الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

محلل تركي يكشف: "أردوغان خبأ أبوبكر البغدادي في المنطقة الآمنة للإرهابيين"

الرئيس نيوز

 

ـ تورغوت أوغلو: البغدادي أمضى شهوره الأخيرة في منزل يبعد عن الحدود التركية خمسة كيلومترات


فجر المحلل السياسي التركي، تورغوت أوغلو، جملة من الحقائق، التي تكشف علاقة شركة "سادات SADAT للاستشارات الدفاعية"، بتنظيم "داعش"، فضلًا عن دورها في دعم السياسات المشبوهة للرئيس رجب أردوغان، وخططه الرامية إلى قمع الداخل، والتوسع على حساب دول الجوار.

شركة "سادات" التي تعد الذراع الخشنة لأردوغان، أسسها عدنان تانريفيردي، وهو كبير مستشارين القصر الرئاسي، ولا يزال يواصل مهمته ككبير لمستشاري الرئيس التركي، إضافة إلى إدارة هذه الشركة.

يقول المحلل التركي تورغوت أوغلو، في تحليل أرسل به إلى "الرئيس نيوز"، إن عدنان من رواد تيار الإسلام السياسي المتشددين في تركيا، وهو من الداعين لاندماج النظام التركي بنظيره في إيران؛ لتحقيق أهداف الدولتين التوسعية.

بدأ تورغوت في البداية، يحكي عن ممارسات "سادات" في الداخل، وقال إنها تعد "مهندس" مسرحية الانقلاب التي جرت فصولها في يوليو 2016؛ بهدف تمكين أدروغان من إعادة هيكلية الجيش، والإطاحة بجميع القيادات الوطنية، واستبدالهم بآخرين موالين له، ولمشروعه.   

لفت المحلل السياسي إلى أن الشركة تمتلك عناصر مدربة على الاشتباك، ومسلحة بالمخالفة للقانون، وأن هذه العناصر برز دورها خلال مسرحية الانقلاب، إذ عمدوا إلى التنكيل بجنود وأفراد الجيش وكذلك المدنيين. متهمًا هذه العناصر بارتكاب عمليات ذبح لـ250 جندياً بالسكاكين وبطريقة وحشية.

وعن أنشطة الشركة الخارجية، خاصة المتعلقة بالأزمة السورية، قال تورغوت: "وزعت الأسلحة على المقاتلين الذين أتوا إلى تركيا من خلال منظمات تُسمِّي أنفسها جمعياتٍ خيرية، وتلقوا تدريباً عسكرياً ليلتحقوا بعد ذلك بالتنظيمات الإرهابية من أمثال داعش والقاعدة وما يطلق عليه أردوغان زورًا الجيش الوطني السوري وهو عبارة عن مجموعة من المرتزقة الأجانب غالبيتهم من المنتمين إلى تنظيم الدولة قبل سقوطه في سوريا".

"سادات" تقوم أيضًا بعمليات التنسيق بين داعش وما يسمى "الجيش السوري"، وبين سائر المنظمات الإرهابية المتطرفة الفاعلة في المنطقة.

أشار المحلل السياسي التركي إلى أن الرائحة العفنة للشركة، كشفها النائب البرلماني عن حزب "الشعب الجمهوري"، آران أردام، العام 2014، وكشف عن علاقتها بقضية شاحنات المخابرات التركية التي كانت تنقل الأسلحة إلى سوريا حيث التنظيمات الإرهابية، لكن تم التنكيل بالنائب البرلماني، وهو الآن قيد الحبس.

تحدث تورغوت عن عملية قتل زعيم تنظيم "الدولة" أبو بكر البغدادي، وقال إنها تمت في المنطقة التي يسيطر عليها أردوغان، إذ كان يعيش منذ ثلاثة أشهر في منزل يبعد عن الحدود التركية بخمسة كيلومترات فقط، مذكرًا بحديث وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الذي قال "لن يطير طائر في هذه المنطقة بغير إذن منا"، ما يعني أن البغدادي كان يعيش في كنف أردوغان وعصابته.

قال المحلل التركي، إن مقتل البغدادي كان صادماً لأردوغان، حيث أثبتت هذه العملية للعالم بأسره أن زعيم التنظيم الإرهابي كان تحت حماية قوات تابعة لأردوغان. وتابع: "هذه من أكبر الفضائح في تاريخ تركيا".

أكد تورغوت أن أردوغان إن كان صادقًا في محاربة الإرهاب، فلماذا ضيع هذه الفرصة التاريخية التي سنحت له؟ حيث إنه لو قَدَّم معلومات مخابراتية حول مكان البغدادي لكان قد نجا من جميع الاتهامات، ولأصبح بطلاً يحارب الإرهاب؟

تابع: "الجميع يتساءل: كيف استطاع البغدادي أن يتفلت من الاستخبارات التركية ويعيش مع عائلته على مقربة خمسة كيلو مترات من حدودها، وفي منطقة تتكثف فيها أبراج المراقبة التركية (نحو 12 نقطة مراقبة)".

أشار المحلل التركي، إلى أن أردوغان على الرغم من أن سياساته تسمح له ببيع حلفائه من التنظيمات الإرهابية حينما يقضي منهم وطرًا، إلا أن هذا الوقت لم يكن قد جاء بعد، إذ أن الرئيس التركي يريد أن تظل "إدلب" مستودعًا للتنظيمات الإرهابية، لاستخدامها ضد دمشق.

لفت تورغوت الأنظار إلى أن البغدادي فقد كل حلفائه، لذلك من الصعب التوقع بأن هناك قوى تملك كل هذا النفوذ على الأرض، حتى تؤمن دخوله من العراق إلى إدلب، حيث كل هذه الحدود الممتدة بين البلدين والتي تقع تحت النفوذ التركي، والجماعات الإرهابية الموالية له.

أضاف المحلل التركي: "السؤال الذي يطرح نفسه على الأذهان هو: هل كان من الممكن أن يصل البغدادي مع أسرته إلى هذه المنطقة بشكل آمن من دون تنسيق مع الجهات التابعة لحكومة أردوغان؟ ولماذا كان يحاول هو أو أفراد من أسرته القدوم إلى تركيا؟".

اختتم تروغوت تحليله بالقول: "الرأي العام الدولي ينظر إلى "المنطقة الآمنة" التي يلح عليها أردوغان، على أنها "منطقة آمنة للإرهابيين"، يصولون فيها ويجولون، ويعيثون في الأرض فساداً بكل راحة وسهولة".