الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قنوات الـ"C" صداع فى رأس الإعلام المصري.. إعلانات وهمية وقرصنة وخسائر بالملايين

الرئيس نيوز

خبرء لـ"الرئيس نيوز": وجود هذه القنوات يشكل خطرا كبيرا على الإعلام المحلي.. وعددها يزيد عن 300 قناة

حالة فوضي إعلامية وإعلانية كبيرة تسيطر على القمر الصناعى المصرى "نايل سات" بسبب إنتشار قنوات تصنيف الـ "c"، والتى أضرت كثيرا بالإعلام المصرى على المستويين الهني والإعلاني.

وفى ظل غياب تام لدور المجلس الأعلى للإعلام، نجد إنتشارا كبيرا لهذه القنوات التى طغت على الساحة الإعلامية مؤخرا، وأصبح عددها يزيد عن الـ300 قناة تتواجد جميعها إما على النايل سات، أو على نفس المدار والحيز الذى يبث منه القمر الصناعى المصرى. وقنوات الـ"c"  هي الأقل انفاقا مثل قنوات "شعبيات" و"الأسطورة" و"أبل" و"المولد" وغيرها، وهى قنوات لا تحتاج إلى استديوهات أو مقر كبير وتعتمد فقط على مكتب وجهاز بث صغير بتكلفة منخفضة.

حول تأثير قنوات الـ"c"  على الإعلام المصري، تحدث "الرئيس نيوز" مع أطراف الأزمة، ليضعوا رؤيتهم لأسبابها، وطرق الخروج من هذا المأزق الذى أضر بالغ الضرر بالإعلام، وساهم فى خسائر مادية كبيرة بجانب الضرر الأكبر، والمتمثل فى انتشار منتجات ومصنفات ضارة، ونشر أفكار تساهم فى تراجع المجتمع أيضا.

فى البداية أكد الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، فى تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، أن هناك إنطباع واسع يقول أن قنوات الفئة "c" لديها تأثير كبير على الدول التى تعانى من تراجع فى مستويات المعيشة مثل "مصر"، و هذا أمر لا يمكن إنكاره.

وأضاف عبدالعزيز أن "عمر هذه القنوات يصل إلى 10 إلى 15 سنة، فهى ليست وليدة اليوم ولا المرحلة"، وأكد أن هذه القنوات فقدت التأثير تماما ولا تستطيع أن تخلق رأى عام شعبي، وقنوات الـ "c" المعارضة بذلت أقصى جهد من أجل إرباك الدولة مؤخرا، والتأثير على الشارع المصرى ولكنها لم تنجح على الإطلاق وأصبح تأثيرها 0%، وهذا يثبت أن خرائط التأثير تغيرت تماما ومراكز المؤثرين تغيرت أيضا.

وأوضح عبدالعزيز أن قنوات الـ "C"  أصبحت جزءا من الماضى والاستثمار بها ليس له عائد كبير كما كان سابقا، أما من الناحية الإعلانية فهذه القنوات تمثل النباتات الضارة التى تخصم من عوائد الصناعة ولا تخدمها على الإطلاق، لأنها تتغذى على جزء من العوائد بطريقة غير معيارية ويفقد الصناعة فرص توظيف هذه العوائد فى أنماط أداء أعلى وأفيد للمجتمع وللمهنة، وهذه القنوات تعطى أسعار غير معيارية وعدد مرات عرض غير محدود للإعلانات لسلع لا يتم التأكد من قيمتها، وهذه العملية بالكامل تتسبب فى أضرار بالغة للإعلام ولا تقدم أى محتوى جاد ومفيد.

وحول آليات وسبل مواجهة هذه القنوات، قال عبدالعزيز، أن هناك حلولا مثلما فى الدول الأخرى ومنها بريطانيا التى توجد بها ما يسمى بـ"سلطة ضبط الإعلام"، وتمتلك صلاحيات توازى صلاحيات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر، وتضع هذه السلطة اشتراطات لطبيعة الإعلانات المعروضة على القنوات "c" ومن بينها التأكد من صلاحية الإعلان والمنتج ومدى إجازته، واستيفاء شروط الإذاعة والعرض، والتأكد من وقت ومدة إذاعة الإعلانات حتى لا تطغى على نسب المشاهدة فيما يتعلق بالتأكد من ملائمة مدة الإعلان ضمن المواد البرامجية المعروضة، غير أن أن المجلس الأعلى للإعلام فى مصر لا يقوم بدوره رغم امتلاكه الصلاحيات الكاملة لمواجهة هذه القنوات.

فيما أكد الدكتور إبراهيم أبو ذكرى، رئيس الإتحاد العام للمنتجين العرب، أن وجود هذه القنوات يشكل خطرا كبيرا على الإعلام فى مصر، موضحا أن عدد هذه القنوات يزيد عن 300 قناة، وحجم الاستثمار بها كبير جدا وبمبالغ طائلة لا تدخل خزينة الدولة، بل تستفيد منها دول أخرى.

وأضاف أبوذكرى أننا أصبحنا فى عصر "الكلاود" وهناك من يقوموا بتشغيل قنوات من خلال الموبايل ويشاهدها الشارع المصرى بجودة عالية على القمر المصرى نايل سات، وكشف أنه لا يمكن مقاضاة هذه القنوات وملاكها فى القضاء المصرى لأنه فى النهاية لا يمكن أن تنفذ أحكام ضدهم لأنهم لا يخضعوا للقانون المصرى، وهو ما يجعلنا نطالب بالتعامل معهم بأسلوب جديد يضمن الرقابة عليهم ومتابعة المحتوى المقدم، وذلك من خلال تسهيل اعطاء تصاريح لهذه القنوات مع وضع ضوابط خاصة بهم، بدلا من أن تبث من الخارج وتدخل كل بيت مصرى، ويصبح العائد المادى منها لصالح جهات خارجية ولا تدخل هذه الأموال إلى الدول.

وأشار أبوذكرى، إلى أن هناك مستثمرا عربيا لديه باقة قنوات كاملة مكونة من 10 قنوات تبث على نفس مدار النايل سات، ولكنها لا تدفع مليما واحد للدولة المصرية، والدولة يمكنها التحكم فقط فى القنوات التى تبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامى أما غير ذلك فهو خارج سلطتها.

وكشف أبوذكرى أن هناك بروتوكول موقع بين الإتحاد وعدد من مشغلي الأقمار الصناعية وأصحاب المساحات الفضائية، بهدف هذا البروتوكول لوقف أى قناة تقوم بعملية قرصنة على أى محتوى، ولكن ما غير القرصنة فلا يوجد ما يسمح بمنع هذه القنوات على مستوى المحتوى.

في المقابل، قال مجدى لاشين رئيس التليفزيون السابق وعضو المجلس الأعلى للإعلام، أن المجلس يبذل قصارى جهده فى مواجهة هذه القنوات، موضحا أن سلطة المجلس الأعلى تطول فقط القنوات التى تبث من القمر الصناعى المصرى "نايل سات" فيما أن أغلب هذه القنوات تبث من أقمار صناعية أخرى مثل "يوتيلسات".

وكشف لاشين أن هناك مخاطبات تتم مع مسئولى "يوتلسات" من أجل مواجهة هذه القنوات، موضحا أن المجلس الأعلى للإعلام يهتم كثيرا بهذا الأمر ولكن فى حدود المتاح من إمكانيات.