ترحيب برلماني باستئناف حوار سد النهضة: "نتمنى نتائج إيجابية"
لاقى التوافق المصري الإثيوبي على هامش القمة الروسية الإفريقية، ترحيبا برلمانيا، بشأن الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحًا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات التي نسبت مؤخرًا إلى الجانب الإثيوبي.
وأكد الأعضاء أن لغة التفاوض هي السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة بما يحافظ على مصالح الجانب الإثيوبي والجانب المصري، مؤكدين أن الحديث عن حشود للحرب من الجانب الإثيوبي مجرد استهلاك محلي، فيما مصر دولة سلام ولكن في الوقت ذاته لن تفرط فى نقطة مياه من حقوقها بكافة السبل التي تخدم ذلك، متمنين أن تكلل أعمال اللجنة الفنية بنتائج تخدم الطرفين.
ولفت الأعضاء إلى أن الرئيس السيسي في القمة الروسية الإفريقية عبر عن كل إفريقيا ومشكلاتها ووضع جميع النقاط علي الحروف، بما في ذلك ملف سد النهضة الذي تحدث مع رئيس وزراء أُثيوبيا بشأنه بشكل واضح، مؤكدين أن قواعد ملئ وتشغيل السد لها ضوابط حاسمة وإعلان المبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا تضمنها بشكل واضح، مطالبين وسائل الإعلام بإعطاء الفرصة الكاملة لهذه اللجنة للوصل إلى حل يناسب جميع الأطراف ويحقق النتائج الإيجابية للطرفين.
النائب ممدوح مقلد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، يقول لـ"الرئيس نيوز"، مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تدرك خطورة وأهمية ملف سد النهضة وآليات العمل الخاصة بها، ولديها قناعة واضحة في أنها لن تفرط في نقطة مياة واحدة من حقها وفق الحقوق التاريخية المنصوص عليها.
وأكد مقلد أنه وفق هذه الضوابط جميع مؤسسات الدولة المصرية تقف خلف الرئيس السيسي وتدعمه في هذا الملف، ومن ثم اللقاء الأخير له مع رئيس وزراء أثيوبيا في روسيا به العديد من الرسائل المطمئنة نحو العمل من جديد علي التفاوض والوصول إلى نقط توافق علي ضوابط ملئ وتشغيل السد، وهذا مربط الخلاف، مؤكدا أنه يرى حكمة الرئيس السيسي في الوصول إلى حل وسط يخدم القضية بما هو فى صالح الدولة المصرية.
ولفت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن بعض الجهات تستغل هذه الظروف وتتناقل تصريحات تضر بالمفاوضات ومن ثم يجب الحذر والوعي خلال هذه المرحلة من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية تخدم القضية، مؤكدا أن الحديث عن حشد حروب وما شابه ذلك أمر يخص رئيس وزراء أثيوبيا وليس مصر التي تؤمن بالتفاوض وضرورته لصالح الطرفين.
واتفق معه النائب خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، مؤكدا أن هذا اللقاء والتوافق على استئناف عمل المفاوضات خطوة إيجابية نحو حل هذه الإشكالية بالتوافق، مؤكدا أن تعنت أثيوبيا فى السابق كان يثير الاستغراب والدهشة.
وأكد في حديثه لـ"الرئيس نيوز" أن خطوة نحو تحقيق نتائج إيجابية بالمفاوضات هي خطوة إيجابية وجميع مؤسسات الدولة تدعم الرئيس في ذلك، ولكن لابد أن نعي جميعا أن مصر قيادةً وشعبًا لن تقبل بأن يضعها الإثيوبيون تحت الأمر الواقع، واستغلال عامل الوقت والمماطلة للوصول إلى مقاصده، وهذا الأمر حذرنا منه مرارًا وتكرارًا بأن الجانب الإثيوبي يعمل على إضاعة الوقت لفرض سد النهضة كأمر واقع.
وتطرق أبو طالب نحو مشاركة الرئيس بالقمة الروسية الإفريقية، مؤكدا علي أنه وضع العديد من النقط علي الحروف، حتى تكون الصورة واضحة أمام العالم، بشأن احتياجات القارة السمراءـ وضرورة العمل علي ضخ الاستثمارات بها والتغلب علي العديد من الإشكاليات التى تعاني منها.
من ناحيته قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن البرلمان يدعم الخطوات التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ملف السد، والتي كانت محطته الأخيرة بلقاء رئيس الوزراء الأُثيوبي علي هامش القمة الإفريقية الروسية، والاستئناف الخاص بعمل اللجنة العملية الفنية، مؤكدا ثقته وثقة البرلمان في إدارة الدولة للملفات الإفريقية المهمة تحت رئاسة السيسي، وكل أجهزة الدولة التنفيذية التي وضعت خططها المستقبلية بحيث لا يضار أمن مصر المائي.
وأكد رضوان لـ"الرئيس نيوز" أن هذه الجهود تم طت على هامش القمة الروسية الإفريقية التي حرص علي ى المشاركة بها، مستعرضا قدرات القارة الأفريقية ككل في مجال الاستثمار من موضوعات تطوير البنية التحتية ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي وأوضح استعداد أفريقيا للتعاون مع شركائها بهدف تحقيق نقلة نوعية سواء في بناء القدرات ونقل المعرفة وتحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.
وأعرب طارق رضوان عن تثمينه لتسليط الضوء وإيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في إفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسي في تحقيق التنمية المستدامة والنهضة المنشودة في ربوع القارة، والاهتمام بتمكين الشباب والمرأة الإفريقية.
وأكد على صعيد آخر ، أن إفريقيا مقبلة على مرحلة هامة تشهد تغيرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الاعمال وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي بدفع من مجتمعات شابة وطموحة وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية.
وقال النائب سلامة الجوهري عضو مجلس النواب، أن الجانب الإثيوبى عليه أن يثبت حسن نيته من خلال تحقيق تقدم إيجابى فى المفاوضات المتعلقة بالسد.
ولفت الجوهري إلى أن الاتفاق على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحاً وإيجابية، قد يساعد فى الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز ما حدث بشأن التصريحات الاخيرة.
