الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أخونة فرنسا!".. هل تحبط باريس خطة التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية؟

الرئيس نيوز

صدر تقرير مؤخرًا يعيد التأكيد على المشروع الطموح للتنظيم الدولي للإخوان، ولكن هذه المرة من فرنسا.

يجد المسلمون الفرنسيون أنفسهم محاصرين بجماعة الإخوان كلما أرادوا ممارسة طقوسهم الدينية، ما يؤدي في كثير من الحالات إلى ضلالهم – والانجراف إلى طريق متطرف يؤذي هؤلاء المسلمين والشعب الفرنسي عمومًا بل ويضر بالإسلام نفسه.

في أوائل شهر أغسطس، نشرت المجلة الاستقصائية التي تصدر في باريس مقالاً متعمقًا كتبها الصحفي الباكستاني طه صديقي، الذي كشف أن كل شيء يتعلق بالإسلام في فرنسا، من المساجد المحلية والمنظمات غير الحكومية، إلى التمثيل أمام السلطات يحتكره التنظيم الدولي.

ومن خلال ترسيخ سيطرتهم على الجاليات الإسلامية، وإقامة اتصال بين المجتمعات الإسلامية في الغرب، كان تنظيم الإخوان أقرب من أي وقت مضى إلى هدفه في أعقاب الربيع العربي. فقد تعرض الإخوان لضربة شعبية طاغية في مصر عندما تم الإطاحة بنظامهم في عام 2013، ما أغضب قطر وتركيا الداعمين الرئيسييين للتنظيم بالمأوى والأموال بعد عقود من التفاني منذ تأسيسه في عام 1928 في مصر، مرورًا بإعدام منظر الجماعة الرئيسي؛ سيد قطب، الذي ظل حتى يومنا هذا ملهمًا لأكثر المنظمات الإرهابية دموية، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.

ظل تنظيم الإخوان موجودًا في فرنسا منذ عقود، ولكن مع تزايد الدعم المالي والسياسي القوي الذي يتمتع به منذ سنوات عديدة، شهدت فرنسا موجة من العنف الإسلامي، مما دفع السلطات إلى مواجهة دوامة التطرف بحزم.

وحدد صديقي اتحاد مسلمي فرنسا كمثال على وجه إخواني صرف في فرنسا. تأسس الاتحاد في عام 1983، ويضم 1600 عضوًا وأكثر من 600 منظمة غير حكومية تابعة. كان يطلق عليه ذات مرة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، لكنه عاد للواجهة في عام 2017 تحت اسم آخر. وصنفته الإمارات العربية المتحدة كمنظمة إرهابية بسبب صلاته القوية بالإخوان.

وكما يقول صديقي، فإن العديد من الأعضاء والفروع بالجماعة أنشأوا منظمات إرهابية أو ارتكبوا أعمالاً إرهابية، وأبرزهم أيمن الظواهري، الزعيم الثاني لتنظيم القاعدة.

أجرت مجلة التحقيقات الأمريكية مقابلات مع محمد لويزي، أحد الزملاء السابقين لاتحاد مسلمي فرنسا، والذي كشف أن الاتحاد لا تزال مرتبطة بتنظيم الإخوان كما أنها "مركز لنشر التطرف الإسلامي في فرنسا"، بالإضافة إلى جمعية فرانس بلوريل (التعددية الفرنسية).

كان الشخصية الإسلامية الفرنسية أنور كيبيش زعيمًا لجمعية فرانس بلوريل واستمر ليصبح رئيس المجلس الفرنسي للإيمان الإسلامي (CFCM)، والذي تعترف بها الدولة الفرنسية نفسها. وقال لويزي لصحيفة التحقيقات إن كيبيش يؤمن أيضًا بأيديولوجية الإخوان ويرأس منظمة ترعاها الدولة، مما يشير إلى عمق تسلل الإخوان في فرنسا على الرغم من حرص السلطات الأمنية وتدقيق الدولة في أنشطتهم.

يقول لويزي إن الإخوان يسيطرون أيضًا على العديد من المساجد في فرنسا، إلى درجة قدرتهم على "عزل أي إمام لا يتوافق مع أفكارهم المتطرفة" من مسجده المحلي.

ويضيف لويزي: "بعد ذلك، دخلت قطر في الصورة، وبدأت في ضخ الأموال في برنامج تحت غطاء خيري أطلقته مؤسسة قطر الخيرية، كما أثبت ذلك الكتاب الأخير - أوراق قطر - كيف تمول الدولة الإسلام السياسي في فرنسا وأوروبا".

يبحث الصحفيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان تشيسنو في التمويل القطري للمنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا في أوراق قطر، ويوفران الوثائق الرسمية والشهادات، وفقًا لمجلة التحقيقات.

كما تلعب تركيا أيضًا دورًا مهمًا في دعم الإخوان في جميع أنحاء أوروبا. الأئمة الأجانب في فرنسا كثيرون، على عكس الأئمة المولودون في فرنسا والذين يفترض أنهم يفهمون الشباب الفرنسي المسلم أكثر. تم إرسال حوالي 151 إمامًا من قبل تركيا، و120 من الجزائر، و30 من المغرب، وفقًا لما أوردته جريدة التحقيقات الفرنسية.

وعبر الرئيس الفرنسي، في الكثير من المناسبات، عن رغبته التأكد من عدم وجود تمويل أجنبي داخل المنظمات الإسلامية العاملة في فرنسا. اقترح أيضًا تدريب رجال الدين / الأئمة في الداخل بدلاً من الخارج ويريد مزيدًا من الشفافية في مسألة جمع التبرعات الخيرية من المسلمين الفرنسيين، لكن السؤال الذي يبقى دون إجابة يقينية هو: هل تنجح الدولة الفرنسية في التصدي للزحف الإخواني على منظمات المجتمع المدني أم يواصل الإخوان تغلغلهم في أوربا حتى السيطرة على حكوماتها يومًا ما؟