الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم نقل مركز العمليات إلى كارولينا.. الأمريكان باقون في قاعدة "العديد" القطرية

الرئيس نيوز

تسببت الخطوة الأمريكية المفاجأة بنقل مركز العمليات الجوية والفضائية من قاعدة "العديد" في قطر، إلى ولاية "ساوث كارولينا"، في حالة من الجدل، أعادت إلى الأذهان حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حينما قال عند بدايات الأزمة الخليجية 2017، أن البنتاجون يدرس فعليًا نقل القاعدة الأمريكية من قطر، بعد ثبوت تورطها في دعم المتطرفين. إلا أن التفاهمات التي أبرمتها الدوحة مع واشنطن ساعدت في تراجع ترامب عن موقفه.

كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت إن الولايات المتحدة نقلت، في خطوة غير معلنة، مركز العمليات الجوية والفضائية من قاعدة العديد بقطر إلى ولاية ساوث كارولينا الأميركية، بشكل مؤقت. وقال قادة بمركز القيادة الجوية للصحيفة "واشنطن بوست"، إن نقل المهام إلى قاعدة مختلفة كان طموحا طويلا وقد تحقق بفضل التكنولوجيا الجديدة، لكنه يأتي وسط تجدد التوتر مع إيران.

وتم نقل القيادة إلى مركز بقاعدة شو الجوية بولاية ساوث كارولينا والتي تبعد عن العديد بنحو 7 آلاف ميل.

وربط مراقبون بين خطوة نقل مركز القيادة لقاعدة العديد والصراع الدائر حاليًا مع إيران؛ إذ رجخ مراقبون ان تكون الخطوة تدابير احترازية بعدما صعدت إيران من عمليات استخدامها للطائرات المسيرة "درون" ووصولها إلى العمق السعودي، واستهداف مصفتين تابعتين لشركة "أرامكو" ولم تنجح المضادات الأرضية في التصدي لها. وربما تخشى أمريكا حال توجيهها ضربات لاهداف إيرانية، ان تصبح قاعدة "العديد" هدفًا للإيرانيين.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون القيادة الوسطى (سانتكوم)، ريبيكا ريباريتش، أمس الاثنين، إن القوات الأمريكية ليس لديها أي خطة لمغادرة قاعدة "العديد" الجوية في قطر، وأنه تم فقط نقل مركز العمليات، موضحة أن القوات ستواصل استخدام قاعدة "العديد" في المستقبل، وستقوم بتوسيع العمق التشغيلي للقيادة الوسطى وتحديدا القوات الجوية في المنطقة.

ويقول الباحث المتخصص في الشأن الخليجي، أيمن الشريف، إن قطر ترى في قاعدة العديد حماية لها من أي تهديد، خاصة أنه منذ وصول حمد بن خليفة إلى الحكم بعد الانقلاب على والده عام 1998، وهو يعمل على إثارة القلاقل في المنطقة، ويدبر للنيل من استقرار منطقة الخليج بأكملها.

أشار الشريف في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" إلى أن حمد بن خليفة أدرك أن الاستقواء بالأمريكان خير وسيلة لحماية مخططاته، فاستغل الخروج الأمريكي من أراضي المملكة السعودية، واقترح بالتكفل بإنشاء قاعدة "العديد الجوية" أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج، وقدرت كلفت تأسيسها وقتذاك بـ"3 مليارات دولار". مُستبعدًا الانسحاب الأمريكي من "قاعدة العديد"؛ وقال: "القاعدة موقعها استراتيجي، وتلبي الغرض منها، فهي مجهزة وتتكفل الدوحة بنفقاتها وان نقل مركز العمليات كان مخططا له سلفًا".

وتضم القاعدة نحو 10 آلاف جندي أمريكي، وتعد جزءا من المزايا الاستراتيجية التي توفرها قطر للولايات المتحدة، فهي توفر ظروفا لا يمكن للجيش الأمريكي أن يحصل عليها في أي مكان آخر، ومن بين هذه المزايا السماح للقوات الجوية ابهبوط قاذفات بي-52 التي تستخدم في الغارات الجوية على سوريا.

وتأسست القاعدة قبل 12 عاما، بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعوديون مغادرة المملكة عقب هجمات 11 سبتمبر.