الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أكبر مكاسب "ثورة لبنان".. جبهة مضادة للتطرف الديني في طور التأسيس (تحليل)

الرئيس نيوز

نشر موقع "يوراسا" الإخباري تقريرًا يرصد أبرز مكاسب الاحتجاجات اللبنانية الأخيرة.

يشهد لبنان في الآونة الأخيرة سيناريو مشابه لما شهده العراق قبل أسبوعين، عندما خرج المواطنون إلى الشوارع وهتفوا بمطالبهم الحقيقية بتخفيض الضرائب ومكافحة الفساد.

ومع ذلك، بدأت هذه الاحتجاجات تصطبغ بألوان مختلفة، وعند هذه النقطة، دخلت وسائل الإعلام المعارضة لحزب الله وحركة المقاومة إلى المشهد، وعلى غرار ما فعلوه مع "الحشد الشعبي" العراقي، وجهوا انتقاداتهم المباشرة باتجاه حزب الله الذي يعتقد أن بإمكانه أن يأخذ لبنان رهينة، وأديرت دفة الاحتجاجات نحو تغيير النظام وإزالة قبضة حزب الله على الحكومة اللبنانية.

وتدعي وسائل الإعلام القريبة من نظام الولي الفقيه أن الانتفاضات العراقية واللبنانية تستغل ضد الموالين لإيران في البلدين. والواضح أن الانتفاضات بدأت عفوية تمامًا بمطالب اقتصادية في البداية، ولكن الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع غير راضين عن أداء ودور المؤسسات التابعة للنظام الإيراني، بل وفي غيران ذاتها بدأت انتفاضة الشعب الإيراني في بداية عام 2018 بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة والفقر، لكنها سرعان ما تحولت إلى شعار "الموت للديكتاتور".

دخلت انتفاضة الشعب اللبناني يومها الخامس الاثنين الماضي، 21 أكتوبر بإضراب عام وخروج ما يقرب من مليوني شخص إلى شوارع بيروت والمدن اللبنانية الأخرى مطالبين بسقوط النظام الحاكم.

اعتاد لبنان أن يكون الدولة العربية الرائدة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولكن الآن بسبب التدمير الذي طال الساحة اللبنانية بسبب هيمنة حزب الله، وكيل نظام الملالي، فقد تراجع لبنان إلى الوراء ويشهد انتشار الممارسات الفاسدة من تهريب المخدرات إلى البطالة والرشوة والفساد الاقتصادي وغير ذلك الكثير. ولكن الشعب اللبناني، بما في ذلك كافة الملل والمذاهب وخاصة الشيعة، الأكثر عرضة لتأثير حزب الله، مصممون على إنقاذ بلدهم.

وأضاف التقرير أن ما يحدث في لبنان له رائحة الثورة. لأن جميع فئات الناس، من الطلاب والعمال إلى الموظفين ومن المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية، يشاركون في هذا الحراك وخروج مليوني مواطن إلى الشوارع في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة، يثبت هذا الاستنتاج.

بالإضافة إلى ذلك، رفض الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي أحزاب أو مجموعات سياسية معروفة حتى الآن جميع المقترحات الإصلاحية ودعوا إلى إلغاء النظام الديني والطائفي الذي يعيق الديمقراطية والتنمية في البلاد. ووفر نظام المحاصصة الدينية والقبلية الأساس لنمو الفساد في كافة المجالات ما مكّن نظام الملالي من تحويل لبنان إلى أرض للصيد من خلال "حصان طروادة" المتمثل في حزب الله. لكن يبدو أن الأجيال الجديدة من اللبنانيين تحاول الإطاحة بالنظام الطائفي والديني الفاسد في المجتمع اللبناني، ورؤية التنوع العرقي والديني في لبنان ليس عاملاً من عوامل الانقسام والفوضى، وإنما كتربة خصبة لتعزيز الرخاء والنمو. هذه السمات وعمق ومدى الانتفاضة في لبنان دفعت بعض المراقبين إلى وصف ما يحدث الآن في هذه الدولة العربية المتوسطية بأنها ثورة.

وفقا للموقع فإن تزامن الانتفاضة اللبنانية مع انتفاضة الشعب العراقي لا يمكن أن يكون محض صدفة ولا يمكن إنكار تأثير الانتفاضة الدموية للشعب العراقي على الشعب اللبناني، لا سيما وأن هدف كل من الانتفاضتين هو إنكار الدعاية الأصولية التي سادت.

من قبل النظام الإيراني وتفكيك النظام ومؤسساته. يظهر رد فعل النظام على انتفاضة الشعب اللبناني بوضوح أيضًا أن الملالي يخشون فقدان نفوذهم في لبنان ويكافحون من أجل منعه. على وجه الخصوص، كان لحزب الله مكانة فريدة في ما يعتبره المرشد الأعلى "العمق الاستراتيجي" للنظام.

لقد نفذ النظام الإيراني العديد من عمليات الاغتيالات والأعمال الإرهابية في الخارج من جريمة ميكونوس في برلين إلى تفجير أميا في بوينس آيرس وما شابهها، علاوة على ذلك، كان حزب الله مستعدًا دائمًا لإشعال نيران الحرب في تلك المنطقة التي يحتمل أن تكون حرجة بمساعدة قاذفات الصواريخ والاستفزازات، بسبب تمويله من قبل النظام الإيراني، ويبدو أن الاحتجاجات اللبنانية لا تنسى أن مغامرات حزب الله خلفت فاتورة باهظة يضطر اللبنانيون كافة لسدادها على مدار سنوات. على الرغم من أوجه التشابه بين لبنان والعراق، ولكن بسبب الخصائص السياسية والاجتماعية المختلفة للبلدين، فإن أيدي النظام ليست مفتوحة لقمع الانتفاضة اللبنانية مثل الانتفاضة العراقية. في العراق، كان الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني يقتل المتظاهرين العراقيين على يد القناصة، لكن في لبنان، لا يوجد أمام النظام فرصة من هذا القبيل، وأعلن الجيش تضامنه مع الشعب، على الرغم من استمرار دعاية حزب الله المنظمة ضد الانتفاضة اللبنانية.