الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عبد الغفار شكر: مواجهة الإرهاب كانت سبباً مفهوماً لتراجع الحريات قبل 2015

عبدالغفار شكر
عبدالغفار شكر


 ـ بدون حرية لا يمكن أن تحل المشاكل السياسية.. والعلاقة بين الحرية والتنمية طردية

ـ "دستور 2014" بدون تعديلاته يكفي لتحقيق الحريات في مصر

ـ عودة الوئام لتحالف "30 يونيو" بداية التصالح الحقيقي بين الدولة والمعارضة

ـ الإخوان كونوا صداقات مع متخذى القرار في الدول الغربية

 

كشف عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن "ثورة 30 يونيو" خلقت واقعاً جديداً في مصر، تسبب في تعرض الدولة لخطر الإرهاب، الأمر الذي أثر بشكل واضح على مساحة  الحريات..

وشدد شكر ـ خلال حديثه مع "الرئيس نيوز" ـ على أن تطبيق مواد "دستور 2014" بدون تعديلات يكفي لتحقيق الحريات في مصر.. وإلي نص الحوار:

ما تقييمك للحريات المتاحة للمعارضة؟

ـ ثورة 30 يونيو خلقت واقعاً جديداً في مصر، بسبب عدة أسباب أهمها تعرض الدولة لخطر الانهيار، وكان من مظاهر ذلك الخطر، تلك الحرب المفروضة لمواجهة الإرهاب في سيناء، وكان أنصار تنظيم "بيت المقدس" يسيطرون على مساحاتٍ من سيناء. وبعد عزل الإخواني محمد مرسي خرجت المسيرات بعشرات الآلاف، وأصبح ذلك مصدراً إضافياً لتهديد الدولة. كما حدث حال ورأينا من استهداف مؤسسات الدولة ومنشآتها ومنشآت وزارة الداخلية، وأيضاً محاولات تفجير عدد من مديريات الأمن، ومن الطبيعي ـ والحال هكذا ـ أن تكون تلك الأسباب وراء تقلص مساحة الحريات، وأن تكون سبباً في تجاوز القانون في مسائل عدة، منها "الحبس الاحتياطي"، ولكن منذ عام 2015 بدأ الاستقرار يظهر على السطح، وكان على الدولة أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

البعض يتحدث عن ضيق الدولة بالمعارضة.. هل تعتقد أن المعارضة كانت قادرة على الخروج من حالة الانكماش؟

ـ من وجهة نظري المعارضة غير مخطئة، فهي لم تأخذ فرصتها بسبب ما سردناه من أسباب التضيق الأمني، ولكن المسئولة عن ذلك هي الدولة، التي لابد أن تتيح مساحة للحريات تمكن الأحزاب من الظهور الإعلامي بحرية، ومن التعبير عن وجهة نظرها في المشاكل التى تواجه البلاد على جميع المستويات، ولا يمكن أن ننسى أن هذه المعارضة كانت هي مَن وقف في صف "ثورة 30 يونيو"، ضد "جماعة الإخوان"، وهي مَن واجه الإعلان الدستوري للجماعة، وسمته "الإعلان الديكتاتوري" وتصدت له عام 2012، واستطاعت أن تواجه حدثاً كان بمثابة "حرب طائفية بين المصريين"، فالمعارضة ليست ضد الدولة، ومن حقها أن تتحدث عن قضايا "الاختفاء القسري"، وغير ذلك من القضايا، وهي بذلك تقوم بدورها فقط، ولا تقف ضد أحد.

أين تكمن قوة مصر السياسية من وجهة نظرك؟

ـ القوة في حرية الرأي والتعبير والسماح للرأي المخالف بالظهور دون فرض أية قيود، ولابد أن تعبر الناس عن مشاكلها، وتتحدث عن أولوياتها في مشاريع الحكومة، و من هنا تكون القوة.

هناك مَن يظن أن توفير لقمة العيش أهم من الحرية السياسية .. ما تعليقك؟

ـ هناك الكثير من القيادات في مؤسسات الدولة يتبنون هذا الرأي، ولكن الحقيقة أنه بدون حرية رأي وتعبير لا يمكن أن تحل المشاكل السياسية، فهناك علاقة طردية بين الحرية والتنمية، من خلال السماح للجماهير بالتعبير عن آرائهم ومشاكلهم وأولوياتهم، وكذلك "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" ينص على أن الحقوق لا يمكن أن تتجزأ، فلا يمكن أن تأخذ الحرية السياسية دون أن تمارس حقك فى الحصول على حقك في خيرات الدولة وهكذا، الحقوق لا تتجزأ.

هناك تقارير حقوقية تنشر ضد مصر من مؤسسات حقوقية خارجية فما تعليقكم على ذلك؟

ـ التقصير يأتي من جانب أجهزة الدولة أيضاً في هذا الأمر، لأنها حتى اللحظة لا تتبنى خطة لتوضيح أسباب تقلص الحريات، وهي التي ذكرناها من قبل، وليس لديها خطة محكمة للدفاع عن سياسة الدولة فى مواجهة العناصر الإرهابية، ولكن هذا لم يحدث رغم أن لدينا 150 سفارة في العالم، ولدينا "الهيئة العامة للاستعلامات"، التي تملك العديد من المقرات فى أنحاء العالم، ورغم  وجود رجال للدولة يمكنهم مخاطبة المسئولين عن تشكيل الرأي العام الخارجي، وتوضيح ظروف تلك الحرب التي تعيشها مصر وتداعياتها، وأن البلاد تواجه خطر هدمها والتصدي لعناصر "جماعة الإخوان" هو السبب الرئيسي وراء تلك التقارير والاتهامات التي تطال مصر.

كيف تمكنت الجماعة الإرهابية من جذب الرأي العام الخارجي وتضليله لكسب التعاطف؟

ـ الجماعة منذ زمن طويل تكوِّن صدقات مع  القائمين على مهنة الإعلام في الدول الخارجية، وكذلك تمكنت من تكوين صداقات وعلاقات قوية مع عدد من كتّاب تلك  الدول، والمؤثرين في صنع القرار هناك، كما تمكنوا من التسلل  داخل المنظمات الحقوقية في هذه البلاد، وبذلك تمكنت من تضليلهم فى ظل غياب مصر عن توضيح أسباب تقليص الحريات ومحاربة الإرهاب، وأن ما يحدث في مصر من قبل تلك الجماعات من مظاهر تهديد الدولة المصرية.

كيف يمكن إذابة الجليد بين الدولة والمعارضة؟

ـ يُمكن من خلال عودة الوئام لتحالف "30 يونيو" والعمل بدستور 2014، قبل التعديلات الأخيرة، فنحن لدينا دستور تطبيقه يكفي لتأسيس حياة محترمة يسودها الحق وتسودها الحريات.

وسائل الإعلام الأجنبية تمكنت مؤخراً من استعادة جمهور لها في مصر، بعد سنوات من المقاطعة؟

ـ السبب في ظني هو التضييق على وسائل الإعلام المحلية، وكبت حريتها، لابد من إعطاء الفرصة لوسائل الإعلام المصرية بالتعبير والعودة إلى مسارها الطبيعي بالتعبير عن الرأي والرأي الآخر، في حرية تامة، هنا يمكن لها استعادة الجماهير مجدداً.