الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"مواجهات المضايق".. هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟

الرئيس نيوز

تدور في الفترة الأخيرة رحى حرب تكسير عظام بين قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحاد وبريطانيا، علي مواقع النفط والغاز وطرق التجارة العالمية، وخطوط الترانزيت ومنافذ بيع السلاح.

تجليات هذه الحرب ظهرت في محاولات السيطرة علي المنافذ البحرية الأكثر أهمية في تجارة النفط وحركة التجارة العالمية بصفة عامة وهي مضيق هرمز وباب المندب وأخيرا جبل طارق.

ويرى خبراء أن "جبل طارق - هرمز – المندب"، ممرات الملاحة الثلاث الأهم أصبحت مباشرة تحت التهديد الأميركي، لمنع مد "طريق الحرير الصيني" وهومشروع الصين الاقتصادي الذي سيحكم العالم وهذا فقط سبب الحرب، فالحرب الحقيقية أميركية –صينية، وما يظهر من تشنج إيراني - أميركي هو ظلها، وأن التصعيد في مضيق هرمز الهدف منه ليس إيران وإنما الضعط علي الصين.

مراقبون قالوا إن مضيقا هرمز وباب المندب نقطة مواجهة بين أميركا والصين، حيث تُتهم ايران في هرمز والحوثيين في البحر الأحمر بتهديد الملاحة، إضافة إلى ذلك فإن محاولة إخراج مضيق هرمز عن سيطرة إيران، ستكلف العالم انهيار منظومته الأمنية في كل ممرات الملاحة، لأن ايران تصر على مواصلة القيام بدور "شرطي الخليج"، بعد تغير نظام الشاه الإيراني قبل 40 عاماً، ولكنه شرطي لم يعد يتبع الولايات المتحدة الأميركية، التي لاتقبل أن يعمل الشرطي القديم لصالح روسيا والصين، وتفشل بصناعة شرطي جديد.

بدوره قال الخبير في الشؤون العربية، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، الدكتور حسين بحيري، إن الحرب الحقيقية هي حرب أميركية -صينية، وايران رأس حربة في المحور الصيني، ويمكنها تحريك الأمور بما يضمن بقاء النشاط والتوسع الاقتصادي الصيني في العالم، مشيراً إلى أنه رغم القيود على الاقتصاد والنفط الإيراني، وتمزيق ورقة الاتفاق الوحيد الذي كان يمكنه تحرير الاقتصاد الإيراني وهو "الاتفاق النووي"، إلا أن إيران مازالت هي الشريك الاقتصادي الأهم للصين، بجانب روسيا.

وأضاف بحيري، واشنطن تتخبط بسياستها الاقتصادية، وابتزازها العسكري، والسياسي، لدول النفط العربية، الذي لا يمكنه أن يكون مصدر دخلها الوحيد، أو حائط سد في منع توسع الغول الصيني، الذي يستخدم هو بدوره الدول العربية النفطية وغير النفطية، مشدداً على أن مضيق هرمز ومن بعده مضيق باب المندب الآن هو نقطة المواجهة بين أمريكا والصين، حيث تود أميركا تشكيل حلف بحري عسكري لحماية ناقلات النفط، وتود من الصين ان تدفع مقابل الحماية الأمريكية.

الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد السعيد إدريس، قال لـ"الرئيس نيوز": "الدولة التي يمكنها الهجوم على ممرات وناقلات النفط،والمنشأت الحيوية، وتفجير المنطقة هي إيران أما أمريكا فهي توسع قاعدتها وتزيد عدد قطعها العسكرية.

وأضاف إدريس، "إيران عبر حلفائها في اليمن، يمكنها بالفعل السيطرة على باب المندب وتهديد أمريكا هناك، وليس فقط في هرمز، وسبق لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإعلان عن ذلك بوضوح "نحن لا نتواجد فقط في هرمز بل أيضا في باب المندب".

وأشار إدريس، إلى أن التواجد الإيراني عبر الحلفاء الحوثيين في البحر الأحمر ليس مفاجئاً، إلا أن المفاجئ هو التواجد العسكري الصيني، حيث تتواجد الآن قاعدة عسكرية صينية، على الضفة الأفريقية للبحر الأحمر في جيبوتي، فمن الوهم التوقع أن تسمح الصين لأميركا بتهديد تجارتها ومصالحها الاقتصادية عبر العالم، وهي تستعد لمد طريق الحرير، لذلك من وجهة نظر صينية -إيرانية - روسية فإن المهدد الأول لتجارة النفط والممرات العالمية هي أميركا وليست إيران، وأن من سيحمي العالم هي الصين مع الحليف الإيراني وأذرعه في المنطقة.

ويرى الخبير في الشؤون الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل ولكن بمعايير مختلفة عن الحروب التقليدية، وهناك مؤشرات مهمة على بداية هذه الحرب العالمية التي تدور في أماكن متفرقة وبوتائر مختلفة ومتفاوتة، قائلاً: هذه الحرب بدأت في أماكن متعددة بداية من جورجيا في أغسطس 2008، ثم أوكرانيا في 2013، وبانتشار الدرع الصاروخية في أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان ورومانيا وبولندا.

من جانبه قال الخبير في الشؤون الدولية والروسية، أشرف الصباغ، التحركات العسكرية الأميركية نحو منطقة الخليج ليست مجرد تهديدات، وإنما تحركات جادة وحقيقية وموجهة ليس فقط إلى إيران، بل وإلى روسيا وتركيا وأي خصم آخر محتمل، ولكي تكون قريبة من مواقع تشهد تمددا روسيا في العديد من دول الخليج التي تريد تنويع علاقاتها.

ولفت إلى أن "الشرطي الأميركي" يريد التربح بشتى الطرق والوسائل، وهو لا يحصل من دول الخليج على الأموال فقط، بل وأيضا على القواعد العسكرية والتسهيلات الاقتصادية والأمنية.

وتابع الصباغ، "هناك رغبة روسية في الحصول علي مناطق نفوذ في البحر المتوسط، الذي يعد تاريخياً تحت سيطرة أميركا والغرب، ورغبة روسيا في اقتحامه، سيؤدي إلى احتكاكات بكل الأشكال، وبالتأكيد سيتسبب ذلك في توتر منطقة حوض البحر المتوسط، لأن الصراع الحالي بين روسيا والصين وأميركا والغرب ليس صراعاً أيديولوجياً، بل هو صراع مصالح على مواقع النفط والغاز ومنافذ بيع السلاح وخطوط الترانزيت".