الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بدأ بنفسه.. قصة الرئيس السيسي مع ترشيد النفقات داخل القصر وخارجه

الرئيس نيوز

"كل أم مصدقاني وكل أب، ابنكم إن شاء الله شريف وأمين ومخلص"، كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، في مؤتمر الشباب الثامن، مطمئنا المصريين ومعاتبًا آخرين، ومكذبا كل الشائعات التي يصدرها الإخوان ومناصريهم.

كلمات فتحت سجلا طويلا من العمل الذي يثبت صدق قوله، فمنذ توليه منصب رئيس الجمهورية ويحاول جاهدًا ترشيد النفقات إلى جانب زيادة الموارد بكل الطرق، بدأ الرئيس بنفسه فاتخذ قرارات تنظيمية داخل مؤسسة الرئاسة ترشيدًا للنفقات، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، فخفّض بدلات المأموريات الخارجية الخاصة بالعاملين بالرئاسة، والتى كان يتم صرفها للوفد المرافق له من الموظفين، بالزيارات لدول أخرى، بنسبة 75%، أي إلى الربع.

السيسى أقتصر صرف وجبات الطعام للوردية المسائية فقط للموظفين، ومنع أي مأكولات أو مشروبات داخل القصر الرئاسي على حساب موازنة الرئاسة، واقتصرت على صرف بدل وجبة لوردية المبيت.

"مطبخ الرئاسة شبه مغلق"، الرئيس لا يتناول أيًا من وجباته الثلاث بالقصر، على الرغم من عمله لأكثر من 15 ساعة يوميًا، ويتحمل تكلفة طعامه من جيبه الشخصي وهو ما يفعله مساعدوه أيضا.

أما مأدبة الغداء بالقصر فأصبحت مقصورة على المأدبة الرسمية على شرف الرؤساء والملوك، كما أن تقديم واجب الضيافة بالقصر أصبح مقصورًا على مشروبات ساخنة أو عصائر.

وكانت ميزانية مؤسسة الرئاسة قد عانت عجزا كبيرا خلال عام حكم الرئيس المعزول، محمد مرسى، وجماعته، وبلغ العجز بموازنة إدارة التموين أكثر من مليوني جنيه، تم إنفاقها على وجبات لأعضاء الفريق الرئاسى المرافق لمرسى وضيوفه من الجماعة والإسلاميين، من أفخم المطاعم والفنادق، كما تم التعاقد مع أكثر من 200 موظف بمرتبات وصلت إلى 10 آلاف جنيه فى الشهر الواحد دون الحاجة فعليًا إليهم، وهى المجموعة التى تم التخلص منها عقب ثورة 30 يونيو.

أكد ذلك الرئيس في المؤتمر الثامن للشباب أيضا، حيث قال: ""لما روحت الرئاسة قالولي تحب تتغدى إيه، كل اللي بيتغدوا على حساب البلد بالقانون، قولتلهم لا أنا ولا اللي في الرئاسة.. كل واحد يا كل على حسابه".

 

ومنع السيسى الاتصالات الدولية داخل القصر لتقتصر فقط على  الرئيس فى إجراء مكالماته لرؤساء وملوك الدول الأخرى، فيما تم خفض الاتصالات الداخلية الخاصة بإدارة الإعلام إلى حالات الضرورة القصوى.

 

ومنذ اللحظة الأولى التى تم فيها اختيار القائمة النهائية لمستشارى الرئيس، والتى تم انتقاؤها بعناية من بين آلاف السير الذاتية لأساتذة الجامعات والشخصيات العامة والسياسية، عقد أحد مساعدي الرئيس لقاءً معهم، وأخبرهم بأنه وقع الاختيار عليهم لتميزهم فى تخصصاتهم، فتم إبلاغهم بأن العمل بالمؤسسة تطوعي دون مقابل مادي أو امتيازات نظير خدماتهم الاستشارية، فقبلوا بسعة صدر بل زاد تقديرهم للسيسي.

 

تقشف الرئيس تجاوز الفعل إلى النهج والرؤية داخل مؤسسة الرئاسة، يحاول تطبيقها بكافة مؤسسات الدولة، حيث وجه الرئيس تعليماته إلى رئيس الحكومة، المهندس إبراهيم محلب، في 2015 بترشيد نفقات الوزارات، وأن يعمل كل وزير داخل وزارته على الحديث مع الموظفين بالدواوين المختلفة حول الأزمة الاقتصادية وضرورة ترشيد الإنفاق.

 

ويحاول السيسى تعليم الوزراء ما يُطلق عليه بالعامية «الفصال»، ولا يجد غضاضة فى أن يشرح لهم ذلك خلال اجتماعاته الدورية بهم لمتابعة سير المشروعات القومية: «مش عيب إحنا بنعلم بعض»، ويشرح بالتفصيل ماذا يجب أن يقول وكيف يتصرف مع الشركات وأصحابها، فأثناء افتتاحه الصالة الجديدة بمطار الغردقة، فوجئ الوزير خلال عرضه شرحًا تفصيليًا لتكلفة الصالة الجديدة التى وصلت إلى 450 مليون جنيه، بتعليق السيسى «ليه كل ده كتير جدا.. حتة ممر يتكلف ليه كل الفلوس دى.. نجيب الشركة اللى بتشتغل ونقولها تتنازل شوية عن جزء من ربحها».

 

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يقوم فيها السيسى بالتفاوض على الأسعار، فعندما كان وزيرًا للدفاع، وقررت إدارة الشئون المعنوية تحديث المركز الإعلامى والاستعانة بتقنيات تكنولوجية أكثر تطورًا مع تحديث أنظمة «السوفت وير»، طلب السيسى أفضل الشركات فى هذا المجال، وتم تحديد موعد مع صاحب الشركة المختارة، ليتكرر نفس المشهد السابق، حيث دخل السيسى فى وصلة من الفصال مع صاحب الشركة، الأمر الذى مثل للأخير مفاجأة كبيرة. وفوجئ المرافقون للرئيس أثناء افتتاحه بعض مشروعات القوات المسلحة خلال ديسمبر الماضى، بمسرح الجلاء، بثورة الرئيس «إحنا بنصرف من جيوبنا»، معنفًا القائمين على بعض المشروعات، مطالبًا إياهم بضرورة الإسراع بضغط التكلفة.

 

وفي 2014 تبرع الرئيس بنصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه وبنصف ثروته، بما فيها ما ورثه عن والده.