض مكوناتها وبعض مكونات الثورة التي من بينها المكون العسكري في السلطة الإنتقالية، وهو  ما قد يؤدي مع كثير من التعقيدات إلى نسف الفترة الإنتقالية بأكملها والعودة بالسودان إلى حكم العسكر من جديد.