الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

البغدادي يختار «المدمّر» خليفة له في تنظيم داعش.. 6 دلالات لهذا الاختيار

الرئيس نيوز

 أعلنت وكالة "أعماق" الإعلامية التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، عين العراقي التركماني عبدالله قرداش، المكنى بـ"أبو عمر قرداش"،  نائبا وخليفة بعده.

يشار إلى أن  "أبو عمر قرداش"،  كان ضابطا في الجيش العراقي السابق، وكان المسؤول الشرعي في تنظيم القاعدة، قبل تكوين تنظيم  داعش في سوريا والعراق عام 2014.

تم اعتقال "أبو عمر قرداش"،  في سجن "بوكا "، الذي أنشأته القوات الأمريكية في مدينة البصرة الجنوبية عقب دخولها إلى العراق عام 2003، وهو السجن الذي كان مسجونا به البغدادي نفسه حينها.

يلقب "أبو عمر قرداش"،  بـ"المدمر"، ويعرف عنه قسوته وشدته في التعامل مع خصوم التنظيم، ورغم نسبه إلى "التركمان"، إلا أن قيادات داخل داعش من بينهم إسماعيل العيثاوي تؤكد على "قرشيته".  

تولى "أبو عمر قرداش"،  منصب أمير "ديوان الأمن العام"، في سوريا والعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل داعش، والمسؤول عن حماية قيادات التنظيم، كما أشرف في وقت سابق على "ديوان المظالم"، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها داعش خلال سيطرته على المدن، كما تولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم الإرهابي، وأشرف بنفسه على عمليات التفخيخ أثناء معارك  التنظيم ضد الجيش الحر في سوريا. 

رشحه "أبوبكر العراقي"، نائب البغدادي السابق، ليكون قائدا لفرع التنظيم في لبنان، إبان تفكير التنظيم في إنشاء فرع هناك، لكن الفكرة ألغيت في وقت لاحق.

 كان "أبو عمر قرداش"،  أحد مرافقي البغدادي في الفيديو الأخير الذي بثه التنظيم بعنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، في إبريل 2019. 

ووفقا لمرجعيات داعشية، فإنه يلى "أبو عمر قرادش"، في خلافة البغدادي لقيادة التنظيم، كل من حجي عبد الناصر، العراقي الذي أدرجته الخارجية الأمريكية على قوائم الإرهاب نهاية عام 2018، ويتولى عبد الناصر،  قيادة ما يعرف بـ"اللجنة المفوضة"، وهي المسؤولة عن إدارة التنظيم الإرهابي، ويعين أعضاءها بقرار مباشر من البغدادي.

  تولى منصب "العسكري العام" لما يعرف بـ"ولاية الشام" سابقًا، وأشرف بنفسه على قيادة معارك التنظيم في الرقة، بحسب وثيقة سابقة نشرها عضو مكتب البحوث والإفتاء التابع لداعش "أبومحمد الحسيني الهاشمي".

ويلي عبد الناصر،  القيادي العراقي،  إسماعيل العيثاوي، المكنى بـ"أبوزيد العراقي"،  الذي تولى منصب نائب خليفة داعش خلال فترة من الفترات، وأشرف على لجنة كتابة المناهج الخاصة بالتنظيم.  

وفي كتابه الأخير المعنون بـ"كفوا الأيادي عن بيعة البغدادي" كشف القيادي الداعشي المنشق، "أبو محمد الحسيني الهاشمي"،  أن "أبوزيد العراقي"،  كان أحد المرشحين لخلافة البغدادي باعتباره "قرشيا عراقيا"، وهو أبرز الشروط التي يتم اختيار قادة التنظيم على أساسها.

وأشار الهاشمي، أن تركز قيادة التنظيم الإرهابي،  في يد مجموعة "القرشيين" تعود إلى نص مؤول ومأخوذ من كتاب صحيح البخاري،   تحت عنوان " باب الأمراء"،  يشير إلى أن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم أحد فيه إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين.

 ويعتبر "داعش" أن هذا النص، قاعدة أصولية تحدد ضوابط اختيار من يصفه بـ"أمير المؤمنين"؛ لذا يقصر مجلس شورى التنظيم وهو المسؤول عن اختيار "الزعيم"، اختياراته على المجموعة القرشية داخل التنظيم. 

ووفقا لتقرير سابق نشرته مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، فإن قتل أو اعتقال البغدادي لن يؤدي إلى اختفاء التنظيم الإرهابي، بل إن "داعش" سيسعى لتوظيف هذا الحدث في سياق عمليات الثأر، كما سيختار في وقت لاحق خليفة يقود فلوله المنتشرة في أنحاء العالم.

 

وعلق عمرو فاروق، باحث فى شئون الحركات الإسلامية، على  قرار زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، باختيار خليفة له، ونائبا للتنظيم حاليا، قائلا: "يطرح الكثير من الدلالات المهمة في تلك المرحلة الحرجة من عمر التنظيم الإرهابي سواء داخل سوريا والعراق، أو في مختلف المناطق التي يتمركز بها"

منها محاولة تجديد "البيعة الروحية"، بين قيادات وعناصر التنظيم وبين أبو بكر البغدادي ورجاله، وإنهاء الصراعات والانقسامات الداخلية التي مني بها التنظيم خلال المرحلة الأخيرة، والتأكيد على قدرة داعش في التمدد والبقاء والانتشار داخل جغرافية سياسية جديدة، والتأكيد على أن التنظيم مازال قادرا على توجية العديد من الضربات وتنفيذ العمليات الإرهابية في العمق الأفريقي والآسيوي و الأوروبي .

ومن الدلالات أيضا التأكيد على الاستراتيجية الجديدة لداعش وفق التحرك من خلال "إدارة مركزية متحركة ومسردبة أو مختفية"، تدير التنظيم عبر "غرف عمليات مركزية"، تسعى لتقوية الفروع والولايات، وتقوم بتوظيف الخلايا الكامنة وفق المصطلحات التنظيمية الجديدة المسمى بـ"خلايا التماسيح"، وهي خلايا كامنة موالية لداعش فكريا وليس تنظيميا، وسيتم تحريكها من خلال قيادات الفروع والولايات، مثلما حدث في الخلية التي نفذت تفجيرات سريلانكا، حيث أعلنت عقبها الأجهزة الأمنية أن سريلانكا، ليس فيها عناصر أو تمركزات موالية لداعش، وأنه ربما تكون جماعة خارجية شاركت في التنفيذ والتخطيط له.

وأشار إلى أن التنظيم يسعى لاستعادة هيبته إعلاميا، والقضاء على نفوذ تنظيم القاعدة، وقطع الطرق أمام طموحاته في الانفراد بالساحة الجهادية.