الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"لم يسبق لها مثيل".. السيسي وبوتين يفتتحان "قمة سوتشي" الأفريقية الروسية الأربعاء المقبل

الرئيسان بوتين والسيسي
الرئيسان بوتين والسيسي في سوتشي ـ أرشيف


سلطت شبكة "سي جي تي إن" التلفزيونية الصينية، الضوء على دعوة أكثر من 50 من قادة وزعماء أفريقيا للمشاركة في المنتدى الذي تستضيفه مدينة سوتشي ويتشارك رئاسته الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

قبيل القمة، ترأس وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاء، جلسة لمسؤولي الوزارة، ركزت على الاستعدادات للقمة، والتي ستشمل أيضًا منتدى اقتصاديًا على هامشها.

قالت الوزارة "لقد تم التأكيد على أن استضافة القمة الروسية الأفريقية الأولى من نوعها تظهر أن العلاقات الروسية الأفريقية قد وصلت إلى مستوى جديد نوعياً"، وأضافت الوزارة: "أكد المجلس أن تعاون روسيا مع الدول الأفريقية يستند إلى تقاليد تاريخية قوية من الصداقة والتضامن في نضال شعوب القارة السمراء من أجل الحرية والاستقلال".

وتتضمن أجندة القمة تطوير التفاعل بين رواد الأعمال في روسيا والدول الأفريقية، والتعاون في مجال التنمية الرقمية، والتكنولوجيات النووية، والمجالات الإنسانية والاجتماعية.

وأفادت رسالة صدرت عن السفارة الروسية في المملكة المتحدة: "ستواصل روسيا المساهمة في ضمان السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال المنظمات الدولية، قمة #RussiaAfrica يومي 23 و24 أكتوبر ستضيف جودة جديدة لصداقتنا".

قالت صحيفة "نزافيسمايا جازيتا" الروسية إن عددًا كبيرًا من المحللين والمتابعين باتوا أكثر قناعة بأن استراتيجية روسيا في إفريقيا أوسع بكثير من أي تقديرات سابقة، وهو استنتاج صحيح تعززه الأسبوع المقبل (23 ـ 24 أكتوبر)، القمة الروسية الأفريقية، التي يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زعماء وممثلي أكثر من 40 دولة أفريقية في سوتشي.

تتطلع روسيا إلى لعب دور كبير في أفريقيا، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وفي أكثر من مناسبة أعربت موسكو عن تقديرها للقارة السمراء لاعتبارات كثيرة، وأن ما تفعله الحكومة الروسية في الشأن الأفريقي يعكس، في الواقع، رؤية أوسع لفلاديمير بوتين، فقد حرصت موسكو على إدارة حملة دعاية طموحة للتذكير بمساهمة الاتحاد السوفيتي السابق في استقلال الدول الأفريقية، وبأن روسيا مجهَّزة بشكل فريد لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها البلدان الأفريقية.

يرى بعض المعلقين والمسؤولين الروس القارة السمراء باعتبارها ساحة قتال رئيسية في الحرب الباردة الجديدة مع الغرب ومنافسي النفوذ الروسي، وسعوا إلى اتفاقات عسكرية وسياسية مع حوالي 30 دولة في إفريقيا، خلال الحقبة الأخيرة، كما قامت موسكو ببيع كميات متزايدة من الأسلحة، وإرسال أفراد عسكريين روس لتدريب الجيوش الأفريقية، وتأمين المشاركة الروسية في تخطيط الأمن القومي لبعض هذه الدول.

يسعى المسؤولون الروس إلى إنشاء قواعد عسكرية في بعض دول القرن الأفريقي، لكي تتمكن موسكو من تعزيز نفوذها في المحيط الهندي وأنتاركتيكا أيضًا.

في تعليق، نشره موقع مؤسسة جيمس تاون الأمريكية على الإنترنت، يقول ليونيد فتوني، نائب مدير معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن قمة سوتشي المقبلة "لم يسبق لها مثيل" وتعكس استعادة موسكو لموقعها بشأن القارة التي خسرتها في عام 1991 والأهمية المتزايدة بشكل جذري للبلدان الأفريقية، ليس فقط من الناحية الجغرافية الاستراتيجية ولكن للاقتصاد الروسي وتحديثه.

على مدار العقدين الماضيين، يقول الأكاديمي: "توصلت العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، إلى أن إفريقيا هي رمانة الميزان في القرن الحادي والعشرين"، فأفريقيا هي موطن الثروات الطبيعية الهائلة والأسواق المتنامية وبالتالي تكتسب المزيد والمزيد من الأهمية الاقتصادية الجيولوجية والأهمية الجيوسياسية حيث تسعى القوى العالمية إلى الانخراط في الشأن الأفريقي لتعزيز مصالحها الخاصة.

ورجح فتوني أن هناك سببين رئيسيين لذلك، وكلها تكمن وراء قمة سوتشي القادمة: أولاً: امتداد التجارة العالمية يعني أن الثروات الأفريقية باتت متاحة لأي قوى تكسب موطئ قدم هناك ويمكنها تصدير مواردها الطبيعية وبيع سلعها مع تزايد عدد السكان في البلدان الأفريقية، ثانياً: إفريقيا هي المكان الذي يحدث فيه إعادة إحياء النظام العالمي لما بعد عام 1991، حيث تسعى بكين وموسكو إلى توطيد علاقاتهما ببلدان أفريقيا إلى أقصى مدى ممكن.