"الدوران للخلف".. جمهوريون يدرسون تغيير موقفهم من "عزل ترامب"
هناك عدد متزايد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ مستعدون للتخلي عن مواقفهم السابقة بل والاعتراف بأن الرئيس دونالد ترامب استخدم المساعدات العسكرية الأمريكية كوسيلة ضغط لإجبار أوكرانيا على التحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن وعائلته، في حين أن الرئيس ينكر مرارًا وتكرارًا أن هناك مقابل.
وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن هذا تحول لافت في إستراتيجية الدفاع عن ترامب، ويصر هؤلاء الجمهوريون على أن تصرف الرئيس لم يكن غير قانوني ولا يرتفع إلى مستوى جريمة ولا يمكن الاستغناء عن الرئيس في الوقت الذي يتحرك فيه المجلس الذي يقوده الديمقراطيون في المرحلة المفتوحة من التحقيق وما يطلق عليه إعلاميًا "تحقيقات عزا الرئيس".
كان هذا التحول هو الموضوع الرئيسي خلال مأدبة غداء خاصة لمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، وفقًا لعدد من الأشخاص المطلعين على الجلسة الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف الاجتماع. وقال السناتور جون نيلي كينيدي إنه ربما يكون هناك مقابل غير مؤكد لكنه قال إن الحكومة الأمريكية غالباً ما تعلق شروطًا على المساعدات الخارجية وأنه لم يكن هناك خطأ في قيام السيد ترامب بذلك في حالة تقديم المساعدة إلى أوكرانيا، على حد قول المصادر.
وقال السناتور تيد كروز الذي خاض انتخابات الحزب الجمهوري ضد ترامب في عام 2016، إن الوضع الراهن قانوني بالتأكيد لعدم وجود "نية فاسدة" وردد حجة السيناتور كينيدي بأن الظروف الحالية تدفع لاستخدام الضغط كأداة من أدوات السياسة الخارجية.
وقال كينيدي، الذي عمل محاميًا ، في مقابلة: "بالنسبة لي، ستتم معالجة هذه القضية برمتها، لماذا طلب الرئيس إجراء تحقيق مع بايدن؟ إن ترامب لم يقصد أي سوء".
تؤكد المناقشة على معضلة يواجهها الجمهوريون في الكونجرس لمحو الصورة التي يسعى الديمقراطيون لتكريسها، لرئيس يود استخدام السياسة الخارجية لإضعاف خصم سياسي محتمل محلي.
وفي يوم الخميس، أصبح تيم موريسون المعين من قبل ترامب ومستشار مجلس الأمن القومي الذي تحول إلى مستشار للأمن القومي، آخر مسؤول يدلي بشهادته بأن حوالي 400 مليون دولار (309 مليون جنيه إسترليني) من المساعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا تم تجميدها لزيادة الضغط على الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن التحقيق مع بايدن، مرشح الرئاسة لعام 2020.
ومع تصويت الديمقراطيين في مجلس النواب يوم الخميس على فتح تحقيق في محاكمة مغلقة، مما يقوض مطالبة الحزب الجمهوري بالسرية، يبحث الجمهوريون بشكل محموم عن استراتيجية جديدة ونقاط حوار للدفاع عن الرئيس.
وفي الوقت نفسه، أحبط الرئيس ترامب الجمهوريين في مجلس الشيوخ بلجوئه إلى تغيير رسائله عبر تويتر كل يوم بدلاً من تقديم دفاع متماسك ومبررات قوية لأفعاله.
