الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الجندي: انجاز الحكومة المرتقبة في السودان مشروط بمشاركة الحركات المسلحة

الرئيس نيوز


 


ألقت "حادثة الأبيض" بظلالها على المشهد السياسي السوداني، فقد تم الغاء اجتماع كان مقرراً بين وفدي التفاوض من "المجلس العسكري" و"قوى الحرية والتغيير" أمس الثلاثاء، لاستكمال المشاورات حول الإعلان الدستوري، كما تم تأجيل الدراسة في جميع مراحلها  في جميع المحليات إلى أجل مسمى، بقرار من المجلس العسكري، وبناء على طلب من "تجمع المهنيين السودانيين" و"لجنة المعلمين" حفاظاً على أرواح الطلاب.

في غضون ذلك، دعا الفريق أول عبدالفتاح البرهان في منتدي صحفي نقله التلفزيون الرسمي، قوى إعلان الحرية والتغيير إلى سرعة التفاوض وتكوين حكومة انتقالية وتعزيز الشراكة بينهما لإغلاق الطريق على الثورة المضادة، كما أوضح أن الانقلاب الأخير الذي فشل، تم باستعانة انقلابي القوات المسلحة بأشخاص من أحزاب سياسية، إضافة إلى حزبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، مشدداً على أنه لن تستطيع أي مجموعة أو كيان النيل من وحدة وتماسك القوات المسلحة السودانية.

من جانبه، غرّد جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أحد مكونات الجبهة الثورية التي تضم الحركات المسلحة، على حسابه "تويتر" مهاجماً "العسكري" و"قحت" قائلاً: "‏مطالبة "قحت" بنصيب الأسد في المجلس السيادي والمجلس التشريعي وكامل مجلس الوزراء مشاركة وحق، ومطالبة "المجلس العسكري" بنصيب في المجلس السيادي  مشاركة مشروعة، أما مطالبة الجبهة الثورية بمقاعد للسلام في مؤسسات الحكم الانتقالي فهي محاصصة ممقوتة(!) "مالكم كيف تحكمون".

المحلل السياسي السوداني، عثمان الجندي قال في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إن الفريق أول عبد الفتاح البرهان في حديثه لعدد من رؤساء تحرير الصحف لم يكشف عن أي مكون من مكونات الحرية والتغيير الأربعة وهذه المكونات من المستحيل في الوقت الراهن أن تتفق مع الإسلاميين الذين اتهموه صراحة بهذه المحاولة الانقلابية، حيث أنه هذه المكونات الأربعة أقرب للمجلس العسكري من أنصار النظام البائد، كما أن قوى الحرية والتغيير وهم قادة ثورة ديسمبر ضد نظام الإسلاميين، وأوضح الجندي قائلاً "ربما أراد "البرهان" بهذا الاتهام أن يرسل رسالة إلى جهة ما".

وأضاف "الجندي": "جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة أراد بهذه التغريدة أن يقول إن قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري يتفاوضون من أجل المناصب وهي محاصصة، فلماذا تكون حلالاً عليهم وحراماً على الجبهة الثورية التي تقاتل النظام البائد منذ عدة سنوات، وهو ما أسهم في إضعاف النظام وساعد ذلك قوى الحرية والتغيير في الإجهاز على فريسة تعسّر عليها المقاومة بسبب الحرب مع الجبهة الثورية، وغيرها من الحركات المسلحة".

وأوضح الجندي أن المفاوضات مع الحركات المسلحة ستكون أكثر تعقيداً مقارنة مع مفاوضات "قحت" و"العسكري"، مشيراً إلى أن هذه الحركات لها قوة على الأرض ولها مدنيون مناصرون خصوصاً في أماكن النزاعات، ولذلك هي جزء مهم من الحل في السودان وعدم مشاركتها في السلطة قطع شك لن تستطيع الحكومة المرتقبة أن تنجز أي ملف من ملفات السودان الشائكة".

يُشار إلى أن ﻘﻮﺍﺕ الأمن  قامت بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على طلاب مدينة "الأبيض"، كبرى مدن ولاية شمال كردفان، بعد خروجهم في مظاهرات للتنديد بالغلاء وعدم قدرتهم على تناول وجبة الإفطار، ورفضاً لقرار لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة والتلكؤ في الاتفاق والتوقيع على الإعلان الدستوري، ما أسفر  عن مقتل وإصابة العشرات.

كما  دعا الاتحاد الأفريقي اليوم الأربعاء، إلى تقديم الجناة، المتسبيين في مقتل تلاميذ، خلال احتجاج في مدينة الأبيض السودانية يوم أمس الأول الاثنين إلى المحاكمة سريعاً.