الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القاهرة تصعد دعمها لأكراد سوريا.. وتكثف الجهود الدولية للضغط على تركيا

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية تقريرًا حول الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية بناءً على طلب مصر، في إطار محاولة جادة من قبل القاهرة لبناء موقف عربي موحد إزاء مسألة الغزو التركي المعلق، وإثارة هذه القضية الخطيرة في اجتماعات مسؤولي الخارجية مع العديد من المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين.

وأضافت الصحيفة اللندنية أن مصر تصعد الدعم السياسي والدبلوماسي لأكراد سوريا في مواجهة الغزو التركي للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.

وقال وزير الخارجية سامح شكري خلال اجتماع عقد في القاهرة في 12 أكتوبر الجاري في القاهرة مع وفد المجلس الديمقراطي السوري، الذراع السياسي للقوات الديمقراطية السورية: "مقاومة هذا العدوان التركي حق مشروع".

وعُقد الاجتماع قبل جلسة طارئة لوزراء الخارجية في جامعة الدول العربية أصدرت خلالها الدول العربية إدانة رسمية لعملية ربيع السلام في تركيا.

وأشارت الدول العربية، باستثناء حلفاء الأتراك، قطر والصومال وحكومة ليبيا الغربية، إلى نوايا تصعيد الضغط على اسطنبول من خلال تقليص التعاون الاقتصادي، ومقاطعة تركيا كوجهة سياحية وخفض التمثيل الدبلوماسي. وتعتبر تركيا ملجأً رئيسياً لشخصيات، بما في ذلك بعض المتهمين بارتكاب جرائم جنائية، مطلوبين من قبل السلطات المصرية كما أنها متورطة في إدارة وتوجيه أبواق إعلامية ودعائية تابعة للإخوان، والتي تعمل ضد مصالح مصر.

تحاول إسطنبول زعزعة استقرار مصر من خلال زيادة التوتر في الدولة المجاورة، بما في ذلك ليبيا حيث تدعم أنقرة الحكومة الغربية الليبية التي تعتمد على الميليشيات الإسلامية للسيطرة على طرابلس. وتعمل تركيا كعامل على زعزعة الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط حيث تستكشف الموارد في المياه الإقليمية لقبرص، وهي تحركات تؤدي إلى مواجهة بحرية مع اليونان ومواجهة سياسية مع أوروبا.

عقد اجتماع جامعة الدول العربية الطارئ بناءً على طلب مصر. كما حاولت القاهرة إثارة مسألة الغزو التركي في اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين. لكن المحللين يقولون إن الأمر لا يتعلق بتصفية الحسابات مع إسطنبول فحسب، بل يتعلق بوحدة التراب السوري، والتي تطالب مصر بالحفاظ عليها.

وقال محمد عبد القادر، أخصائي الشؤون التركية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية المصرية: "مصر ضد القوى الإقليمية التي تفرض أجنداتها الخاصة على سوريا في وقت تعاني فيه هذه الدولة العربية من نقاط ضعف كثيرة". "الاحتلال التركي لأجزاء من سوريا يهدد السلامة الإقليمية للبلاد ويسعى إلى تغيير الحقائق الديموغرافية فيه".

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أكد نفس المعنى في 16 أكتوبر خلال اجتماع مع وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكفيسيوس في فيلنيوس، قائلاً إن "العدوان التركي" في شمال شرق سوريا سيكون له آثار سلبية على العملية السياسية في البلاد والوضع الإنساني فيها.

تشعر مصر، التي تقاتل فرعًا تنظيم داعش التكفيري في سيناء، بالقلق أيضًا من أن التوغل التركي سيسمح بإحياء داعش بعد هروب الآلاف من أعضاء داعش من السجون والمعسكرات الكردية.

وقال متابعو الاجتماع بين شكري ووفد المجلس الديمقراطي السوري إن مصر ستحاول لعب دور في الجمع بين الأكراد والنظام السوري، باستخدام الاتصالات الجيدة التي تربط مصر بجميع اللاعبين على الساحة السورية. وطالب الأكراد الجيش السوري بملء المواقع التي تركوها في شمال سوريا.

قال محللون أكراد إن مصر تأخر وصولها إلى الساحة السورية بعد أن واجهت مشاكل خاصة بها في السنوات الأخيرة. وأضافوا أن سيطرة القوات السورية على شمال سوريا والحدود مع تركيا ستؤدي إلى إجهاض العملية التركية، ويرى الكاتب الكردي هوشنج أوسي أن " أردوغان يهدف في المقام الأول إلى طرد الأكراد من شمال سوريا واستبدالهم باللاجئين السوريين في تركي، وهذه جريمة لكن كل المؤشرات تظهر أن هذه الخطة ستفشل بسبب المقاومة الكردية وأيضًا بسبب الضغط الدولي المتزايد."