الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لمدة 50 يومًا.. لماذا امتنع طومان باي عن تولي حكم مصر في البداية؟

خالد النبوي في دور
خالد النبوي في دور طومان باي بمسلسل ممالك النار


السلطان طومان باي من الشخصيات ذات التأثير الكبير في تاريخ مصر، إنه الحاكم المملوكي الذي أصبح مصريا بالمعيشة والمعاملة وبالدفاع عن أرض المحروسة، إلى أن شُنق على أحد أبواب القاهرة على يد الغزاة العثمانيين.
وتتعدد المصادر التي تؤرخ لسيرة طومان باي في الكتب التاريخية، ولا يتأكد المكان الذي جاء منه إلى مصر على وجه التحديد، لكن بعض الكتب جزمت بميلاده في عام 878 ه/ 1473 م، ووفاته عن 44 سنة في يوم الأحد 21 من شهر ربيع الأول سنة 922 ه 15 سبتمبر 1517 م.
وفي كتابه "طومان باي.. آخر سلاطين المماليك في مصر"، للدكتور عبد المنعم ماجد، يروي المؤلف أن السلطان قانصوة الغوري، عندما كان أميرا، قدم طومان باي وهو صغير السن إلى السلطان الأشرف قايتباي، فصار من جملة مماليكه.
بعد ذلك، أمر قايتباي بأن يتربى في "الطبق"، أي المدرسة الحربية، مع بقية المماليك الصغار الواردين إلى مصر، "وبعد أن تثقف وتهذب في الطبق، أعتق مع أترابه من المماليك، وإن كان الذي أعتقه ليس الأشرف قايتباي، وإنما ابنه الناصر محمد بن قايتباي، الذي تولى بعد أبيه لفترة قصيرة".
وعندما تولى السلطان الظاهر قانصوة الغوري حكم مصر في عام 904 ه 1498 م، اشترى طومان باي، وأوكل إليه عدة مناصب طوال فترة حكمه حتى وصل إلى منصب نائب السلطنة.

ويروي المؤلف أنه عندما خرج السلطان الغوري لقتال العثمانيين القادمين إلى مصر في معركة مرج دابق وقتل هناك، كانت البلاد مستقرة تحت سيطرة النائب طومان باي، لكنه امتنع عن تولي السلطنة بعد الغوري.
يقول المؤلف إن ذلك كان "خوفا من غدر المماليك، وتعودهم على العصيان، إذ أن خيانتهم للسلاطين وانقلابهم عليهم، كانت من سمات الحكم المماليكي في مصر"، مشيرا إلى أن نهاية الغوري الحزينة كان أساسها خيانة الأمراء له، وانقلابهم عليه، في أثناء المعركة الحاسمة مع العثمانيين.
ويتابع: "تمنع طومان باي عن قبول السلطنة مدة خمسين يوما، إلا أنه قبلها بعد ذلك، تحت ضغط رجال الدين في مصر، وبخاصة ضغط عالم وشيخ كبير منهم اسمه أبو السعود الجراحي، كان من مشايخ الصوفية، الذين كانت لهم مكانة خاصة لدى سلاطين المماليك، بحيث أن زمنهم هو زمن كبار المتصوفة في مصر، مثل أحمد البدوي والشاطبي والشاذلي وأبي العباس وغيرهم".
ويؤكد أن رجال الدين في مصر كانوا هم السبب في اختيار طومان باي للسطنة، لأنه "تعبوا من استئثار اختيار السلطان من قبل المماليك وحدهم، دون أن يكون لهم رأي في اختيار سلطانهم".
ويشرح أن اختيار المصضريين لطومان باي راجع أيضا إلى ما كان يتحلى به من صفاته المحببة لهم، "فهو على عكس السلاطين السابقين كان غير متكبر أو متجبر".
وينقل عن المؤرخ المصري الشهير ابن إياس يتبين أنه طومان باي "خلال نيابة السلطنة ساس الناس أحسن سياسية، وأنها كانت راضية عنه، فقد كان دينا صالحا، خيرا فاضلا، زائد الأدب والسكون والخشوع والخضوع، ملازما لزيارة المشايخ الأحياء منهم والأموات".