الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصة زيارة السادات للساحل الشمالي عام 1975: "المنطقة ستكون مصدر دخل لمصر"

الرئيس نيوز




في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بعد حرب أكتوبر بأشهر، بدأ التفكير في إنشاء مجتمعات ومناطق عمرانية جديدة، لذلك عهد الرئيس الراحل أنور السادات إلى حسب الله الكفراوي بهذه المهمة، وهو الرجل الذي أطلق عليه لقب "أبو المدن الجديدة".
بدأ "الكفراوي" الذي تولى عدة وزارات بمسميات مختلفة لكن بهدف واحد مثل وزير التعمير والإسكان ووزير المجتمعات الجديدة ووزير استصلاح الأراضي؛ مشروعه لإنشاء 17 مدينة جديدة، بالإضافة إلى عدة مناطق عمرانية.
إحدى هذه المناطق الجديد كانت "الساحل الشمالي" وهي المنطقة التي تشمل غرب الإسكندرية مرورا بكل من الحمام، العلمين، سيدي عبد الرحمن، الضبعة، رأس الحكمة، ومرسى مطروح، سيدي براني، وحتى معبر السلوم. وقد بدأ "الكفراوي" المشروع بقرى سياحية بأسماء إسبانية مثل"مراقيا" و"ماربيلا" و"مارينا".
بعد أكثر من 40 سنة على إطلاق المشروع بقرى سياحية كان للطبقات الثرية النصيب الأكبر منها، باتت المنطقة حاليا وجهة كبرى لاستثمار الدولة، ويتجلى ذلك في مدينة العلمين الجديدة التي أطقلها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير من العام الماضي.
ومع مرور أكثر من سنة على المشروع، وإنشاء عدة مؤسسات رسمية مثل مقر مجلس الوزراء الذي انعقدت به الحكومة قبل أسابيع، ومسجد الماسة الذي أدى فيه الرئيس صلاة عيد الأضحى مؤخرا، اتجهت الأنظار أكثر إلى المنطقة.
وحاليا، أصبح "الساحل الشمالي" وجهة الفنانين لإقامة حفلاتهم الفنية سواء المصريين أو العرب أو الأجانب.
وفي أرشيف فترة السبعينيات، زار الرئيس الراحل أنور السادات الساحل الشمالي عام 1975، واجتمع القيادات السياسية والشعبية للمنطقة على الحدود الغربية، وتحديدا بمدينة السلوم في 14 أغسطس من ذلك العام.
ويظهر "السادات" في الصورة وهو مجتمع بقيادات المنطقة داخل خيمة بدوية بمدينة السلوم، وكان يجلس على الأرض وعلى يمينه نائبه آنذاك محمد حسني مبارك، وعلى يساره رئيس الوزراء ممدوح سالم ووزير الحربية الفريق محمد عبد الغني الجمسي.

وبدأ السادات كلمته قائلا: "يسعدني أعظم سعادة أن أجتمع بأهلنا ورجالنا من مشايخ وعمد ورجال القبائل في الصحراء الغربية. إنكم في الواقع تقفون علي حدود مصر الغربية منذ الأزل تدافعون عنها ضد أي شيء غريب، ونحن كعرب كل شخص منا يقف في مكانه ويعلم أنه لا يجوز للغريب أن يدخل في منطقتنا أو حدوده دون استئذان لأن لنا سلوكا وأدابا وحدودا".
وأضاف مخاطبًا الأهالي: "أريد أن أطمئنكم على شيء.. ذلك أن أرضكم هنا في الصحراء الغربية أدخلناها في الخطة المقبلة والتخطيط الكبير للدولة لكي تقوم المدن في الصحراء الغربية ويبدأ العمران الكامل بها".
وأكمل بشكل أكثر تحديدا: "لقد وافقت منذ يومين علي قبول أعداد من أبنائكم في الكليات العملية، مراعين في ذلك ظروف البيئة".
ثم يقدم لهم تعهدا آخر قائلا: "كما وافقت أيضا علي أن تقوم بمرسى مطروح منطقة حرة مثل بورسعيد تماما، وأنا واثق تماما من استطاعتكم مع المحافظ دفع هذه المنطقة الحرة إلى الأمام لكي تكونوا أنتم مصدرا من المصادر التي تمول باقي الجمهورية من ذلك التجارة والاستثمار".
ويكشف الرئيس الراحل عن أنه لم يكن رأى بعض المناطق على حدود مصر من قبل: "لقد زرت قبل مجيئي إليكم السلوم لأنني لم أزرها من قبل، بالرغم من أنني عملت في الصحراء منذ 35 سنة من الإسكندرية إلى مطروح.. وقد رافقني في هذه الجولة بالطائرة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الحربية ومحافظ مطروح، وكنت سعيدا لأنني شاهدت الحدود لأول مرة لا لشيء إلا لأن هذه المنطقة من الإسكندرية إلى السلوم أدخلناها في التخطيط الجديد للدولة لكي تقوم بها المدن السياحية والصناعية وتقوم بها صناعة وزراعة".
ثم يوجه رسالة للأهالي قائلا: "كل ما أوصيكم به ونحن نبني مصر من جديد بعد السادس من أكتوبر أن نرتفع على الحزازات والأحقاد، ذلك لأننا يجب أن نبني مصر بالحب وبالقيم التي تعودنا عليها ســواء كان ذلك في البادية أم في المدينة".
وأتبع: "إن كل فرد منا عليه واجبات، وأؤكد لكم من ناحيتي أنه لا بد أن تكون الصحراء الغربية في المستقبل مكانا للرخاء في مصر من أجل العائلة كلها"، في إشارة إلى مصر كما كان يسميها.