الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«أذرع إيران» تثير فوضى.. وخبراء: إيران تفخخ الشرق الأوسط

الرئيس نيوز


تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر غير المسبوق، تنذر بحرب كبرى تأكل الأخضر اليابس.

ويتصدر مشهد الحرب إيران والتي تأتي إلى جانب إسرائيل في طليعة الأطراف الإقليميين المستببين في اشتعال المشهد، ودق طبول الحرب.

ويرى مراقبون، أن تشابكات ايران وتحالفاتها في المنطقة العربية، جعلها تتخذ أذرع وميلشيات عسكرية لتنفيذ أجندتها ولخدمة مخططها في السيطرة علي المنطقة برمتها، جعلتها هدفاً للقوى الدولية والاقليمية، ما تسبب في نشوب حرب بالوكالة بين إيران ودول الخليج في اليمن، وبين إيران وإسرائيل في كلاً من العراق وسوريا ولبنان.

وتزامناً مع حالة التوتر القائمة في المنطقة، والتي تعاظمت خلال الشهرين الماضيين  بين الولايات المتحدة الاميريكة وإيران في منطقة الخليج، شنت إسرائيل خلال الفترة الممتدة منذ التاسع عشر من يوليو الماضي وحتى الخامس والعشرين من أغسطس الجاري، عدة هجمات على أكثر من جبهة تخص أذرع طهران في سوريا، العراق، لبنان، استهدفت تدمير قواعد، ومنع إقامة مواطئ قدم، أو ممرات لتهريب السلاح لأذرع إيران العسكرية هناك.

الخبير في الشؤون العربية والإقليمية بمركز دراسات الشرق الأوسط، حسين البحيري، قال لـ"الرئيس نيوز" كلا من إيران وإسرائيل لديهما استراتيجية متشابهة في الحرب، فاسرائيل منذ نشأتها تتبني استراتيجية نقل الحروب المحتمل وقوعها مع العرب إلى أراضي الخصوم، وإيران منذ ثمانينيات القرن العشرين تبنت هي الأخرى إستراتيجية تقوم على إنشاء ميليشيات تابعة لها في الجوار الإقليمي، وعلى تخوم الدول التي تشكل مصدر تهديد لها، بحيث تتولى هذه الميليشيات الرد على مصادر التهديد حال قيام الدول المعادية، بأعمال من شأنها التأثير على المصالح الإيرانية في المنطقة، دون أن اللجوء للاشتباك المباشر مع هذه الدول.

وأشار إلى أنها بذلت جهودا لدعم ميليشيات حزب الله في لبنان وسوريا، والحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، لجعلها جبهات متقدمة في مواجهة أعدائها كإسرائيل، الولايات المتحدة، وبعض دول الخليج.

وأضاف البحيري، اعتقد أن النظام الايراني لن يفلح في تأمين بقائه اعتمادًا على دعم وتقوية ميليشياته وأذرعه الإقليمية، عبر محالة مقايضة تأمين بقائه كنظام بتفكيك مليشياته في دول الجوار.

بدوره قال الخبير العسكري، خالد فهمي لـ"الرئيس نيوز" عقب غزو الكويت سنة 1990 وما تبعها من تدمير العراق وحصاره وصولاً لغزوه سنة 2003 ، تحول العراق لحديقة خلفية لإيران ولملعب للصراع الإيرانى - السعودى، وتمددت إيران حتى وصلت لليمن ونقلت الحرب للحدود اليمنية السعودية، وتحول حزب الله فى لبنان لقوى عسكرية كبرى حتى ولو لم يحارب إسرائيل منذ عام 2006 ووصلت الفيالق العسكرية الإيرانية إلى سوريا، وصارت إيران خلال أقل من 4 عقود من الثورة الاسلامية، قوة إقليمية فى منطقة الخليج العربي وحاملة لمفتاح العبور من مضيق "هرمز".

ورغم التمدد الايراني في المنطقة فإن الخبير في الشؤون الايرانية، علي عاطف، يرى بأنه لا توجد ضمانات حقيقية بأن تتعامل الميليشيات الايرانية في دول المنطقة مع الأوامر الإيرانية بانصياع تام، قائلاً: هذه الميليشيات تبقي على استعدادها لتخفيف الضغوط الدولية والإقليمية على طهران، ولكن حساباتها قد تختلف إذا ما ظهر أن إيران قد تقدمها كبش فداء حال تعرض طهران لضغوط أشد أو لحرب واسعة النطاق تستهدف وجودها ذاته داخل أراضيها.

من جانبه قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية، أيمن فرج، أن إسرائيل وجهت ضرباتها إلى الحشد الشعبي (العراق) وفيلق القدس (سوريا) وحزب الله (لبنان) لانها تُدرك أن إيران ستردع مليشياتها من الرد خوفاً حدوث تداعيات أكبر تزيد من التوتر وتقود إلى حرب واسعة تتعرض فيها إيران للدمار الشامل. وأضاف فراج، الضربات التي وجهت لميلشيات ايران جسدت رغبة "نتنياهو في تقوية مكانته السياسية وهو مقبل على انتخابات عامة في سبتمبر القادم، إختبار إسرائيل لأحدث طائراتها من طراز F35 المعدلة بتكنولوجيا محلية.

وتابع فرج، الأهم من ذلك أن نتنياهو كان يسعى من تكثيف المجهود العسكري ضد إيران وحلفائها في المنطقة إجهاض صفقة التي خطط لها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الايراني، جواد ظريف - تمت فعلياً مع أعلان ترامب موافقته عمليا على تخفيف أثر العقوبات على إيران، واستعداده لقمة مع روحاني - والتي تم إعدادها بمهارة دبلوماسية فائقة لتخفيف آثار العقوبات الأميركية على إيران، وفتح الباب لها لإعادة تصدير نفطها، والسعي لعقد قمة بين روحاني وترامب، تمهيدا لمفاوضات قد تفضي إلى تعديل الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة.