الأربعاء 17 أبريل 2024 الموافق 08 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف هزم "العميد" عبد رب النبي و"المقدم" حسين طنطاوي قوات شارون في حرب أكتوبر؟

الرئيس نيوز


مشهد لافت ومثير للتأمل شاهدناه اليوم في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفالات بانتصار أكتوبر، والذي شهده الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الندوة كان يحضرها على يمين الرئيس مباشرة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقائد الجيش الأسبق، كما أن شهدت تكريم الفريق عبد رب النبي حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق.
اللافت للنظر هو أن الرجلان جمعتهما معركة واحدة، هي حرب أكتوبر، التي تحتفل بها الندوة، عندما كان عبد رب النبي برتبة عميدًا قائدا للفرقة 16 مشاة ميكانيكا بالجيش الثاني الميداني، في حين كان "طنطاوي" برتبة مقدم قائدًا للكتيبة 16 التابعة لنفس الفرقة.
المفارقة لم تفت على الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي ما إن انتهى من تسليم درع التكريم للفريق عبد رب النبي حافظ وعاد إلى مقعد، استوقف الحضور وطلب منهم تحية المشير حسين طنطاوي قائلا: "معانا قائد الكتيبة 16.. سيادة المشير حسين طنطاوي".
يومان شهدا إحدى بطولات قوات المشاة في المعركة، هما 16 و17 أكتوبر، في مواجهة قوات العدو الإسرائيلي كان يقودها آرئيل شارون، الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء دولة الاحتلال.
المعركة التي خاضتها كتيبة "المقدم أركان حرب" حسين طنطاوي معروفة إعلاميا بمعركة "المزرعة الصينية"، وهي منطقة عند الإسماعيلية، على الضفة الشرقية لقناة السويس.
يحكي الفريق عبد رب النبي حافظ، في فيديو توثيقي لصالح وزارة الدفاع المصرية، كواليس هذه المعركة فيقول: "يوم 16 شارون قام بحوالي 4 هجمات بالمددرعات على الكتيبة 16 علشان يزيحها شوية علشان يجد مكان يقدر يعبر منه (القناة)، فشلت هذه الهجمات كلها وفضلت معركة رهيبة، (لكن) لم تتمكن القوات الإسرائيلية إنها تتقدم، وحدثت فيها خسائر منها مقتل قائد الكتيبة".
وإذا ذهبنا لما قاله "طنطاوي" نفسه، فإنه روى في فيديو توثيقي وهو برتبة عميد تفاصيل تصديه لقوات العدو قائلا: "أعطيت أوامر لقادة السرايا أن كل أسلحة الكتيبة، والمدفعية والهاون والرشاشات، حتى الأسلحة المضادة للطائرات، ألا يفتح أحد النيران إلا بطلقة إشارة حمراء مني شخصيا، وقد كان.. بعد اقتراب العدو أطلقت طلقة الإشارة وفُتحت جميع أسلحة الكتيبة على القوات المظلية للعدو. وكانت المعركة لمدة ساعتين ونصف، إلى طلوع النهار، وبالتالي كما ذكروا هم في كتبهم لم يستطيعوا التقدم أو حتى الانسحاب".
في اليوم التالي، 17 أكتوبر، كان الموقف صعب للغاية كما حكى "عبد رب النبي" لكن في كلمته اليوم خلال الندوة قائلا: "لقد تعرضت الفرقة 16 لضربات إسرائيلية مضادة بقوة مجموعة عمليات مدرعة مشكلة من 3 لواءات مدرعة ولواء مشاة ميكانيكي ولواء مظلات ووسائل دعمها، عندها بعثت بأغرب تقرير قتال إلى قائد الجيش قلت فيه بالحرف الواحد: لا وجه للمقارنة بين حجم قواتي وقوات العدو، سنقاتل حتى الموت.. وكان نصر الله".
وأشار "عبد رب النبي" إلى أن "شارون" نفسه حكى عن هذه المعركة بمرارة شديدة. وبحسب ما رواه الجنرال الإسرائيلي في لقاء تلفزيوني فإنه قال: "فقدت فرقتي، حوالي 300 فرد قتلوا وحوالي 1000 فرد أصيبوا، وكلنا من الجنود إلى قائد الفرقة أمضينا ليلة من أسود الليالي في حياتنا".
وختم رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق: "الحمد لله ويكفيني فخرا أن الفرقة 16 حازت على وسام الجمهورية للتشكيلات".