الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

زيارة السيسى لليابان تجمع بين السياسة والاقتصاد وتحقق 5 أهداف

الرئيس نيوز

جمعت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لليابان، بين أهداف سياسة واقتصادية وبين اهتمامات الرئيس بالشأن المصرى الداخلى، ومسؤوليته كرئيس للاتحاد الإفريقى، ووازنت بين العلاقات المصرية اليابانية الثنائية المشتركة، والعلاقات المصرية الإفريقية اليابانية، فى ظل علاقات مصرية يابانية تاريخية، وشراكة استراتيجية يابانية إفريقية.

  

وما يسعى الرئيس السيسى إلى تحقيقه من انجازات سياسية واقتصادية لمصر يدعم قدرتها على مد يد العون لأشقائها فى إفريقيا، ويعزز تطلعات القارة التنموية المستقبلية، والارتقاء بمعيشة شعوبها وتطلعاتها لغد أفضل، ويؤكد أيضا نجاح مصر فى قيادة الاتحاد الإفريقى خلال عام رئاستها له.

 

حققت الزيارة عدة أهداف أولها: دعم وتعميق أواصر الصداقة والتعاون بين القاهرة وطوكيو، والتى تشهد حاليا تطورا إيجابيا فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وفى مجال التنمية، ثانيا: طرح الرؤية المصرية تجاه قضية التنمية الشاملة فى إفريقيا، والتى تتضمن تأكيد أهمية القدرات البشرية فى العمل المشترك، ثالثا: التأكيد على ضرورة إيلاء الاهتمام الكافى بالشباب الإفريقى بزيادة الاهتمام بالتعليم، وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط فى سوق العمل، ورفع معدلات الإنتاجية والنمو، والتركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة وتعزيز البنية التحتية العابرة للحدود فى القارة.

 

رابعا: العمل على إيجاد تحالفات رائدة للاستثمار فى البنية التحتية، خامسا: تعزيز و دعم تكتل اليابان إفريقيا (تيكاد) فى زمن التكتلات التجارية الضخمة، والحرب الاقتصادية والتكنولوجية الشرسة بين القوى الكبرى وصراع الموارد والثروات.

 

على الصعيدين السياسى والاقتصادى الثنائى، تجمع بين مصر واليابان وجهات نظر متقاربة فى العديد من القضايا الدولية، مثل نزع السلاح، وحفظ السلام وحماية البيئة والحوار بين الحضارات والثقافات، فيما زادت الاستثمارات اليابانية فى مصر لتصل إلى 162 مليون دولار للعام المالى 2017/2018، وارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2018 بنسبة 30.5 % حيث بلغ 1.565 مليار دولار مقارنة بنحو 969 مليون دولار خلال عام 2017.

 

ودعما للعلاقات الثنائية، استقبل إمبراطور اليابان الجديد ناروهيتو الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالقصر الإمبراطورى، ومن جهة أخرى تطرقت مباحثات القمة الثنائية التى جمعت بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليابان شينزو آبى سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية فى جميع المجالات والتى تقوم على المصالح المتبادلة، إلى جانب عقد سلسلة من اللقاءات على هامش تيكاد 7 (مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية فى إفريقيا) لتشجيع وجذب الاستثمارات اليابانية.

 

وتحرص مصر على تعزيز آليات التعاون بين البلدين، خاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والاستفادة من الخبرات اليابانية فى إنشاء مدينة العلوم والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة، والأكاديمية العليا للعلوم وتبادل الخبرات بين العلماء المصريين واليابانيين فى المجالات البحثية ذات الاهتمام المشترك، وتقوم الشراكة التعليمية بين البلدين على الاستفادة من مميزات التعليم اليابانى، من خلال تسهيل الحكومة المصرية إنشاء المدارس اليابانية فى مصر، وكذلك الجامعة المصرية – اليابانية فى برج العرب.

 

وتمول اليابان العديد من المشروعات الأثرية والتنموية والبيئية فى مصر من خلال برامج من القروض الميسرة والمنح، و أبرزها مشروع المتحف الكبير، والجامعة المصرية – اليابانية للعلوم والتكنولوجيا والخط الرابع لمترو الأنفاق، بالإضافة إلى العديد من المشروعات الاستثمارية الهامة فى مجالات التجارة والصناعة والنقل والزراعة والكهرباء وتنمية وتطوير القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتبلغ قيمة التمويلات والمنح المقدمة من اليابان لدعم التعليم فى مصر 282 مليون دولار منها 169 مليون دولار للمدارس المصرية اليابانية .

 

وعلى الصعيدين السياسى والاقتصادى الإفريقى، تشهد العلاقات اليابانية الإفريقية تطورا مستندا على حجم التبادل بينهما والذى زاد بنسبة 8ر2 فى المائة ، وعززت قمة التيكاد التعاون الثلاثى بين مصر واليابان وإفريقيا من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ووكالة جايكا اليابانية والبنك اليابانى .

 

ومن هذا المنطلق، أكد الرئيس السيسى أن قمة التيكاد 7، شكلت منعطفا مهما فى دفع التعاون بين دول الاتحاد الإفريقى واليابان، حيث وجهت بوصلة الاهتمام لتطوير الموارد البشرية، بما يتسق مع الواقع الإفريقى، والأولوية التى تعطيها دول القارة لشبابها الذين يشكلون قرابة 65 % من سكان القارة.

 

وأشار إلى إقرار القمة ما يتطلع الاتحاد لتنفيذه فى إطار خطة العمل وحددت آفاق التعاون للسنوات الثلاث القادمة سعيا لتحقيق تطلعات شعوبنا فى الاستقرار والسلام والتحديث والرخاء والتصدى للتحديات التى تواجهها، وذلك من خلال تهيئة المناخ المناسب لتحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، استنادا إلى مجموعة من الأفكار المبتكرة التى تتناسب مع الواقع وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية.

 

وركزت القمة تحت شعار "إحراز التقدم فى إفريقيا من خلال الإنسان والابتكار"، على ثلاث ركائز أساسية هى التحول الاقتصادى، وبناء مجتمع مستدام للأمن البشرى، وتحقيق السلام والاستقرار، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الخاص من خلال الشراكة والتضامن بين القطاعين العام والخاص وتوسيع نطاق الأعمال التجارية، وتحسين بيئة الأعمال والمؤسسات خاصة، و تعتزم تقديم مساعدات تنموية لإفريقيا خلال هذا المؤتمر، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين اليابان والدول الإفريقية.

 

ونجحت القمة فى ترسيخ تطوير التعاون التجارى والاقتصادى مع القارة الإفريقية، خاصة بعد دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ فى نهاية شهر مايو الماضى، حيث تمثل تلك الاتفاقية إحدى أدوات التكامل بين دول القارة فى إطار أجندة إفريقيا 2063 للتنمية المستدامة إلى جانب تحقيق السلم والأمن فى إفريقيا وتعزيز الحوار السياسى بين إفريقيا وشركائها للتنمية وحشد الدعم لصالح التنمية الإفريقية التنمية.

 

ويعد مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية (تيكاد) أحد أهم القمم والتجمعات التى تساهم فى تنمية وتطور القارة السمراء، حيث يلعب المؤتمر دورا كبيرا فى تسهيل وتعزيز الحوار السياسى رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركاء التنمية بشأن القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادى، والتجارة، والاستثمار، والتنمية المستدامة، والأمن الإنسانى، والسلم والاستقرار.

 

ويحظى التعاون بين اليابان وإفريقيا بتاريخ طويل على المستويين الثنائى ومتعدد الأطراف، حيث تستضيف اليابان منذ عام 1993 قمة التيكاد والتى أطلقتها بعد الحرب الباردة مباشرة، بهدف تنمية إفريقيا من خلال عقد شراكة مع المجتمع الدولى لتحقيق النهوض والتنمية فى القارة ، وتعزيز الحوار السياسى رفيع المستوى بين إفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية حيث شكل المؤتمر عاملا محفزا لإعادة التركيز الدولى على احتياجات التنمية فى إفريقيا.