الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف تواجه القوة الناعمة الاستقطاب الفكري المتطرف؟.. خبراء يجيبون

الرئيس نيوز

دعوة قادها النائب طارق متولي، بضرورة عرض فيلم الممر بالمدارس والجامعات لخلق حالة التفاف بين الشباب، واستعادة اللحمة الوطنية من جديد، قائلاً إن الفيلم يجسد حالة عظيمة من الانتماء، وتعزيز الشعور بأن الجيش والشعب نسيج واحد فى مواجهة أي عدو.
القوة الناعمة هي أهم أسلحة الردع التي تعتمد عليها الدول في مواجهة الاستقطاب الفكرى نحو التطرف والأفكار المسمومة، ولاتتمثل تلك القوة فقط في الفن أو الطرب بل أن هناك السياحة واستغلال المعالم السياحية، والمناهج التربوية التي يتعلمها الطالب لها دور أساسي وكبير فيها، ولعل أبرز تلك الامثلة هو مافعلته مؤخرًا الحكومة الهولندية، حينما رصدت ميزانية لمدرسة "إنهولند" لتدريب الأئمة، لمواجهة ومقاومة التطرف، وايضًا بعد فشل أول مشروع رسمي لتخريج أئمة مساجد.
واتخذت هولندا تلك الخطوات بعد أن أفادت تقاريرالجهاز الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بأن المتطرفين متناثرون جدا بسبب زيادة في مكافحة عمليات التنظيم العسكرية في العراق وسوريا، مع وجود تحذيرات من أن مجموعة تخطط لتنفيذ هجمات على المستشفيات، والمدارس، والمنتجعات الفاخرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
فيلم الممر أحد نماذج سلاح الفن في القوة الناعمة، ولعل النجاح الكبير الذي حققه الفيلم يمكن أن يكون النواة التي تعيد مصر على ساحة الإنتاج الضخم للسينما الوطنية والتاريخية مرة أخرى.
 في السطور التالية.. طرحت "الرئيس نيوز" سؤلاً عن كيفية مواجهة القوة الناعمة للاستقطاب الفكري المتطرف؟
قال الكاتب والمفكر طارق عثمان، إن دور القوة الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب قضية هامة جدا ليست للشرق الأوسط فحسب فالمتابع للشأن الأوروبي والأمريكي أيضا يرى ظهور أحزاب وحركات يمينية أو يسارية متطرفة في الانتخابات الرئاسية وأيضا البرلمانية وتحصل على نسب عالية من الأصوات، وأيضا الانقسام الداخلي الواضح تجاه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
 وأضاف طارق عثمان، أن تفعيل دور القوة الناعمة في مواجهة الإرهاب والتطرف يتطلب عدم فرض آراء أو مناهج على الآخرين وعدم استخدام المال في احتكار الآخرين وهو ما تشهده أوروبا حاليا وخاصة في مجالات الإعلام، موضحًا أن وجود ما يجذب الانتباه هو أكثر شيء يمنح الدول القوة الناعمة.
وتابع: مصر في فترات معينة شهدت توافد أعداد كبيرة من الجاليات الأجنبية والعربية للتعلم في الجامعات الخاصة بها وأيضا كانت الصحافة المصرية منارة للباحثين عن تعلم هذه المهنة، وكانت السينما المصرية والمسرح عوامل جذب وتأثير كبيرة في كثير من الشعوب، متسائلاً لماذا لا يتم الاعتماد على ذلك مرة أخرى؟.
وأشار عثمان، إلى القوة الثقافية الناعمة أكثر قوة وتأثيرا في مكافحة التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن القوة الناعمة النابعة من قوة التعليم والفن والثقافة ودور الصحافة في تشكيل الوعي والرأي العام، هي المصل لتحصين الشعوب من الأفكار الظلامية والمتطرفة.
وقال الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، إن مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب لم تعد قضية أمنية فقط، لأن الفكر يحارَب بالفكر، ولا بد من مواجهة أصحاب الفكر المتطرف بالحجة والبرهان ودحض أفكارهم وتفنيدها وبيان زيفها وخداعهم، للحيلولة دون استقطاب الشباب وسقوطهم فى دوامة أفكارهم الهدامة. 
وأضاف، عثمان شعلان أن القيادة السياسية همها الأول هو الاهتمام بالبحث العلمى وتطوير العملية التعليمية بما ينعكس بالفائدة على المجتمع ككل ويتوافق مع رؤية التنمية المستدامة للدولة، لافتًا أن أن الجامعة بصدد افتتاح وحدة مواجهة التطرف الفكرى خلال الفترة المقبلة.
وتابع شعلان: ستقوم الجامعة بتأهيل المسئولين فى وزارة الشباب والرياضة لنشر الوعى والمعرفة للشباب والأطفال من مرتادى مراكز الشباب والأندية التابعة للمديرية وتوضيح أى معلومات مغلوطة يروجها البعض بهدف الإضرار بالبلاد وكشف مخططاتهم الهدامة وبيان حجم المؤامرات التى تحاك ضد البلاد فى الداخل أو الخارج.
فيما أكد العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، أن هناك استهداف حقيقى للقوى الصلبة فى الدول، مقابل ترويج لمسارات أخرى منها القوة الناعمة، حيث يقع الجميع فى غرام المصطلح، مقابل عدم الاهتمام بقوات مسلحة قوية واستخبارات قوية قادرة على حماية الحدود‪.
وأضاف خالد عكاشة، أن الكتلة الصلبة للدولة هى التمهيد النيرانى الحقيقى للقوى الناعمة، والكتلة الصلبة تتمثل فى أجهزة ومؤسسات قوية، مؤكدً أن تحصين الدول يجب أن يكون من خلال أسلحة حديثة ومتطورة، وقادرة على مواجهة تلك المخططات، بالإضافة لجهاز أمنى قوى.