السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الطريق إلى "مصر 2030" يبدأ بخطوة.. الحكومة تحصد أول ثمار مشروعها القومي لريادة الأعمال

الرئيس نيوز



أصغر رائدة أعمال: "قصوصة" مشروعي لإحياء الحرف اليدوية وربطها إلكترونيًا

"عبيد" يطلق مشروع السياحة المظلمة للترويج للمقاصد السياحية الغامضة.. "EGYBGY" لمضاعفة إنتاجية الصوب الزراعية دون كيماويات.. وسوبر دكتور ملف طبي متنقل عبر الموبايل


"أخلق وظيفتك بدلًا من البحث عنها"،  لم يكن مجرد شعار، بل واقع يتم إثباته اليوم حول فكر جديد ونهج غير مألوف سلكته الدولة المصرية في محاولة لتغيير ثقافة المجتمع وتحفيز الشباب للتخلي عن الركض وراء حلم الوظيفة الميري، علي إبتكار مشروعاتهم الخاصة، لتنجح بعد عام ونصف العام، في جني أولي الثمار بتخريج مشروعها القومي لريادة الأعمال بتخريج الدفعة الأولي من طلاب المشروع رواد 2030 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية.
100 شاب وفتاة هم قوام برنامج إتقان مهارات العمل لرواد الأعمال الذي بدأت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ممثلة في مشروع رواد 2030 في تنفيذه بالتعاون والتنسيق مع الجامعة الأمريكية نهاية العام الماضي، لمدة أربعة أشهر إنتهاءًا بتخريج الدفعة الأولي..
يمثل كل شاب من هؤلاء نواه لمشروع جديد وحلم واعد يبحث عن فرصة ليخرج إلي النور ويجد سبيلًا لتحقيقه علي أرض الواقع، ربما تباينت الأعمار، الظروف، الدوافع، إلأ أن الجميع قرر التمرد علي تراب الميري  الذي طالما تشبث به الآباء والأجداد بحثا عن الأمان الوظيفي، ليثبت هؤلاء الشباب أنه الطريق إلي مصر 2030 يبدأ بخطوة.

"السياحة المظلمة.. الترويج للمقاصد السياحية الغامضة"
أحد هؤلاء الشباب هو كريم عبيد – صاحب الثلاثين عامًا، يخرج من كلية التجارة إدارة أعمال بجامعة حلوان، يشغل حاليًا منصب مدير مشروعات في جمعية النور والأمل، قادته الصدفه إلي تحقيق واحدًا من أهم أحلامه وهو الإلتحاق بمنحة الجامعة الأمريكية لريادة الأعمال.
البداية كانت من إعلان ممول من وزارة التخطيط في إحدي الصفحات علي موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، عن إطلاق منحة مجانية لدراسة ريادة الأعمال بالتعاون مع الجامعة الأمريكية، الشروط جميعها منطبقه عليه، سارع حينها لتسجيل طلب الإلتحاق بالمنحة، وتحددت مواعيد المقابلات الشخصية، ليتم إخباره بعد ذلك بقبوله طالبًا بمنحة الجامعة الأمريكية.
يقول "كريم عبيد"، إن اجتياز منحة الجامعة الأمريكية عن ريادة الأعمال ليس نهاية الطريق، وإنما مجرد بداية، لتحقيق حلم طالما كان يسعي إليه وهي تحويل أفكاره إلى مشروعات على أرض الواقع، فضلًا عن كونه فرصة للتوفيق بين الخبرة والجانب الأكاديمى.
أما عن مشروعه، يشير "عبيد" إلى أن الفكرة تقوم  علي الترويج لنمط جديد من السياحة يعرف بـ"السياحة الغامضة أو المظلمة"، يعتمد بشكل أساسي علي الترويج للمقاصد السياحية التي شهدت أحداث غامضة أو مرعبة غير معتادة، مشيرًا إلى أن السياحة الغاضمة أحد الأنماط الأكثر رواجًا في العديد من البلدان الأوروبية مثل  ألمانيا و رومانيا ورواندا والتي تشتهر بالعديد من المقاصد السياحية ذات الطابع المخيف أو الغامض كقلعة دراكولا، محكمة بلومبرج، مذابح الهولوكوست، حيث يشكل هذا النمط من السياحة 7% من إيرادات رومانيا في العام، و 12% من إيرادات بولندا.
ويضيف أن السياحة في مصر حاليًا تقتصر علي نمطين إما سياحة الشواطئ والمناطق الساحلية أو سياحة الآثار والأهرامات، مشيرًا إلى أن هناك مصر لديها كثير من المقاصد السياحية الأخري التي يمكن الترويج لها خارجيًا لجذب شريحة جديدة من السائحين ممن يفضلون روح المغامرة واكتشاف المجهول، فيما يعرف بالسياحة المظلمة.

"قصقوصة لإحياء الحرف اليدوية"

ياسمين شوقي، ذات الـ22 ربيعًا، ربما حداثة سنها  دفع زملائها إلى إطلاق لقب أصغر رائد أعمال عليها، لكنها نجحت في أن تخطف الأبصار والأذهان بلباقتها وقدرتها على إقناع الجميع بأهمية فكرة مشروعها، علمت بتفاصيل المنحة وشروطها عبر إحدي صفحات الجامعية وكانت قد بلغت توًا الحد الأدني من السن المسموح به كشرط للإلتحاق بالمنحة.
تقول ياسمين شوقي، إن فكرة برنامج إتقان مهارات العمل لرواد الأعمال الذي تنظمه الجامعة الأمريكية بالتعاون مع وزارة التخطيط تقوم على تأهيل الشباب وتدريبهم علي تطوير ما لديهم من أفكار وتحويلها إلى مشروعات قد تكون غير متكاملة، بما يؤهلهم فيما بعد للانخراط فى سوق العمل على أسس علمية.
" قصقوصة "هو اسم مشروع فريق"ياسمين"، ويهتم بتطوير الحرف اليدوية بعدما تعرضت للإندثار آخر خمس عقود، من خلال تشجيع الصناعات الحرفية من المنزل دون مصانع أو أماكن محدده، عبر عدة مراحل بداية من دور الأيتام لتحقيق الإكتفاء الذاتي لهم، ثم المدارس والجامعات وصولًا إلي مليون شخص بحلول عام 2030.
وتضيف أن المشروع لا يتطلب رأس مال كبير، نظرًا لأن الصناعات اليدوية لا تعتمد بشكل رئيسي علي الآت وإنما تحتاج أدوات مساعدة بسيطة، وبالتالي ممكن بتمويل محدود نحقق أرباح كبيرة، لافته إلي أن المشروع يسعي إلي توقيع بروتوكلات تعاون مع وزارة التضامن والتعليم العالي وإبرام عقود مع الراغبين في إمتهان إحدي الصناعات اليدوية من المنزل، بالإتفاق مع المنظمات الخيرية لتوفير أماكن محددة لتدريب هؤلاء قبل البدء في تنفيذ مشروعاتهم
وتشير إلي أنه سيتم خلال المرحلة الأولي من تنفيذ المشروع التركيز علي صناعات بعينها كالسجاد اليدوي، والأزياء الفرعونة، والمشغولات الخشية والخزف، يليها إضافة صناعات أخري وصولًا إلي 25 منتج خلال خمس سنوات.

"بديل عمال النظافة"
أما شريف كامل، حاصل على بكالريوس هندسة كهرباء جامعة بورسعيد، قرر مبكرًا التمرد علي تراب الميري، بعدما عاني تدني مستويات الأجور، وبدأ الإتجاه للعمل الحر منذ ثلاث سنوات، حينما نجح في تدشين مصنعه الأول لتدوير المخلفات بطريقة إلكترونية متطورة لا تعتمد علي العنصر البشري إلا في أضيق الحدود في محافظة بورسعيد في إطار مبادرة مصنعك جاهز بالترخيص.
ويضيف شريف كامل، أن اشتراكه في إحدى مبادرات مشروع رواد 2030 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية كان فرصة جيدة لتطوير فكرة مشروعه القائمة بالفعل، والتوسع في إنشاء خطوط إنتاج جديدة، مشيرًا إلي المنحة ركزت علي تأهيل وتدريب الشباب طوال مدة الأربعة أشهر علي كيفية إدارة المشروعات، وتسويقها و طرق التمويل، مؤكدًا أن أكبر عقبة تواجه مشروعه هي نقص التمويل، لذا فإن وزارة التخطيط ستقوم بدور حلقة الوصل بين الشباب أصحاب المشروعات وحاضنات الأعمال ورجال الأعمال ممن يمكن أن يساهموا في توفير الدعم التقني أو المالي لتلك المشروعات. 
"إيجي بيجي".. طعام بدون كيماويات

مصطفي خزيم، 35 عامًا، كان لدراسته في مجال الهندسة الزراعية، أثرًا في بلورة فكرة  مشروعه، الذي اختاره له اسم EGYBGY، وهي فكرة مطورة لمشروع الصوب الزراعية تهدف إلي تحسين إنتاجية الأرض بمعدل من 5-6 أضعاف الانتاج الطبيعي المعتاد حاليًا، دون استخدام أي أسمدة أو مبيدات.
ويقول "خزيم"، إن المرحلة الأولي من المشروع ستركز علي إنتاج الخضروات الأورجانك، وتحديدًا ثلاث أصناف فقط هم الطماطم والخيار والفلفل، خاصة وأنهم من السلع الزراعية الاساسية التي تستخدمها الأسر المصرية بمعدل يومي، وبالتالي فإن مضاعفة الإنتاجية وإتاحتها طوال العام سيحد من الارتفاعات غير المبررة في أسعارها، بالإضافة إلي أن المشروع يتسق بالأساس مع محاور استراتيجية 2030 وأهدافها الرامية إلي تحقيق الإكتفاء الذاتي من السلع الأساسية والحد  من فاتورة الاستيراد وتوسيع رقعة الأرض الزراعية مع ترشيد استخدام مياة الري.

"سوبر دكتور"
أحد هؤلاء الشباب أيضًا محمد رضا عمر، تخرج للتو من كلية التربية شعبة اللغة الإنجليزية جامعة عين شمس، لم يكن قد خطط للأمر مسبقًا، فبينما يبحث عن فرصة عمل بين إعلانات التوظيف المختلفة، صادفه إعلان مشروع رواد 2030 عن منحة مجانية لتأهيل الشباب علي ريادة الأعمال، ومنذ ذلك الحين أخذ القرار في أن شق طريقه بنفسه بصحبة زملائه لتنفيذ مشروعهم الخاصة.
يوضح "رضا عمر"، أن فكرة المشروع عبارة عن تطبيق طبي متطور سيتم تدشينه في مصر ثم التوسع في عدة بلدان أخري، بناءًا علي تدشين قاعدة بيانات دقيقه وسرية لكل مريض علي شبكة الإنترنت، وإتاحة التاريخ الطبي عبر الهاتف المحمول، بحيث يمكن الإطلاع عليه في أي وقت أو مكان دون الحاجة للاحتفاظ بأية أوراق، لاسيما في الحالات الحرجة أو الحوادث وغيرها.
ويضيف قائًلا: "التطبيق سيمكن الطبيب من تشخيص حالة المريض بناًءًا علي ما يتيحه من معلومات عن تاريخه المرضي، وإدخال المعلومات جديدة لتحديثه باستمرار، بالإضافة إلي توفير خدمة فورية للاستعلام عن موقع أقرب مستشفي وعدد الأسرة الشاغرة داخلها ومدي جاهزيتها لاستقبال الحالة بضغطة زر واحدة دون الحاجة إلي التردد علي أكثر من مستشفي بحثًا سرير شاغر، فضلًا عن توفير طباعة الأوراق والحد من إهدار ملايين الجنيهات سنويًا.

"منحتي.. مستشار تعليمي للطلاب"

"منحتي" مبادرة تعليمية جديد أشبه بالمستشار التعليمي، تسعي من خلالها "مها سعيد" - حاصلة علي بكالريوس اتصالات ومعلومات جامعة حلوان- هي وفريقها المكون من خمسة أخرين لأن تصل المبادرة إلي جميع الطلاب علي مستوي الجمهورية.
توضح "مها"، أن منحتي هي تطبيق إلكتروني يربط بين الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية أو العليا خارج البلاد في إحدي الجامعات الأجنبية، بأعلي جودة وأقل تكلفة، بخلاف دوره في مساعدة هؤلاء الطلاب علي إنهاء الإجراءات القانونية المتعلقة بالسفارة أو الجامعة نفسها، وكذلك مساعدتهم في إختيار أفضل تخصص مناسب لقدراتهم العلمية.
وتضيف قائلة: بدأنا بالفعل في إطلاق المرحلة التجريبية للمشروع في أبريل الماضي ونظمنا 10 فاعليات، وتعاقدنا مع 150 جامعة علي مستوي العالم، لكننا نحتاج إلي موافقة وزارة التربية والتعليم للتواصل مع طلاب المدارس وتوعيتهم بالتطبيق وأهدافه، وهو ما نأمل أن توفره لنا مبادرة وزارة التخطيط.

"كارت الطالب.. الشمول المالي"
بينما تتجه أجهزة الدولة للاستغناء تدريجيًا عن التعاملات النقدية واستبدالها بأخري إلكترونية، ابتكر أحد خريجي مشروع رواد 2030 وهو مصطفي الشافعي ما يسمي بكارت الطالب، لاستبدال الأوراق المالية بنقود إلكترونيًا تحقيقًا لهدف الشمول المالي.
يقول مصطفي الشافعي، أن فكرة الكارت ليست مكلفة بالمرة وتشبه إلي حد كبير بطاقة الفيزا، لكنها في شكل مبسط يناسب طلاب المدارس، يعتمد علي شحن الكارت عن طريق شركة متخصصة في ذلك بفئات مالية لا تتعدي 100 جنيه اسبوعيًا يمكن من خلالها للطالب أن يحصل علي مصروفه الشخصي إلكترونيًا متصل بكانتين المدرسة لسداد قيمة مشترياته من منفذ بيع الطعام والحلوي بطريقة غير تقليدية.