الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تحليل: لماذا ترفض إيران إعادة التفاوض حول برنامجها النووي؟

الرئيس نيوز



أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة عن حرص واشنطن على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد مع إيران، ولكن إيران تأبى على الرغم من مرور سنوات من خضوعها للعقوبات.
حاول الرئيس دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو 2018. ويتمتع زعماء طهران بفرصة فريدة لصياغة اتفاق جديد مواتٍ لهم. ويمكن أن يؤدي التفاوض إلى رفع العقوبات الاقتصادية وضخ الأموال والتكنولوجيا والصناعة الأمريكية في الاقتصاد الإيراني الذي يعاني. على حد تعبير ترامب نفسه، فإن اتفاقًا جديدًا "سيجعل إيران عظيمة" دون السعي إلى "تغيير القيادة".
وقالت شبكة "يوراسيا ريفيو" البحثية في تحليل نشر اليوم الثلاثاء، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وإيران وحتى الولايات المتحدة ناقشت إطارًا جديدًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر، وفقًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن شأن الاتفاق الجديد المقترح أن يجعل إيران تتخلى عن الأسلحة النووية بشكل دائم، وتتوافق مع إطار طويل الأجل للتكنولوجيا النووية السلمية، وتسهم في الاستقرار الإقليمي وعدم التدخل في شؤون الدول بالشرق الأوسط في مقابل رفع العقوبات الأمريكية. ويشمل المقترح تقييد الصواريخ الباليستية الإيرانية على أن تتم منقاشة ذلك في المستقبل. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف عارض هذه الشروط، عند عودته إلى طهران.
وأضافت الشبكة البحثية أن الظروف داخل إيران تمنع إدارة روحاني من العمل مع إدارة ترامب لتسوية الملف النووي. فعلى الجبهة العسكرية، يُعاد بشار الأسد الأسد حليف طهران مجددًا في سوريا، وفي اليمن، يتسبب الحوثيون في إزعاج السعودية - بدعم تكتيكي ومادي من فيالق الحرس الثوري الإسلامي. ولا تزال إيران تطمئن نفسها بأن صواريخها الباليستية محصنة جيدًا لمقاومة أي هجوم جوي أمريكي. وتعززت ثقة إيران بعد أن توغلت الصواريخ والطائرات بدون طيار في أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية أثناء الهجوم الذي زعم  الحوثيون تنفيذه ضد مرافق أرامكو السعودية. 
كما أن اختبار سلاح الجو الأمريكي، في 28 سبتمبر، لاستعداد الحراك للقيادة والسيطرة بعيدًا عن قاعدتها في الخليج في قطر، أضاف خطأً إلى اعتقاد طهران بتمتعها بالتفوق الاستراتيجي في نهاية المطاف داخل المنطقة. وكذلك اقتراح موسكو لخطة أمنية خليجية جديدة.
يحتل المجتمع الإيراني المرتبة 60 من أصل 189 دولة، متقدما على تركيا والعراق رغم أنه أقل من الجيران الأقل كثافة سكانية والأكثر ثراء على الشواطئ الجنوبية للخليج مثل الإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية، على مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويضع تقرير السعادة العالمية الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة مكانة الشعب الإيراني عند المرتبة الـ117 من أصل 156 دولة، مرة أخرى أعلى من العراق رغم أنها دون دول الخليج العربي. يصنف مؤشر التنمية الشاملة للمنتدى الاقتصادي العالمي إيران في المرتبة 27/76 بين الدول الناشئة، بعد الصين مباشرة.
في الوقت الحالي، تتغلب إيران على العقوبات الاقتصادية الأمريكية. وحافظت طهران على تصدير النفط إلى الصين، وحتى إلى سوريا والهند، من خلال آليات التجارة والنقل التي تتماشى مع اللوائح الأمريكية. وتواصل الصين، على وجه الخصوص، التعامل مع إيران في قطاعات الطاقة والتعدين والنقل. حتى بريطانيا تحايلت على العقوبات الأمريكية في أكتوبر لتسوية 1.25 مليار يورو (1.54 مليار دولار) مع بنك إيراني مملوك جزئياً للدولة. حققت إيران الاكتفاء الذاتي في تكرير البترول. 
حول التخطيط للمستقبل، بدأت إيران بالتعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي. تقوم وزارة النفط بوضع خط أنابيب، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول مارس 2021، لنقل النفط إلى محطة تصدير شرق مضيق هرمز. تقوم طهران وبكين بوضع اللمسات الأخيرة على التزام صيني مدته 25 عامًا باستثمار 280 مليون دولار في قطاع الطاقة الإيراني.
وشجعت الإنجازات العسكرية والاجتماعية إلى جانب التحمل الاقتصادي المسؤولين في إيران، بما في ذلك قادة الحرس الثوري الإيراني، الذين يتخلون عن أي حل وسط مع الولايات المتحدة لارتيابهم في نوايا أمريكية سيئة – يعود تاريخها لمحاولة إعادة الشاه للحكم في عام 1953.