الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الإعلام البريطاني يحذر من اندلاع "حرب ناقلات نفطية" جديدة

الرئيس نيوز

حذرت هيئة الإذاعة البريطانية من تكرار مشاهد ناقلات النفط المشتعلة في الخليج والسفن الحربية الأمريكية التي تستجيب لنداءات الاستغاثة وتصاعد الخطاب العدائي الأمر الذي يثير مخاوف من صراع أوسع نطاقًا. وأضاف موقع بي بي سي: قبل 28 عامًا، اندلع النزاع بين أمريكا وإيران في نفس المياه وتعرضت السفن لهجوم وقتل أفراد الطواقم  البحرية وجرح آخرون. وقبل أن ينتهي ذلك النزاع، تم إطلاق النار على طائرة إيرانية من السماء، وقيل أن ذلك حدث عن طريق الخطأ. فهل يمكن أن تتكرر هذه الأحداث مرة أخرى؟

كانت "حرب الناقلات" لحظة من التوتر الدولي الشديد في نهاية حرب إيران الثورية التي استمرت ثمانية أعوام ضد العراق تحت حكم صدام حسين. وكان الجانبان يهاجمان المنشآت النفطية لبعضهما البعض منذ منتصف الثمانينات. سرعان ما تعرضت السفن المحايدة أيضًا للضرب، حيث حاولت الدول المتحاربة ممارسة ضغوط اقتصادية على الجانب الآخر. وكانت ناقلات النفط الكويتية التي تحمل النفط العراقي عرضة للخطر بشكل خاص.

كانت الولايات المتحدة بقيادة رونالد ريجان مترددة في المشاركة. لكن الوضع في الخليج أصبح خطيرًا بشكل متزايد - وهي حقيقة تم التأكيد عليها عندما تعرضت سفينة حربية أمريكية، يو إس إس ستارك، لصواريخ إكسوسيت التي أطلقت من طائرة عراقية - رغم أن المسؤولين العراقيين زعموا لاحقًا أن هذا كان حادثًا عرضيًا.

وبحلول يوليو 1987 ، كانت السفن الحربية الأمريكية ترافق ناقلات نفط كويتية ترفع العلم الأمريكي. بمرور الوقت، أصبحت العمليات في الخليج تمثل أكبر قافلة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية. وتناقلت وكالات الأنباء الصور في أكتوبر 1987 بعنوان حراسة من حاملة الطائرات يو إس إس غوادالكانال ترافق ناقلات النفط في الخليج العربي. ثم ، كما هو الحال الآن، كانت أمريكا وإيران على خلاف. وكان المرشد الأعلى لإيران، الخميني، يصف أمريكا بأنها "الشيطان الأكبر" منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. كانت واشنطن لا تزال تتذمر من إذلال احتجاز 52 من دبلوماسييها كرهائن في طهران لمدة 444 يومًا من عام 1979 إلى عام 1981. لذلك، على الرغم من أن إيران والعراق كانا مسؤولين عن الأزمة، فإن حرب الناقلات كانت بسرعة جزءًا من الخلاف الطويل الأمد بين إيران وأمريكا. فالنزاع المزمن لم يختف مطلقًا، والذي اندلع مرة أخرى في أعقاب قرار دونالد ترامب بتطبيق سياسة "الضغط الأقصى" بعد أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

مرة أخرى، أصبحت المياه على جانبي مضيق هرمز تمثل الساحة التي تلعب بها هذه المباراة الخطيرة. ونقلت بي بي سي عن الدكتور مارتن نافياس، مؤلف كتاب عن حرب الناقلات قوله: "لقد وسع الجانبان قدراتهما". وأضاف أن إيران اليوم أكثر قدرة من أي وقت مضى على استخدام الطوربيدات البحرية والغواصات والقوارب السريعة لمهاجمة وتدمير الشحن التجاري والعسكري. وهي ليست مجرد معركة في البحر: إن قدرة إيران على إسقاط طائرة استطلاع أمريكية متطورة تشير إلى معركة أخرى، في الأعلى. فهل يمكن أن تبدأ الولايات المتحدة وإيران في تبادل الضربات الخطيرة؟ إذا تصاعدت الهجمات على ناقلات النفط، فقد نشهد عملية أخرى تقوم فيها القوات الأمريكية بمرافقةوحراسة النقالات في الخليج.

في 24 يوليو 1987، ضربت ناقلة كويتية بطوربيد إيراني في أول مهمة للقافلة. فنشرت الولايات المتحدة المزيد من القوات والمزيد من السفن. كان الجانبان الآن في مسار تصادمي محقق. وفي سبتمبر، هاجمت المروحيات الأمريكية سفينة إيرانية بعد مشاهدتها وهي تزرع الألغام البحرية أثناء الليل.

في الأشهر التي تلت ذلك، أصيبت المزيد من الناقلات وفرقاطة أمريكية. وردت القوات الأمريكية بقوة نيران أكبر من أي وقت مضى، ودمرت قواعد الحرس الثوري وهاجمت السفن الحربية الإيرانية.

في النهاية، انتهى الأمر - ولكن ليس قبل أن تصطدم صواريخ أمريكية بطائرة إيرباص A300 الإيرانية بسبب الاعتقاد بأنها طائرة هجومية وأسقطتها، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 290. وقال التقرير الرسمي للحادث إن "الإجهاد والاعتماد على بيانات غير دقيقة ربما يكون قد لعب دورًا رئيسيًا في الحادث".

أما اليوم، فقد استثمرت البحرية الأمريكية بكثافة في التكنولوجيا والتدريب لتجنب مثل هذه الأخطاء الكارثية في المستقبل. لكن نيك تشايلدز، المحلل البحري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، يقول إن بيئة اليوم، مع تبادل الإنذارات الغاضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي التي أسفرت عن هذه الأجواء المحمومة. وتابع: "لقد تغيرت مساحة المعلومات، فالناس يشعرون بالقلق، في حين يقول ترامب وروحاني إنهما لا يريدان الحرب! وفي حين يزداد المتشددون من كلا الجانبين غموضًا.