الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء يحددون سبباً خطيراً لارتفاع أسعار الأسماك.. "تعرف عليه"

الرئيس نيوز


ـ "البلطي" 37 جنيهاً و"البوري" 45 و"السبيط" 190 جنيهاً.. والخبراء: ثلاثة مليارات متر مكعب لا تتم معالجتها مما يؤثر على الثروة السمكية


حذر خبراء من استمرار التعديات ومصادر التلوث التي تهدد البحيرات الشمالية وتؤدي لزيادة نفوق الأسماك، مما يؤدى إلى ضياع مساحات كبيرة منها  وزيادة أسعارها في الأسواق، خاصة البلطي التي تعد السمكة الشعبية الأولى في مصر.

ولفت الخبراء، إلى أن إلقاء مخلفات المصانع في نهر النيل وخط رشيد ودمياط، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، لأن هذه المخلفات تؤدي إلى نقص الأكسجين، بما يتسبب في عدم قدرة الأسماك على التنفس، بالإضافة إلى زيادة كمية غاز الأمونيا الذي يقضي علي الأسماك، ونقص المعروض في الأسواق، كما يحدث هذه الأيام.

كشف تقرير لهيئة الثروة السمكية أن إتاج مصر السنوي من الأسماك 1.8 مليون طن، منها 20% من المصايد الطبيعية، تتصدرها سمكة البلطي النيلي، والتي تحتل مصر المركز الثاني بعد الصين في إنتاجها، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار البلطي نتيجة لانحسار كميات المصايد الطبيعية، ومنها نهر النيل والترع والبحيرات، بسبب زيادة التعديات والتلوث لصرف المخلفات الصناعية والزراعية، ما أدى إلى زيادة نفوق الأسماك.

وتواجه البحيرات خاصة الشمالية منها مشكلات كبيرة تعيق زيادة الإنتاج السمكي ومنها التعديات، خاصة المنزلة التي تقلصت مساحتها من 750 ألف فدان إلى 120 ألف فدان، مما يحتم ضرورة تطويرها للمساهمة في سد الفجوة وزيادة الإنتاج وخفض الأسعار الحالية، تطبيقاً لقرار رئيس الجمهورية بإنشاء قانون لتنمية وتطوير البحيرات، بينما ارتفع سعر كيلو السمك البلطي في الأسواق حالياً ليصل إلى 37 جنيهاً، كما زاد سعر كيلو السمك البوري وبلغ 45 جنيها، وهى الأسماك الشعبية، بينما بلغ سعر  كيلو السبيط 190 جنيها، وسعر فيليه البلطي 90 جنيها.

وبدأت وزارة الزراعة ممثلة في هيئة الثروة السمكية، وضع خطة لمواجهة التعديات ومصادر تلوث البحيرات التي تهدد الإنتاج السمكي والتي تصل إلى 11 بحيرة صناعية وطبيعية، منها بحيرة ناصر والتي تعد أكبر بحيرة صناعية في العالم، بالإضافة لأكثر من 10 بحيرات طبيعية منها بحيرة المنزلة  التي تدهورت حالتها بسبب التعديات والصرف الزراعي بها، وبحيرة البرلس ومريوط وادكو.

وقال وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت، أن مصر تحتل المركز الثامن عالميا والأول إفريقيا في مجال الاستزراع السمكي، حيث يصل إجمالي إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة في مصر إلى ما يزيد على 1.8 مليون طن، ويساهم الاستزراع السمكي بنسبة 80% منها، ويساهم إنتاج المصايد الطبيعية بنسبة 20% من إجمالي الإنتاج في مصر، وتصريح وزير الزراعة يجعل من البديهي سرعة تطوير مزارع الاستزراع السمكي لزيادة الإنتاج.

من جانبه حذر الدكتور مجدي خليل أستاذ البيئة المائية بعلوم عين شمس من زيادة التعديات على مساحات البحيرات المصرية وزيادة تلوثها بالصرف الصناعي والصحي مثل المخلفات الناتجة عن المصانع والمحملة بالمعادن الثقيلة ومنها الرصاص والكاديوم.

وأكد خليل في تصريحات خاصة لـ "الرئيس نيوز" أن العوامل السابقة تؤدي إلى إصابة المواطنين بأمراض عديدة، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر على المخلفات الصناعية والمعادن الثقيلة، وأضاف: "هناك ثلاثة مليارات متر مكعب لا يتم معالجتها مما يؤثر على الثروة السمكية ويؤدي لاختفاء أنواع كثيرة منها خاصة أنها من الكائنات ذوات الدم البارد، وزيادة أسعار الأسماك الشعبية ومنها البلطي".

من جانبه، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين إن الخطر الذي يهدد هذه الثروة السمكية الطبيعية هو التلوث، حيث يؤدي التلوث بالمخلفات الصناعية والزراعية إلى انتشار الأمراض الفيروسية والبكتيرية، مما يؤدى إلى نفوق الأسماك، وبالتالي إلى زيادة أسعارها، كنتيجة طبيعية لقلة المعروض، حيث يرتبط الاستزراع السمكي بمواسم ومواعيد محددة، مع قلة مصائد الأسماك الطبيعية في مصر هي نهر النيل والترع والمصارف والبحيرات.

وأوضح نقيب الفلاحين، أنه بالرغم من أن مصر إنتاجها من الأسماك بلغ 1.8 مليون طن منها 20% من المصايد الطبيعية وهى نسبة متدنية، موضحا أن الدولة بدأت في العمل على الاستفادة القصوى من المصائد الطبيعية، من خلال تحديث وتعديل التشريعات كتحديث قانون الصيد رقم 124 لسنة 1983، وتطوير البحيرات، وازالة التعديات التي تقع عليها مثل ما حدث في بحيرة البرلس وبحيرة قارون، وبحيرة، المنزلة، وادكو، ومريوط، وبحيرة ناصر، كما قامت بتطوير المفرخات بإنتاج أكثر من 180 مليون وحدة زريعة.

كان محمد زين الدين، عضو مجلس النواب، تقدم بطلب إحاطة بضرورة تفعيل دور الأطباء البيطريين لمكافحة أمراض الأسماك بعد نفوق عدة أنواع بالبحيرات وتراجع الثروة السمكية، خاصة في ظل تدهور الإنتاج لتلوث مياه البحيرات المصرية بالقمامة والصرف الصحي ومخلفات المصانع، مما أدى إلى زيادة نفوق أسماك البحيرات وارتفاع أسعارها بشكل كبير.