الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

عصام سلامة لـ"الرئيس نيوز": اتفاق سوتشي مهد لتحل روسيا محل أمريكا بسوريا

الرئيس نيوز


وضعت قمة "منتجع سوتشي" التي ضمت الرئيسين التركي رجب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اللمسات النهائية لما ستكون عليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة، في مناطق شمال وشرق وشمال شرق سوريا، التي تشهد عدوانًا عسكريًا تركيًا، منذ 9 أكتوبر الجاري.

 وبنود الاتفاق لم تأت بجديد؛ لكونها مجرد تصديق روسي على الاتفاقات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة بين (الأكراد والحكومة السورية من جهة وأمريكا وتركيا والأكراد من جهة آخرى".
كان "الرئيس نيوز" نشر تقريرًا أمس، الثلاثاء، كشف عن اتفاق أمريكي روسي بإدخال الأخيرة هو والحكومة السورية في مناطق الشمال، مقابل عدم إصدار موسكو فيتو يمنع تأسيس ما يسم "المنطقة الآمنة". وقد أبرم الأكراد اتفاقًا مع دمشق تضمن تمكين الجيش السوري في الانتشار على الحدود مع تركيا؛ لصد العدوان.
وبحسب المعلومات المؤكدة التي حصل عليها "الرئيس نيوز" فإن الاتفاق الذي تم بين (أمريكا وتركيا والأكراد) هو مكمل لاتفاق (الأكراد مع دمشق بوساطة روسية)، إذ أن خلاصة الاتفاقين، يقضي بسحب "قسد" لقواتها من خطوط التماس مع تركيا بعمق، 32 كيلومترًا، على أن يبدأ الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية في الانتشار في تلك المناطق. 
وبحسب البيان "الروسي التركي" المشترك، الصادر في وقت متأخر أمس الثلاثاء، فقد أعلن الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان عن التوصل إلى اتفاق حول شمال شرق سوريا يقضي بإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية (بعمق 32 كيلوامترًا)، ونشر قوات سورية وروسية شمال البلاد.
واعتبر البيان أن الاتفاق التركي الروسي، يقضي بنشر قوات سورية وروسية في شمال شرق سوريا؛ لإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من الحدود مع تركيا. وقد أشادت موسكو وأنقرة بالاتفاق.
مدد الاتفاق كذلك هدنة توسطت إليها الولايات المتحدة  لوقف إطلاق النار، والتي كان من المقرر أن ينتهي سريانها في وقت متأخر من ليل الثلاثاء. وينص الاتفاق على عودة قوات الجيش السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأميركيين الذين تولوا حراسة المنطقة لسنوات مع حلفائهم الأكراد السابقين.
نص الاتفاق على: "الشرطة العسكرية الروسية ستشرع مع قوات حرس الحدود السورية في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية يوم الأربعاء".
وبعد محادثات استغرقت ست ساعات مع أردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود عبر بوتين عن رضاه عن القرارات التي وصفها بأنها "مهمة جدا إن لم تكن بالغة الأهمية لإنهاء وضع متوتر جدا على الحدود السورية التركية".
ووصف مسؤول تركي بارز الاتفاق بأنه "ممتاز" كونه سيحقق لتركيا هدفها الذي تنشده منذ فترة طويلة بإقامة شريط حدودي لا توجد به وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بسبب صلاتها بمتمردين داخل تركيا.
وبشأن اتفاق سوتشي الذي انعقد أمس الثلاثاء 21 أكتوبر، قال الباحث في الشؤون العربية، عصام سلامة: "الاتفاق مكن روسيا من أن تحل محل القوات الأمريكية التي كانت ترتكز هناك؛ لدعم الأكراد في حربهم ضد تنظيم "الدولة" وكذلك لحماية حقول النفط هناك. وتعتبر هذه الخطوة من المفهوم الاستراتيجي، نصر لبوتين وتحقيق طوحه المتمثل في إخراج أمركيا من القضية السورية مع الحلول محله على الأرض". 
تابع سلامة في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "مكن الاتفاق أيضًا قوات الأسد من الدخول إلى الشمال والشرق والشمال الشرقي لسوريا، من دون أي مجهود على الأرض، فالأكراد هم من حاربوا تنظيم "الدولة" في تلك المنطقة، وهم من يتولون مسؤولية إدارتها، لذلك لم يبق أمام الجيش السوري إلا الزحف لمدينة عفرين المحتلة من تركيا منذ فبراير 2018".
 بحسب مصادر كردية، فإن روسيا أكدت للأكراد أنه بمجرد الانتهاء من استقرار الأمور في تلك المناطق، سيدخلون في مشاروات مع دمشق بشأن حل أزمة الشمال والشرق السوري، ثم يتم التوصل إلى حل للقضية برمتها.