الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

دراسة أمريكية: نهر النيل أقدم بآلاف السنين مما كان يعتقد

الرئيس نيوز

نشرت مجلة "لايف ساينس" الأمريكية العلمية، دراسة أثبتت أن نهر النيل بدأ الجريان من المرتفعات الإثيوبية بالقرب من شلالات النيل الأزرق منذ آلاف السنين، وكان نهر النيل سببًا رئيسيًا في تخصيب الوديان على طول مساره المتعرج عبر شمال شرق إفريقيا، مما أدى إلى ترسيخ الحضارات القديمة ولا يزال يمثل طريقًا مهمًا للنقل والري حتى اليوم.
لكن عصر مياهه الجليلة، التي تمتد لأكثر من 4225 ميلاً (6,800 كيلومتر)، كان موضوع تحقيق علمي ومناقشة طويلة، حيث رجحت مجموعة من الخبراء أن النهر ولد قبل حوالي 6 ملايين عام عندما غيّر نظام الصرف مجرى المياه، بينما يدعي آخرون أن عمر النهر خمس أضعاف ذلك.
وجدت دراسة جديدة أدلة تدعم النظرية الأخيرة: ربما يكون نهر النيل قد نشأ قبل حوالي 30 مليون عام، مدفوعًا بحركة دوران الأرض - بفعل طبقة سميكة من الصخور بين قلب الأرض وقشرة الأرض، حسبما أفادت مجموعة من الباحثين في عدد نوفمبر الجاري من مجلة نيتشر جيوساينس.
ويعتقد الباحث الرئيسي في مجموعة الخبراء "كلاوديو فاكسينا"، الأستاذ في كلية جاكسون لعلوم الأرض بجامعة تكساس، أن النيل قد تشكل في نفس وقت تشكل المرتفعات الإثيوبية حيث يبدأ أحد روافد أو فروع نهر النيل الرئيسية، ويسمى النيل الأزرق.
يجلب النيل الأزرق معظم مياه نهر النيل - ومعظم الرواسب فيه - مرتبطًا بالروافد الأخرى للنهر (النيل الأبيض) في السودان، قبل أن يخرج متدفقًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
سبق لفاكسينا وفريقه أن قاموا بتحليل الرواسب التي تم جمعها من دلتا النيل - حيث تم ترسيب الأرض عند التقاء النهر بالبحر الأبيض المتوسط - وقارن تكوينها وعمرها بالصخور البركانية القديمة الموجودة على الهضبة الإثيوبية. ووجدوا أن الرواسب والصخور كانت متكافئة وكان عمرها يتراوح بين 20 مليون و 30 مليون عام، مما يشير إلى أن النهر تشكل في نفس وقت الهضبة.
إذن، كان الباحثون مهتمين برؤية كيفية ارتباط النهر بغطاء الأرض، كما اقترحت النظرية، وفقًا لما قاله فاكسينا للايف ساينس. في الدراسة الجديدة، ابتكر فاكسينا وزملاؤه محاكاة بالكمبيوتر أعادت تشغيل 40 مليون عام من تكتونيات الصفائح الأرضية - وهي نظرية تشير إلى أن قشرة الأرض الخارجية تنقسم إلى أجزاء تتحرك حولها وتنزلق فوق الوشاح.
وأظهرت المحاكاة أن عمودًا ساخنًا من الوشاح - تصاعدًا من الصخور الساخنة جدًا في الوشاح - دفع بالأرض صعودًا، وخلق المرتفعات الإثيوبية وقام أيضًا بتنشيط "حزام النقل" الذي لا يزال موجودًا والذي يدفع لأعلى المرتفعات الإثيوبية في الجنوب وسحب الأرض في الشمال. هذا يخلق منحدرًا شمالًا، حيث لا يزال النيل يسير وفقًا لما قاله فريق فاكسينا.
من غير الواضح ما إذا كان نهر النيل قد غير مساره طوال حياته - حتى ولو بشكل طفيف - وهذا شيء يأمل فاكسينا وفريقه اكتشافه في المستقبل. إنهم يريدون أيضًا تطبيق هذه الطريقة لتحليل كيفية تغيير الوشاح أيضًا للأنهار الأخرى في جميع أنحاء العالم.