الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصندوق الأسود للقنوات الفضائية "5"

قصة العهد الجديد لقناة التحرير.. استقالة موسى والغيطي وظهور عماد جاد

الرئيس نيوز

فى هذا التوقيت كانت هناك قنوات أخرى كثيرة ظهرت منها "CBC" و"النهار" و"صدى البلد"، وغيرها من القنوات الموجودة حالياً، إلا أننا سنرصد تفاصيل كل قناة على حدة، وهنا نستكمل قصة قناة "التحرير"، والتي فوجئ العاملون بها ببيعها يوم 28 يونيو 2013، وتحديداً قبل الثورة بيومين فقط، حيث قرر سليمان عامر الهروب من ضغط جماعة الإخوان ليخلي مسؤليته تماماً أمامهم من عبء القناة.

 خاصة أن وزير الإعلام الإخواني الهارب صلاح عبدالمقصود كان قد هدده بإغلاق القناة وفتح ملفاته ومنعه من السفر، واستدعاه إلى مكتبه وقام بتوبيخه وطالبه بإبعاد أحمد موسى ومحمد الغيطي وغيرهم من الإعلاميين المناهضين لجماعة الإخوان، فقرر سليمان عامر أن يبيع القناة بشكل نهائى ويسافر إلى ألمانيا لينتظر نتائج الثورة.

كان هناك عرضان مقدمان للرجل أولهما كان الوسيط فيها الإعلامي مصطفى بكري وكان لرجل أعمال يدعى حازم عليش مقيم في المغرب، في حين جاء العرض الثاني من  مكرم مهني وشركائه "غير المعلومين" حينها، عن طريق الوسيط الصحفي جمال الكشكي، وفور تسلم القناة يوم 30 يونيه ظهر البرلمانى عماد جاد في الأروقة معلناً توليه رئاسة مجلس إدارة القناة مع مالكها الجديد، والذي كشفت مصادرنا أنه كان يتم تمويله من أقباط المهجر، ما ظهر فيما بعد من خلال توجهات القناة.

فور تسلم عماد جاد القناة اجتمع بفريق عملها القديم معلناً بداية عهد جديد وطريقة عمل مختلفة بصورة مهنية وموضوعية وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف النزاع، وقال فى الاجتماع نصاً: "الجيش والشرطة مش خط أحمر"، ما أغضب البعض ودخلوا معه في جدل كبير، ليفاجأوا جميعاً بقرار معلق يمنعهم من دخول القناة فى اليوم التالي مباشرة.

بدأت القناة تتخذ منعطفاً جديداً في سياستها التحريرية، ما تسبب فى بدء الخلافات بين الإعلاميين الموجودين مع إدارة القناة ممثلة فى عماد جاد، والذي تسبب فيما بعد فى استقالة أحمد موسى على الهواء، ومن بعده محمد الغيطي، ثم جيهان منصور ورانيا بدوي، مؤكدين جميعاً أن القناة تخدم توجهات معينة وتسعى لتحقيق أغراض غير منضبطة ضد الدولة المصرية، خاصة في ظل حالة الاستقطاب السياسي التى كانت تعيشها مصر فى هذا التوقيت.

وفى ظل عدم تحقيق القناة عائد إعلانى يغطى التكلفة وتقدير الخسائر بما يزيد على 30 مليون جنيه، إلا أن التمويل غير المعلوم المصدر كان يصل كل شهر إلى القناة بشكل ثابت، حتى أن القناة كانت تعرض إعلانات مكثفة بدون مقابل على البرامج، لتظهر وكأنها قناة جاذبة للإعلانات وتغطي تكلفتها، بل وصلت الأمور إلى أن القناة كانت تتواصل مع المعلنين بشكل مباشر وتبلغهم أنها ستعرض إعلاناتهم كإهداء لمدة شهر، فى حين أن الواقع كان يؤكد عدم تحقيق القناة لأي ايرادات وبعد أن استنفذت القناة أغراضها فى هذا التوقيت، وبسبب الخسائر الكبيرة التى حدثت بعد أن أصبح المستفيدون فقط هم مسئولوها، بدأت مرحلة جديدة تماماً بظهور إيهاب طلعت مرة أخرى إلى الساحة، بعد أن قام بالتعاقد على حق رعاية القناة ووضع محتوى إعلامي جديد لها.