الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد التدخل التركي في ليبيا.. هكذا سقطت "غريان"

الرئيس نيوز

مازالت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبي، برئاسة فائز السراج تحتفل بالسيطرة على مدينة غريان، واستعادتها من قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ما أثار تساؤلات حول كيفية سقوطها وأهميتها في معركة تحرير طرابلس.

المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابع للجيش الوطني الليبي، أصدر بياناً توضيحاً بشأن الواقعة أكد خلاله تعامل قوات الجيش الوطني الليبي بمسئولية مع مدينة "غريان" و"القواسم".

وشدد البيان على أن قوات الجيش لم تقتحم البيوت ولم تقم بشن حملات اعتقال، عكس ما قامت به الميلشيات التي مصدر عيشها الفساد والسطو والرزق الحرام لايمكن لها أن تستقيم أو تطالب بدولة مؤسسات، وفقاً لما ورد في البيان.

وأضاف البيان على أن ماحدث في مدينة "غريان" هو انجرار وراء مجموعة من الأرزقيين الذين لم يعوا معنى التسامح الذي تعاملت به القوات المسلحة، مشدداً على أن كل من تآمر من أجل بقاء تنظيم الاخوان وميليشياته واستمراره في نهب ثروة ليبيا وإذلال شعبها والعبث بسيادتها سيطاله القصاص العادل.

وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، في لقاء على قناة "ليبيا الحدث"،  أن الخلايا النائمة في مدينة "غريان" ساندت المليشيات، وأن ظهور الأسلحة المختبئة جاء في الوقت المناسب قبل السيطرة على طرابلس.

وشدد "المسماري" على أن التقارير الأمنية منذ بداية دخول الجيش إلى غريان أكدت أنها منطقة غير آمنة، ولكن الجيش الليبي تعامل معها كوحدة اجتماعية أعلنت تأييدها للجيش.

واتهم المسماري تركيا مجدداً بمساعدة الجماعات الإرهابية في التقدم باتجاه غريان، وتنفيذ 8 طلعات جوية من طائرات تركية بدون طيار على مناطق بغريان، قائلاً: "الموجة القطرية التركية يعملون لصالح مخابرات أكبر منهم، ولكن الشعب الليبي أكبر منهم"، كما أكد قيام الميلشيات بنحو 32 محاولة للسيطرة على مطار طرابلس ولكنها فشلت جميعاً.

وعلى جانب آخر، كشف المسماري في مؤتمر صحفي، عن مبادرة للجيش تتضمن تشكيل حكومة كفاءات مؤقتة لإدارة شئون ليبيا، فضلاً عن إجراء حوار وطني بمشاركة الأطراف الليبية، برعاية أممية بعد السيطرة على طرابلس.

وفي السياق، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة العميد خالد المحجوب، في اتصال هاتفي على قناة "ليبيا الحدث"  إن ماحدث في مدينة "غريان" سيتم معالجته خلال الساعات المقبلة، مشدداً على القوات المسلحة العربية الليبية قادرة على السيطرة على متغيرات الموقف.

وأشار المحجوب إلى أن القوات المسلحة لن تترك مدينة غريان، مشدداً على وجود عشرات الآلاف من الجنود والأسلحة والمعدات في المنطقة بكاملها.

وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أمس الأربعاء، قيام ميلشيات جماعة الاخوان من عصابات "التبّع والجهويبن والمؤدلجين" بشن هجوم كبير على محور اليرموك ووادي الربيع قبل أن يتم صد الهجوم ودحر المهاجمين وتكبيدهم خسائر في معداتهم وأفرادهم فضلاً عن دحر "أسامة الجويلي" ومرتزقته في محاولة التفافه الفاشلة على "بوشيبه".

ومن جانبه، أكد "المركز الإعلامي اللواء (73) مشاة" عن تحرك قوة كبيرة للحشد المليشياوي بإتجاه غريان والدخول فيها، كما قامت الخلايا النائمة بتحركات من أماكن مختلفة وبدأت فالرماية العشوائية وسط المدينة، كما قامت القوات الجوية الموالية لحكومة الوفاق بالقصف بطائرة بدون طيار، ما دفع الوحدات العسكرية للإنسحاب لتجنب الاشتباكات وسط المدينة والتمركز على أطراف مدينة غريان وما جاورها لإعادة ترتيب الصفوف وإنتظار الأوامر.

ومن جانبه، أكد المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابع للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، أنه تم "أسر" فهمي التواتي آمر  أثناء عملية تحرير مدينة "غريان" والسيطرة على محور "بوشيبة".

كما أكد مركز بركان الغضب، أن قواتهم الموالية باتجاه تحرير "ترهونة" مما وصفوه بالكائنات الإجرامية.

 

ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم المعتوق، في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز"، ‘ن مدينة "غريان" تمثل أهمية استراتيجية للطرفين، بينما بالنسبة للجيش الوطني الليبي، فإن فيها القيادة المركزية ومركز الإمدادت اللوجستية شرقاً وغرباً، وأضاف "المعتوق قائلاً:ماحدث في "غريان" خيانة للجيش الوطني الليبي، وهو المعروف عن "غريان" في التاريخ الحديث التي خرج منها "الشارف الغرياني", وماحدث كان بمثابة مواجهة مؤجلة، وعندما أطلق الجيش عملية تحرير طرابلس أعطى الأمان  وفقاً لمبدأ المصالح الإجتماعية بعد الجلوس مع الشيوخ وأعيان القبائل".

وأضاف "المعتوق": " كانت هناك خلايا نائمة وكمية من الأسلحة والذخائر مخبأة تحت الأرض، لأنه في حال دخل الجيش طرابلس وترك خلفه هذا "الجيب" كان سيحدث هناك التفاف عليه", موضحاً أن هذا ما حدث من قبل في بنغازي ودرنة والجنوب، كما شدد على أن الجيش سيستعيد المدينة خلال "48" ساعة، كما سيعجل من تحرير طرابلس.

وأوضح المعتوق أن هذه المرة ستكون المعركة أكثر ضراوة من أي وقت، وستتغير الخطة والتكتيك، لافتاً إلى أن ماحدث كان بسبب وصول قوات الصاعقة إلى اقتحام طرابلس، فضلاً عن التواطؤ والخيانة من قبائل "القواسم وبوشيبة وتغسات" ووجود ثغرة تشبه "الدفرسوار" لم تكن مؤمنة بشكل كاف.

وأكد المعتوق: " مازال التفوق على الأرض لصالح قوات الجيش الليبي، وإن تدخلت القوات الجوية التركية بقوة، ويأتي انسحاب قوات الجيش للحفاظ على المدنين", وأشار إلى أن قوات الوفاق بالغت في الفرح في الإنتصار.

وأشار المعتوق إلى أن المشكلة الكبيرة في ليبيا، هي الإعتراف بحكومة الوفاق الوطني، مما يسهل لهم الحصول على الدعم اللوجستي والمالي، مندهشاً من الدول الداعمة للجيش والتي تعرف مايقوم به في الحرب على الإرهاب ومازال الدبلوماسيين يتعاونون مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

وختم المعتوق: " الطيار الأمريكي صفقة سوف تظهر نتائجها في الأيام القليلة القادمة".