السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصندوق الأسود للقنوات الفضائية (6) قصة ضياع 40 مليون في "5 أمواه"

الرئيس نيوز


كنا ختمنا الحلقة السابقة بتفاصيل الخسائر الكبيرة التي حدثت في قناة "التحرير"، حينما كان رئيس مجلس إدارتها، تسبب في تلك الخسائر، وأصبح هو وشلته المستفيدون فقط، يبحثون عن أى وسيلة لإعادة بناء القناة من جديد، بعد أن وصلت إلى حالة يرثى لها، فظهر لهم حينها رجل الأعمال العائد بعد سنوات طويلة، وبدأ يقنعهم أنه قادر على أن يضع القناة في مصاف قنوات الصف الأول، كما حاول جاهداً إقناع رجل الأعمال نجيب ساويرس، مالك شبكة قنوات "on tv"، في هذا التوقيت بشراء القناة أو شراء أسهم فيها تصل إلى نسبة 51%، إلا أن نجيب رفض بشكل قاطع، خاصة أن قنواته نفسها كانت تحقق خسائر كبيرة، وهو لا يرغب في زيادة خسائره بشراء قناة أخرى تزيد من الطين بلة.

اتفق إيهاب طلعت مع عماد جاد على أن تتولى "بروموميديا" رعاية قناة "التحرير" ولكن وضع شروطه القاسية بعد أن فشلت كل محاولاته مع "ماسبيرو" للعودة من جديد، ومن الشروط التى وضعها  تخفيض الأعداد والميزانية فى القناة ليجلب طاقمه الخاص، كما اشترط أيضاً تغيير اسم القناة إلى "ten" وهو ما وافق عليه جاد على الفور، متمسكاً بالأمل الأخير له فى محاولة إحياء القناة من جديد،ز ووعدهم إيهاب طلعت أن القناة ستلقى دعما من الدولة.

 40 مليون جنيه لـ "5 امواه"

دخلت القناة مرحلة جديدة على يد إيهاب طلعت تغيرت فيها كثير من الوجوه على شاشة القناة، واستبدلت بوجوه جديدة وخريطة مستحدثة.

 كان الإعلامي "جمال عنايت"، من ضمن ضحايا المرحلة الجديدة إذ وقف برنامجه الذي لم يكن مر عدة أشهر على انطلاقه.

تعاقد طلعت على مجموعة برامج، كان أبرزها برنامج "5 أمواه" الذي تقدمه الراقصة "فيفي عبده"، وأنفق عليه مبالغ تصل إلى 40 مليون جنيه، في حين أن البرنامج لم يحقق نسبة مشاهدة أو عائداً إعلانياً، كما تعاقد مع بسمة وهبة على تقديم برنامج "هي مش فوضى"، الذي قدمت من خلاله عدة حلقات عن "الشذوذ الجنسي"، و"التحول الجنسي".

 ورغم خطة التطوير الجديدة إلا أنه القناة تكبدت خسائر فادحة بلغت نصف مليار جنيه تقريبا.

كما أن هناك شبهات تحوم حول "استغلال تراث ماسبيرو"، من خلال برامج "هنا ماسبيرو" الذي كان يقدمه الفنان سمير صبري، على شاشة التليفزيون المصري، ليقوم طلعت بإقناع الرجل أن يترك ماسبيرو ويقدم البرنامج على شاشة "ten"، ما حدث بالفعل واستمر البرنامج على شاشة القناة يعرض ماتريال خاصاً بملكية "اتحاد الاذاعة والتليفزيون"وقتها دون محاسبة، وقدرت المادة التراثية التى عرضها البرنامج بما يزيد على 30 مليون جنيه، حيث ضم بعض المسلسلات الخاصة بقطاع الإنتاج، والتى لم يتم تسديد قيمتها لماسبيرو، حيث كان مسئولو ماسبيرو قرروا مقاضاة إيهاب طلعت، وتراجعت لوساطات.

 فشل "البيت بيتك"

 من البرامج التي راهن عليها إيهاب طلعت، برنامج "البيت بيتك" الذي كان يمتلك حقوقه الكاملة قبل ثورة يناير، فقرر إعادة إنتاجه مره أخرى فى قناة "ten"، وباع الرجل الفورمات لملاك القناة بالفعل وبدأوا تنفيذه بعد أن وعدهم بالتعاقد مع مقدمي البرنامج سابقاً وهم: محمود سعد وخيرى رمضان وتامر أمين، وبعد فشله فى إقناعهم لجأ للتعاقد مع ثلاثة من الإعلاميين هم عمرو عبدالحميد وإنجى أنور ورامي رضوان، وبدأ البرنامج بخلافات حادة بينهم واستمرت إلى أن اضطرت إنجي أنور إلى الخروج، حيث هاجمت زملاءها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم توقف البرنامج نفسه بعد عدة أشهر لم يحقق خلالها أي عائد.

حاول إيهاب طلعت أيضاً أن يحصل على حق عرض الدوري المصري وبالفعل تعاقد مع اتحاد الكرة، ولكن لم يسدد قيمة التعاقدات ولا الدفعات فى موعدها مما جعلهم يفسخون التعاقد معه.

لم يمر ثلاثة أشهر إلا وكانت بوادر الفشل ظهرت وقام نجيب ساويرس بطرد إيهاب طلعت من وكالة "بروموميديا" بسبب الخسائر، وبدأ ملاك قناة "ten" فى خلافات وقضايا معه بسبب خسائر قدرت حينها بما يوازى 500 مليون جنيه وانتهى الأمر بفسخ التعاقد بين الطرفين، وتم عرض القناة للبيع، وبالفعل قام بشرائها مستثمر إماراتي وهو المالك الفعلي للقناة حتى اليوم.