الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"البارون إمبان".. خلاف أثرى حول ترميمه

الرئيس نيوز

 

ـ مختار الكسباني: القصر قد يتحول إلى مطعم عالمي تقام في حديقته حفلات فنية

ـ عبدالفتاح البنا: الشركة القائمة بأعمال الترميم لم تتمكن من التعامل مع لون القصر

 

قسمت النتائج التي وصلت إليها عمليات ترميم قصر "البارون امبان"، الأثري والتاريخي، وجهات النظر في مستوى الترميم، بين من يراه ترميماً تجارياً يتنافى مع أصول الترميم في العالم كله، ومن يراه ترميماً دقيقاً اعتمدت المواصفات القياسية لعمليات الترميم.

مختار الكسباني أستاذ الآثار، ومستشار المجلس الأعلى للآثار السابق، أكد أن أعمال الترميم تجري على ما يرام وتراعى جميع المقاييس العلمية، مشيراً إلى أن الشركة القائمة على الترميم استعانت بعقول فنية أشرف عليها الدكتور محمود مبروك بينما أشرف عليها آثرياً الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار في جامعة القاهرة.

وأضاف الكسباني: "ما يتم تناقله عبر وسائل السوشيال ميديا عن كون الترميم أخرج القصر من سياقه التاريخي، هو كلام غير منضبط تماماً، وأن اللجنة الفنية المشكلة قامت باستخدام المواد الطبيعية التي استخدمت في بناء القصر والتماثيل في عملية الترميم، مشيراً إلى وجود اقتراحات لكي يكون القصر مطعماً عالمياً، وتكون حديقته مسرحاً للحفلات الفنية الشبيهة بتلك الحفلات التي تقام في منطقة "مارينا"، في الساحل الشمالي.

في المقابل، قال الدكتور عبد الفتاح البنا، أستاذ الترميم في جامعة القاهرة، إن  عملية ترميم القصر تمت اجراؤها بعقلية رجال الأعمال وعقلية "الصنايعية"، لا بعقلية الفنان، مستنكراً طريقة الترميم بأكملها مشيراً إلى كون وزارة الآثار تمتلك العديد من الوثائق الخاصة بجميع القطع الأثرية بالقصر وجميع المواد الخام التي صنع منها القصر وبالتالي هذا يسهل عملية الترميم، وهو ما لا يوجد للعديد من الأعمال الأثرية، مضيفاً: "لم تتم الاستعانة بتلك الوثائق".

وأوضح  البنا: "كان من المفروض أن تشكل لجنة من مجموعة من الفنانين والأثريين وعلماء الترميم والمهتمين لوضع طريقة الترميم التي لا يمكن أن يحسب لها وقت زمني بخلاف ما حدث مع قصر البارون، لأن تحديد السقف الزمني نوع من الانحراف يخرج العمل الأثري من الشق الجمالي والفني الذي يحتاج إلى إبداع، إلى نوع من السبوبة الملتزمة بوقت للانتهاء ضارباً مثلاً بما حدث مع ترميم قصر "محمد علي"، حيث تم انهيار أعمدته بالكامل بعد فترة زمنية وجيزة من الترميم.

وأشار البنا إلى أن الشركة القائمة بأعمال الترميم لم تتمكن من التعامل مع لون القصر ولم تستطع الحصول على اللون الطبيعي والأصلي له، حيث استعان بناته الأوائل عام 1906 تقريباً بلون صخر يسمى "السناق الإمبراطوري" وهو لونه أرجواني وتم الانتهاء من أعمال تشطيب القصر وأعمال الزهو من هذا اللون الذى يميل للحمرة، ولم يتمكن "الصنايعية" من الوصول لهذه الدرجة ومعرفة أصلها وبالتالي خرج لون القصر بهذا الشكل الفج وفشلوا فشل ذريع في مضاهاة اللون".

أضاف البنا : "القصر مبني من مجموعة من الطوابق الخرسانية التي يمكن تحريكها وليست من الخرسانة المعروفة حالياً ولكن الشركة المنفذة لأعمال الترميم الحالي لم تعِ ذلك.

واختتم حديثه  بكون هذا القصر تحفة معمارية نادرة لولا يوجد فى مصر مثيل له وأن من شيده كان يريد تخليد أسمه لذا أختار له مجموعة من الفنانين المهرة والمبدعين وهو همل ليس من أجل الفناء أو تحويله لسبوبة وتجريده من أثريته ومن كونه عملاً فنيًا فريداً.

يُذكر أن قصر "البارون" شيَّده مليونير بلجيكي يدعى البارون ادوارد إمبان،  والذى عاش في مصر عقب قدومه من الهند مباشرة فى نهاية القرن19 وقام بتشييد القصر عام 1911، في منطقة مصر الجديدة على مساحة 12.500  ألف متر وفقًا لتصميم مهندس فرنسي يسمى، ألكسندر مارسيل، وهو تصميم يجمع بين الطراز الأوربي والهندي وهو القصر الوحيد في العالم الذي لا تغيب عنه الشمس طيلة فترة النهار، لتشييد قاعدته الخرسانية على عجلات، بحيث يلف القصر بمن فيه كل ساعة من الزمن.