الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"مصائب قوم..".. ارتفاع منسوب النيل الأزرق يسعد المصريين رغم الدمار

الرئيس نيوز


ـ السودان تعلن مصرع 46 شخصاً جراء الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار

ـ الري: الأمطار التي تسقط على شمال السودان ليست مؤشراً عن إيراد النهر

ـ الخرطوم وأديس أبابا: منسوب الفيضان العام الحالي الأعلى رغم الفواقد الضخمة في بحيرة السد الأثيوبي

 

 

ارتفع منسوب النيل الأزرق، عند محطة الديم على الحدود الاثيوبية السودانية، ليصل إلى  13.89 متر، أمس الثلاثاء،  وبتدفق يتجاوز 650 مليون متر مكعب يومياً، يتجاوز أرقام ما تم تسجيله في فيضانات 2018 و1988 و1984، مما أحدث أضراراً كبيرة في الجزيرة وسنار والولاية الشمالية، خاصة أن أعلى رقم تم تسجيله كان يوم 25 أغسطس 2006 وبلغ المنسوب 14.03 متر ، مما يزيد من احتمالية قرب وصوله لمصر.

بدأت موجة السيول والفيضانات المتكررة سنوياً على السودان، خلال شهر أغسطس الجاري، التي نتجت عن هطول الأمطار في معظم أنحاء البلاد بمعدلات عالية إلى متوسطة في ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل والشمالية والخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض وشمال وجنوب وغرب كردفان.

يأتي ذلك مع إطلاق وزارة الموارد المائية والري تصريحات حذرة، واستمرار الاستعداد لمواجهة الفيضان الذي يقترب من مصر ووصول التدفقات إلى بحيرة السد العالي، خلال أربعة أيام  إلى أسبوع، لكن الواقع في السودان واثيوبيا يؤكد أن منسوب فيضان العام الحالي الأعلى رغم الفواقد الضخمة في محيط بحيرة السد الاثيوبي، رغم محاولات السودان تخفيض التدفقات من مروى باتجاه الولاية الشمالية ومصر لخفض المناسيب وتقليل الأخطار شمال خزان مروى.

إلى ذلك، استعدت الوزارة لاستقبال العام المائي الممتد حتى سبتمبر المقبل، وفيضان النيل بحذر شديد، واتخاذ عدد من الإجراءات بالتنسيق مع بعثة الري في دولة السودان، تتضمن مراقبة الوضع عن طريق صور الأقمار الصناعية وانعقاد لجنة إيراد نهر النيل للمتابعة المستمرة.

وقال المهندس محمد السباعي المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري لـ "الرئيس نيوز"، انه تم الاستعداد لموجة الفيضان الحالية، ومن خلال مركز التنبؤ بالفيضانات وتحديد كميات الأمطار على دول المنبع وتم وضع خطط للتعامل معه.

وأوضح السباعي، أن السنة المائية ممتدة لمدة 3 شهور، ومر منها 16 يوماً فقط، وفي كل الأحوال الأمطار والفيضان شيء طبيعي في هذه الفترة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، والمتابعة مع البعثة المصرية في السودان والتواصل المباشر.

من جانيه، الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وتنفيذ أعمال الصيانة اللازمة لمنشآت السد العالي، ومفيضات الطوارئ والبوابات كإجراءات روتينية تأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات المتوقعة ، والمتابعة المستمرة لمعدلات الأمطار والمناسيب في المنابع ومنطقة البحيرات ووضع سيناريوهات بالفيضانات المحتملة وتحديد الإجراءات التي ستتبع مع كل سيناريو من السيناريوهات المتوقعة.

وأوضح وزير الري، أنه يتم من خلال المتابعات اليومية تحديث للتوقعات وتحديد السيناريو الأقرب للواقع بحيث يتم الحفاظ على الموارد المائية المتاحة ،وتعظيم الاستفادة من ايراد النهر، ومتابعة مؤشرات التنبؤ بالأمطار والسيول، ومشاركة معلومات التنبؤات مع كل الجهات المعنية لسرعة التعامل مع أي مخاطر يمكن أن تنجم عنها، بالإضافة إلى المتابعة مع بعثة الري المصرية في السودان.

قال الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بوزارة الموارد المائية والري، أن الأمطار التي تسقط على شمال السودان ليست مؤشراً عن إيراد النهر، وأن الوارد حتى الآن من المياه أقل عن نظيره عن نفس الفترة العام الماضي، ومن المبكر الحكم على حجم الفيضان، وعلينا الانتظار حتى نهاية سبتمبر لتضح الرؤية بشكل أشمل.

وقال الدكتور عباس شراقى، خبير المياه في مركز الدراسات الإفريقية، إن النيل الأزرق يمد نهر النيل بحوالي 60% من ايراده السنوي، الذى يبدأ من بحيرة تانا على ارتفاع 1800 م فوق سطح البحر متجها نحو الحدود السودانية لمسافة 900 كم، ثم يتجه نحو الخرطوم وعندها يتقابل مع النيل الأبيض ليكون النيل الرئيسى ثم يتجه شمالاً ليقابل آخر نهر أثيوبي "عطبرة"، بعد حوالى 300 كم ثم إلى أسوان.

وأوضح شراقي في تصريحات خاصة أنها رحلة تمتد لمدة أسبوعين من الحدود الاثيوبية، بينما استعدت بحيرة ناصر لاستقبال الفيضان الجديد، منذ منتصف يوليو الماضي، حتى نهاية أكتوبر المقبل ، موضحا أن المياه تصل إلى مصر بعد 3 أسابيع من بداية الموسم المطري فى السودان خلال أغسطس ، ومن ثم لا يمكن الحكم على كميات المياه الواردة من الفيضان إلا مع نهاية الموسم في شهر سبتمبر.

كانت وزارة الصحة السودانية أعلنت مصرع 46 شخصاً، خلال أسبوعين، جراء الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في جميع أنحاء البلاد، التي نتج عنها تضرر 9 آلاف و260 منزل، فيما انهار 595 منزلاً بشكل كلي، مع قطع العديد من الطرق الرئيسية.