السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف يحاول ترامب غسل يده من دماء "نبع السلام" التركي؟

الرئيس نيوز

بينما يُتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمنح أردوغان الضوء الأخضر لاجتياح شرق الفرات، يحاول ترامب غسل يده من الدماء التي تسيل هناك، بعدما أطلقت تركيا عملية "نبع السلام"، إذ هدد تركيا بعقوبات مالية إذا لم تلتزم بالقواعد!

ومن غير المفهوم ما المقصود بتلك القواعد، وما هي الدوافع الأمريكية للانسحاب من شرق الفرات والتخلي عن حلفائهم الأكراد، رغم ما قدموه من جهود في مكافحة تنظيم الدولة، وتحديدًا في مدينة "الرقة" مركز الدواعش.

ويسير ترامب على نهج سابقه، باراك أوباما، الذي كان يرغب في إنهاء التواجد العسكري الأمريكي الخارجي؛ لكونه أرهق الخزانة الأمريكية، لكن ترامب ينفذ تلك الاستراتيجية بفجاجة غير مدروسة، يفهم منها تخلي واشنطن عن حلفائها، والتضحية بهم بمجرد انتهاء دورهم.

ومنذ أن كشف ترامب عن نيته الانسحاب من سوريا، أواخر العام 2018، وهناك جدل كبير في أروقة الإدارة الأمريكية، إذ يرفض الكثير من جنرالات الجيش القرار، وقد أعلن وزير الدفاع وقتها جون ماتيس، الاستقالة احتجاجًا على تلك السياسة.

وأعلن إردوغان، أمس الأربعاء، انطلاق عمليات أطلق عليها "نبع السلام" تمهيدًا لاجتياح شمال شرق سورية، وكتب على موقعه "فيسبوك" عبارات استفزازية تعكس أيدولوجيته المتطرفة، إذ كتب يقول: "أقبل جميع المشاركين في جيش المحمدي المشاركين في عملية نبع السلام".

وبينما توالت ردود الفعل العربية والغربية، المنددة بالعملية العسكرية التركية، قال ترامب اليوم الخميس إنه يتحدث مع تركيا والأكراد بهذا الخصوص، وحذّر من أن أنقرة ستضرر ماليا بشدة إذا "لم تلتزم بالقواعد". وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "أحاول إنهاء الحروب التي لا نهاية لها. وأتحدث إلى كلا الطرفين".

أضاف "أقول إن تركيا ستضرر ماليا بشدة وبالعقوبات إذا لم يلتزموا بالقواعد. إنني أراقب عن كثب".

وأوضحت المحاضرة في الجامعة الأمريكية، نهى بكر، أن قرار الرئيس الأمريكي، بالانسحاب من سورية، لا يأخذ في اعتباره أي من الأبعاد السياسية، ولا التدعيات المترتبة على ذلك، مشيرة إلى أن منطقه الوحيد هو البعد الاقتصادي، ووقف النزيف المتوالي لتمويل كلفة تواجد الجنود الأمريكان في سوريا. 

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، مصطفى أمين، إن التدوينة التي كتبها أردوغان اليوم، إثبات جديد للأيدولوجية المتطرفة لإردوغان، وتابع في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "أردوغان يتعامل في المنطقة من منطلق أنه خليفة المسلمين".

وأوضح أمين أن الرئيس التركي يعتمد على مرتزقة وإرهابيين في عملية الغزو، وأنه يطلق على هؤلاء المفدسين "الجيش المحمدي"، ويسمي عدوانه على الأراضي السورية بعملية "نبع السلام".

في السياق، بدأ نواب ديمقراطيون، وجمهوريون، في وضع تشريعات بفرض عقوبات اقتصادية كرد فعل على العملية التركية في شمال سورية على الأكراد. وبحسب سبوتنيك، شارك فان هولين، وهو ديمقراطي، مع السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام لجمع أصوات أغلبية الثلثين اللازمة لتجاوز الفيتو المحتمل من قبل الرئيس دونالد ترامب.

وقال جراهام إنه سيقود الجهود في الكونجرس للتأكد من أن أردوغان "سيدفع ثمنا باهظا". وكان جراهام قد توعد تركيا في تغريدة أمس الاول الثلاثاء بعقوبات "من الجحيم".