الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رحلة أيمن نور في 35 عاما.. من شقة فقيرة في الضريح إلى حضن السانت برنارد

الرئيس نيوز




أجاد ارتداء عباءات عديدة منها المعارض السياسي والصحفى والبرلمانى، والمناضل، واستطاع من خلال تقمصه دور الحرباء التي تغير جلدها حسب الوضع الفيزيائي، أي الوضع السياسي بالنسبة لأيمن نور، الهارب إلى تركيا، وشرائه لقناة الشرق من باسم خفاجي بـ 20 مليون دولار عقب هروبه من مصر عام 2014 وأعادها إلى الحياة في أغسطس عام 2015 بأموال قطرية هدفها الأول والأخير هو الهجوم على الدولة المصرية وتشويه صورتها أمام العالم.

بدأت رحلة الخزي والعار فى عام 1984 عندما جاء أيمن نور من مدينة المنصورة لا يحمل سوى شنطة ومجموعة أحلام قائمة على الفهلوة واللعب على كل الحبال، فبدأ حياته بالقاهرة فى شقة متواضعة مع زملاء له بشارع ضريح سعد بوسط البلد.
وكانت بداية الطريق من جريدة الوفد وتقرب من رئيس الحزب فؤاد باشا سراج الدين الذى فتح له بيته ومكتبه ومكنه من كتابة عمود يومى يحمل اسم «يوميات صحفى مشاغب»، ورغم ذلك لم يسلم فؤاد باشا سراج الدين من سم أيمن نور فوضع أجهزة تنصت فى مكتبه ومنزله الذى كان مفتوحًا دائمًا فى وجه نور الذى لم يستح من خيانة «ولى نعمته» وهو ما كشفته الوثائق بعد ذلك.
لم يمر وقتًا كثيرًا على مكوثه في تلك الشقة البسيطة حتى انتقل إلى ليعيش فى عوامة على النيل فى الكيت كات بمنطقة إمبابة استولى عليها من زميلته الصحفية التى استعانت به ليساعدها فى استعادة حقها فكانت أول ضحاياه.
استطاع نور أن يجمع بين عضوية نقابتى الصحفيين والمحامين ومارس المحاماة وبدأ بقضية التعويضات وتولى مسئولية المطالبة بحقوق العاملين العائدين من العراق من خلال توكيلات حررها له أبناء بلدته مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية وعندما تمكن من استرداد هذه الأموال التى قدرت بالملايين من الدينارات العراقية استولى عليها بطريقة ما، وبعدها بدأت تظهر ملامح الثروة على أيمن نور ثم بدأ في بيزنس العوامات حيث كان يشتريها مقابل مبالغ زهيدة ثم يقوم بإنفاق بعض المال فى تطويرها وببيعها بمبالغ باهظة.
بعد ذلك تمكن نور من الاستيلاء على مكتب كبير يطل على ميدان طلعت حرب من إحدى موكليه وبعد عدة شهور اشترى دورًا كاملًا بمنطقة الزمالك بجوار فندق أم كلثوم مساحته 1200متر مربع بحمام سباحة وحصتي جراج.
خاض أيمن نور الانتخابات البرلمانية لأول مرة عام 1995 عن دائرة باب الشعرية وأصبح أصغر عضوًا برلمانيًا ورسم نفسه أمام العامة على أنه الصحفى الحُر والبرلمانى الشجاع الذى يواجه الدولة ويحاسبها من أجل الحصول على حقوق البسطاء وكان يذهب إلى المجلس وفى شنطته رغيف الخبز الصغير حجمه وبداخله مسمار يواجه به الحكومة.
فى عام 1999 ومن المشاهد التي تؤكد على التباين فى المواقف السياسية أنه قام بمبايعة الرئيس مبارك فى الاستفتاء الرابع عن طريق لافتات كبيرة علقها فى قلب ميدان باب الشعرية، ثم ترشح بعدها أمام مبارك عام 2005.
وفى عام 2000 خاض الانتخابات مرة أخرى عن نفس الدائرة وفاز ولكن هذه المرة خاضت معه زوجته جميلة إسماعيل عن دائرة منشأة ناصر لمجلس الشوري.
استغل أيمن نور طموح رامى لكح فى الدخول إلى عالم السياسة عن طريق حزب سياسى كبير مقابل أن يصبح أيمن هو رئيس الحزب وبالفعل وقع الاختيار على حزب الأمة وعرض أيمن ضخ مليون جنيه من أموال لكح مقابل الانضمام إلى الحزب مع إجراء انتخابات على منصب رئيس الحزب يفوز فيها نور، وعلى الفور خاطب نور مجلس الشعب من خلال أوراق الحزب لتشكيل هيئة برلمانية برئاسته، ثم أسس أيمن نور حزب الغد بأموال المهندس موسى مصطفى موسى فى هذا الوقت شعر نور بالغرور الذى لم يشعر به العاملون معه إلا بعد النصب عليهم، وأصدر جريدة الغد .
تم القبض على أيمن نور فى قضية التوكيلات المزورة، وفي عام 2009 صدر قرار رئاسى يقضى بالعفو الصحى عن أيمن نور وخرج من السجن رافعًا إشارة النصر مرتديًا الكوفية البرتقالى رمز حزب الغد رغم صدور قرار بفصله نهائيًا من الحزب لارتكابه جريمة تمس الشرف والكرامة.
بعد خروج أيمن نور من السجن فوجئ بزوجته جميلة إسماعيل تطلب الطلاق بعد زواج دام 20 عامًا والإصرار عليه بعد أن اكتشفت من خلال قضية التوكيلات المزورة تسجيلات تؤكد علاقته الحميمة جدا بسكرتيرته اللبنانية وحكاية الجنين الذى تخلصت منه فى آخر لحظة قبل دخوله السجن.
ولأنه كالحرباء يتلون بسرعة انخرط أيمن نور ومعه رامى لكح بعد عودته من الخارج فى العمل الحزبى مرة أخرى وهذه المرة كانا فى حزب الوفد بعد دعوة السيد البدوى لهما بعد ثورة 25 يناير عام 2011 ولكن لم يستمرا وانفصلا عن الحزب.
وبدأت تنشأ علاقة نور والاخوان بشكل تدريجي حيث اقتربت وابتعدت بنسب وصل ذروتها عندما دخل حزب غد الثورة فى تحالف انتخابى مع الإخوان وكان سبب التحالف معهم أنه لم يكن لديه الإمكانيات التى يستطيع بها أن يخوض الانتخابات بشكل منفرد.
وبعد الانتخابات أعلن أيمن نور تأييده لمحمد مرسى، بعد أن كان يدعم عمرو موسى وتراجع، وتوطدت علاقته مع مرسى بصفة شخصية فى ذلك التوقيت وكان يعمل على تقريب وجهات النظر بين الإخوان وجبهة الإنقاذ، وباءت محاولاته بالفشل.
وفاجأ أيمن نور الجميع باعتبار ثورة 30 يونيو «انقلابًا» وخرج من مصر فى عام 2014 هاربا إلى بيروت وهناك بدأ خياله الواسع فى نسج حكايات حول نضاله السياسى، وفى اسطنبول استمرت حكايات أيمن نور التى لا تنتهى أبدًا ومسلسل فضائحه الذى لن يتوقف وأخيرًا ظهرت جريمته فى قناة الشرق مع مجموعة الخونة الذين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان بأموال قطرية ودعم من الإعلام التركى الذى يجند طاقاته لمحاولة إسقاط مصر ولكن جاءت كافة محاولاتهم بالفشل.
وترأس نور القناة وضم مجموعة من الإعلاميين المأجورين الهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو وظلوا جميعا يبثون أفكارهم الخبيثة حتى حل شهر ديسمبر عام 2017 ليكتب بداية الأزمة التى انفجرت من الداخل، حيث وجه العاملون لأيمن نور عدة اتهامات أهمها الاستيلاء على ميزانية القناة واختلاس مبلغ مليون ونصف المليون دولار وقدموا شكوى للممولين للقناة تفضح حياة البذخ التى يعيشها والأماكن الفارهة التي يعيش فيها وشرائه للكلاب من الأنواع الغالية مثل سانت برنارد واتخاذه للصورة المستفذة وهو يحتضن الكلب، وتفاصيل مغامراته النسائية والتى ينفق عليها من ميزانية القناة والمخصصات الكبيرة، كما وجهوا اتهامًا ليس غريبًا على أيمن نور بتزوير توقيعاتهم.
وأجبر أحد الممولين للقناة أيمن نور على عقد جمعية عمومية لكنه لجأ إلى حيلة خبيثة أفسدت الهدف من عقدها عندما تنازل عن حصة 150 سهما لصالح العاملين ومرت الحيلة عليهم ولكن سرعان ما فلتت زمام الأمور مرة أخرى واستعان استعان نور بالشرطة التركية للقضاء على ثورة العاملين وحبس البعض وفصل البعض الآخر، ثم ظهر عزام التميمى أحد ملاك القناة القطرى الجنسية مع الاعلامي الفاشل معتز مطر فى برنامجه ليعلن تضامنه مع أيمن نور وهو ما اعتبره العاملون تحديا صريحًا لهم ومساندة لفكرة طردهم وبالفعل تم فصل 13 إعلاميًا.