الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السفير حسين هريدي: الخلاف بين مصر وإثيوبيا ليس سياسيا

الرئيس نيوز

بعد إعلان مصر تعثر جولة المفاوضات الأخيرة مع إثيوبيا يومي 15 و 16 سبتمبر الجاري في القاهرة على مستوى وزراء الموارد المائية بشأن سد النهضة وبمشاركة السودان، أدرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه للمرة الأولى منذ وصوله إلى سدة الحكم أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة في دورتها الــ74 أزمة السد، قائلاً: إن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة وقضية وجود"، كما أكد أنه لن يتم تشغيل السد بفرض الأمر الواقع.

واستكمالاً لتحركات الدولة المصرية رفيعة المستوى، عقد وزير الخارجية سامح شكري، العديد من اللقاءات على هامش الدورة الــ74 للأمم المتحدة، مع نظرائه من روسيا وجنوب السودان وبروندي والسنغال وقبرص واليونان وهولندا وفنلندا واطلاعهم بآخر مستجدات مفاوضات السد الاثيوبي.

وشدد "شكري" خلال لقاءاته مع نظراءه من مختلف دول العالم على أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، معرباً عن عدم ارتياح الجانب المصري لطول أمد المفاوضات مع أثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية سير عملية التفاوض بحُسن نية بما يُساعد على التوصل لاتفاق عادل ومنصف يُراعي مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان.

من جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر دخلت في مرحلة تدويل ملف سد النهضة بعد كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الــ74 في نيويورك، مبيناً أنها وسيلة من وسائل حل أزمة السد بين مصر وإثيوبيا.

وأوضح "هريدي" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" أن "الدول الصديقة والتي لها علاقات جيدة مع كل من إثيوبيا ومصر ستقوم بتقريب وجهات النظر عن طريق القنوات الدبلوماسية والاتصالات على أعلى مستوى، كما أنها ستقوم ببذل كافة الجهود لتقريب وجهات النظر المصرية الاثيوبية من اجل التوصل إلى حل وسط بين الموقفين.

وشدد "الخلاف بين مصر وإثيوبيا خلاف في المواقف الفنية وليس خلافاً سياسياً، وهذه الخلافات يمكن التغلب عليها عن طريق الوساطات التي سيقوم بها أصدقاء الدولتين".

وأتم مساعد وزير الخارجية الأسبق إنه سيكون هناك محاولات وجهود دبلوماسية صادقة من كل أصدقاء مصر وحلفاءها والدول المؤيدة لها من أجل إنجاح المفاوضات الفنية.

يشار إلى أن مصر تقوم بتحركات على أعلى المستويات بشأن التوصل إلى حل يحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، حيث شدد السفير علاء يوسف، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، فى كلمته الجمعة الماضية أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي على مركزية الحق في مياه الشرب كحق من حقوق الإنسان، مؤكداً على أهمية عدم تجاهل الآثار الأخرى للمشروعات الكبرى التي تشيدها الدول على مجاري الأنهار العابرة للحدود، والتي ترتبط بصورة وثيقة بظاهرة التغير المناخي ومظاهرها.

وطالب مندوب مصر الدائم بمحاسبة الشركات الكبرى التي تقوم بإنشاء تلك المشروعات متجاهلة الدراسات التي تتناول آثارها السلبية، أو بالمخالفة للقواعد النافذة دوليا أو إقليميا أو محليا التي تنظم تشييد تلك المشروعات على مجاري الأنهار الدولية.

كما عقد السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، يوميّ 23 و25 سبتمبر الجاري اجتماعين بوزارة الخارجية مع كل من سفراء الدول العربية وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين لدى القاهرة، وذلك لإحاطتهم بمستجدات المفاوضات بين مصر وأثيوبيا والسودان على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، حيث أوضح نائب وزير الخارجية أن جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت بالقاهرة يوميّ 15 و16 سبتمبر على مستوى وزراء المياه بالدول الثلاث لم تحرز أي تقدم ولم تشهد أي نقاشات فنية بسبب رفض أثيوبيا النظر في الرؤية المصرية لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة وإصرارها على قصر النقاش على الورقة التي كانت أثيوبيا قد تقدمت بها في 25 سبتمبر 2018.