الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قلوبهم شتّى.. التحالف التركي القطري في خطر.. والسبب "قناة الجزيرة"

الرئيس نيوز

 


بدأت وسائل الإعلام المحلية وعدد من الصحف التركية الموالية للحكومة في مهاجمة تغطية قناة "الجزيرة" المملوكة لقطر للهجوم التركي على سوريا، مشيرةً إلى أزمة محتملة في التحالف التركي-القطري المفترض أنه يتسم بالدفء.

أصبحت تركيا وقطر في السنوات الأخيرة حليفتين وشريكتين استراتيجيتين، عندما فرضت دول الرباعي العربي مقاطعة ضد قطر منذ منتصف عام 2017، أرسل الرئيس رجب طيب أردوغان إمدادات غذائية طارئة وقوات عسكرية لحماية قطر والتزم بتوسيع الوجود العسكري التركي هناك.

عندما تراجعت الليرة التركية في أغسطس 2018، أجزل الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني العطاء وانهمرت وعوده بمبلغ 15 مليار دولار للاستثمار القطري في تركيا.

وقالت صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة التركية في افتتاحية أمس الاثنين إن هذا التحالف الذي لا يتزعزع على ما يبدو الآن أصبح مهددًا - من الداخل"، ونشرت شكوى مماثلة في سياق تحليل مطول قدمته قناة "تي آر تي" التي تديرها الدولة في نهاية الأسبوع.

وقالت ديلي صباح: "قناة الجزيرة الإنجليزية، القناة الإخبارية الرائدة في قطر، تنشر دعاية معادية لتركيا، وكالت الصحيفة التركية للجزيرة الاتهامات مضيفةً: "تحت ذريعة الصحافة المستقلة والموضوعية، استسلمت الشبكة القطرية للتحيز والأخبار المزيفة فصورت إرهابيين معروفين وهاربين من القانون على أنهم ناشطون مضطهدون. ولطخت الشبكة القطرية العملية التركية في شمال شرق سوريا الشهر الماضي ".

يذكر أن موقف تركيا هو أن القوات الديمقراطية السورية التي تقودها كوادر كردية ووحدات حماية الشعب التابعة لها هي امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي قاد تمردًا في تركيا لمدة 35 عامًا ووصفته أنقرة بأنه جماعة إرهابية وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتجادل أنقرة بأن هذا جعل الكيان الكردي على طول الحدود السورية تهديدًا وجوديًا واستلزم توغل تركيا، على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية لعبت دورًا مهمًا في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة داعش.

وقدم تحليل "تي آر تي" بالتفصيل تقارير الجزيرة المعادية لتركيا. وقال التقرير "إن قناة الجزيرة الإنجليزية تذهب إلى أبعد من ذلك وتصف المنظمة الأم لحزب العمال الكردستاني بأنها مجرد "مقاتلين أكراد"، وبيضت الجزيرة صفحة التاريخ الدموي للأكراد بالكامل".

وزعمت "تي آر تي" التركية أن الجزيرة "من خلال وصف وحدات حماية الشعب بأنها" أكراد "أو "قوات كردية"، فإنهم في الواقع يرتقون إلى مستوى دور ممثلي الشعب الكردي ككل."

منذ إطلاقه في 9 أكتوبر، أدى هجوم تركيا في شمال شرق سوريا إلى مقتل مئات الأشخاص وتشريد حوالي 300000 شخص. واتهمت وسائل الإعلام الدولية ووسائل الإعلام ومواقع الأخبار الغربية أنقرة في الأسابيع الأخيرة بالتطهير العرقي وارتكاب جرائم حرب.

واستخدمت قوات سوريا الديمقراطية كلمة "إبادة جماعية" لوصف تصرفات تركيا، مثلها في ذلك شأن عدد من الصحف البريطانية وسناتور أمريكي واحد على الأقل. وفي الأسبوع الماضي، بدا أن مجلس النواب الأمريكي يرغب في معاقبة تركيا عقابًا مضاعفًا على هجومها، حيث صوت لصالح فرض عقوبات على أردوغان ومسؤولين آخرين بسبب الهجوم على سوريا وتمرير قرار للاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأرمن، والتي تنفيها تركيا رسميًا.

يبدو أن كل هذا قد وضع حلفاء تركيا في الناتو في وضع مرتبك. وذكرت صحيفة التايمز يوم الاثنين أن الأمم المتحدة قررت عدم البحث عن آثار للفوسفور الأبيض في هجوم شنه متمردون تدعمهم تركيا مؤخرًا، مما يشير إلى أن أعضاء الناتو يبدون مترددين في التحقيق في جرائم الحرب المحتملة التي ارتكبتها تركيا وشركاؤها في سوريا.

واستطردت صحيفة "صباح" اليومية قائلة إن قناة الجزيرة قد اتهمت تركيا بترحيل اللاجئين السوريين "دون أدلة". في الأسبوع الماضي، قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إن تركيا قامت بترحيل السوريين وحذرت من أي عودة مستقبلية إلى منطقة النزاع.

وقالت الافتتاحية أنه في الوقت الذي واصلت فيه الجزيرة العربية تقديم الفوارق الضرورية في سوريا، سعت الجزيرة الإنجليزية لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية الإقليمية.

وقالت ديلي صباح: "تقوم مجموعة صغيرة من الناس في الجزيرة الإنجليزية بتفكيك تراث الشبكة الخاصة بهم عن عمد وتقويض الشراكة التركية القطرية في محاولة لإملاء السياسة الخارجية للدولة الخليجية".

وأشار الدكتور علي بكير، المحلل السياسي المقيم في أنقرة، إلى أنه كتب مقالًا لقناة الجزيرة الإنجليزية الشهر الماضي يدافع فيه عن الهجوم التركي على سوريا، وبالتالي يبدو أن الموقع لم يتخذ موقفًا معارضًا لتركيا تمامًا بشأن هذه المسألة.

ومع ذلك، نظر بكير إلى ممارسات الجزيرة الإنجليزية على أنها خيار سيء للتعبير عن المظالم بين الحلفاء. وقال لصحيفة أحوال التركية: "أعتقد أنه مهما كانت المشكلة المتعلقة بتغطية قناة الجزيرة الإنجليزية، فإن القطريين كانوا سيفضلون بالتأكيد أن مثل هذه المشكلة كان ينبغي نقلها عبر القنوات المناسبة".

يرى ديفيد روبرتس، المحاضر في جامعة كينجز كوليدج لندن وزميل غير مقيم في معهد الخليج العربي في واشنطن، أن أنقرة شديدة الحساسية في هذه الحالة فلم تتوقع الغدر الإعلامي من حليف مقرب مثل الدوحة".