الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"شراقي" يكشف مسار اجتماعات واشنطن بشأن سد النهضة.. وتوقعاته للنتائج

الرئيس نيوز

بعد إعلان مصر مطلع الشهر الماضي وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود، وتحركها لادخال وسيط دولي استناداً على بنود اتفاق المبادئ 2015، يجلس أطراف الأزمة الثلاثة، مصر والسودان واثيوبيا على طاولة مباحثات الأربعاء المقبل، في محاولة أمريكية لكسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات السد، ولكن ماهي توقعات الخبراء للاجتماع؟.
الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية قال إن هناك تفاؤلا حذرا نظراً للموقف الاثيوبي المتعنت فضلاً عن رفضها في وقت سابق للوساطة وكذلك السودان، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ما أجبر الجانب الاثيوبي للموافقة على "مضض".
وأوضح "شراقي" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "اجتماعات واشنطن ستكون مباحثات أكثر من كونها مفاوضات، وذلك لاشتراط "إثيوبيا" أن يكون الحديث "سياسياً" وليس "فنياً"، كما أكدت على اقتصار اللجان الفنية على الدول الثلاثة وهي مصر والسودان واثيوبيا دون دخول أي وسيط وهو  ما يدعو للقلق.
وأضاف متسائلاً، هل من الممكن أن تدعو الولايات المتحدة لمباحثات دون أن تكون على ثقة من نتائجها؟، قبل أن يجيب أنه لايمكن لأمريكا أن ترعى المباحثات وتفشل، ولذلك كان هناك اتصالات قبل هذا اللقاء مع الأطراف الثلاثة، كما زار نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية الدول الثلاثة، مبدياً توقعه بأن الاجتماعات ستشهد التوافق حول حد أدنى،  وذلك لثقل الوسيط بالنسبة لــ"مصر" و "إثيوبيا".
وتابع:"يبدو أنه سيكون هناك اتفاق مبدئي على أن تجتمع اللجان الفنية مرة أخرى على التوصل لاتفاق، كما سيكون الاتفاق حلاً وسط خاصة في الملء والتشغيل إذ كانت مصر تطلب مرور "40 مليار" متر مكعب من المياه سنوياً، إضافة إلى أن يكون منسوب البحيرة "165 متراً"وأن تكون سنوات الملء "7 سنوات"، وربما يكون الحل الوسط أن يتم تقليل النسبة إلى "35 مليار "متر مكعب وخفض سنوات الملئ إلى 5 سنوات، وهو ماقد تقبله مصر"
وشدد "شراقي" على ضرورة تنازل إثيوبيا، إذ كانت ترغب في أن تكون سنوات الملء 3 سنوات" فقط، وأن يكون الملء غير مشروط، كما أكد على ضرورة تحقيق مصر لمطلبين واستغلال الوساطة الأمريكية لتحقيها، الأول الوصول إلى اتفاق خاص بسد النهضة يبين طريقة الملء والتشغيل فيما بعد الملء عن طريق تشكيل لجنة فنية دائمة تمثل مصر والسودان ويكون مقرها سد النهضة بغرض التنسيق والتشاور وتبادل المعلومات فى تشغيل السد لما فيه صالح الدول الثلاثة وعدم الضرر بأى منهم.
وأكمل: "ضرورة تفعيل الاتفاقيات المائية السابقة بين مصر واثيوبيا "1881، 1902، 1993"، مشيراً إلى أنه لامانع من تحديثها اذا لزم الأمر أو عمل اتفاق مائي جديد يوضح آلية التعامل فى المستقبل عند اقامة مشروعات مائية داخل اثيوبيا بغرض عدم تكرار ما حدث فى سد النهضة فى المشروعات الاثيوبية القادمة". 
واختتم رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية أن السودان طرف أصيل في الأزمة ومن المفترض أن تكون هي ومصر "طرفاً" واحداً باعتبار أنها طرفا مصب، إلا أن  السودان أخذت في السنوات الأخيرة موقف المؤيد لاثيوبيا، ويعود ذلك لأسباب فوائد "ظاهرية" بالنسبة للسودان، إضافة إلى أن العلاقات مع البشير كانت في تذبذب، فكان يزور القاهرة ويعود للسودان بتقديم مذكرة إلى الأمم المتحدة بشأن حلايب وشلاتين، فضلاً عن سحبه السفير في واقعة تحدث لأول مرة في علاقة البلدين، ولذلك دخل "سد النهضة" في السياسة لعناد مصر، والآن الأمور تميل لإثيوبيا أيضاً نظراً لوساطة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.