الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"الحسين": اجتماع "الترويكا" يؤكد الاهتمام الدولي غير المسبوق بالوضع في السودان

الرئيس نيوز

قال المحلل السياسي السوداني، الدكتور ياسر محجوب الحسين، في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز" حول اجتماع "الترويكا" لمناقشة الأزمة في السودان، إن أهمية الاجتماع تتبدى بالنظر إلى الإهتمام الدولي غير المسبوق بالوضع في السودان، حيث أن الإجتماع يضم الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيجاد" والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج وفرنسا فيما يعرف باسم "مجموعة الترويكا"، وهو ما يعد تدويلاً للقضية السودانية بامتياز، وفيه حشد كبير جداً لهذه الأطراف الدولية، بينما بالنسبة للوضع الداخلي فهذا يمثل مزيداً من التعقيد للمشكة السودانية باعتبار أن هذه الأطراف قد لا تتفق على أجندة واحدة، لأن كل طرف له فهم وأجندة قد تختلف عن الطرف الآخر، ومن الصعب القول أنه سيكون هناك اتفاق حول الوضع في السودان، ومن الصعوبة توقع الوصول إلى تسوية أو حلول لهذا الوضع.

وأضاف الحسين: "لا أعتقد أن الإجتماع سيحرك المياه الراكدة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، بالعكس، قد يصب مزيداً من التعقيد على هذه العلاقة بين الطرفين، والناظر إلى تشكيل هذا الحشد الدولي يرى أن الإتحاد الأوروبي ينظر للسودان من باب مكافحة الهجرة إلى أوروبا والحد من عمليات اللجوء، والطرف الوحيد الذي يساعد على هذا الجانب العسكري، حيث أن قوات الدعم السريع لديها إتفاق سابق مع الإتحاد الأوروبي وتمويل لهذه القوات لمنع الهجرة، باعتبار أن السودان "بلد وسيط" يأتي إليه المهاجرون من مختلف الدول الإفريقية، ومنه إلى ليبيا ثم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، موضحاً أن الإتحاد الأوروبي سيدخل هذا الإجتماع وفي باله دعم المجلس العسكري، لأنه الوحيد القادر على وقف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإتجار بالبشر.

وتابع الحسين أن "الولايات المتحدة ليس لها توجه واضح نحو طرفي المفاوضات، ولكنها تسعى إلى إستقرار السودان، مع الأخذ في الإعتبار الخلاف بين الجهات الأمنية والعسكرية الأمريكية متمثلة في البنتاجون ووكالة الأمن القومي ووكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الخارجية التي تدعم قوى الحرية والتغيير  والحكومة المدنية، ويمكن النظر إلى دور الولايات المتحدة من خلال حلفائها الإقليميين "مصر والسعودية والإمارات"، ودورهم واضح في الوضع السوداني، حيث يمكن للولايات المتحدة من خلال حلفائها كبح لأي تدخل من قبل "قطر وتركيا"خاصة في ظل محاربة أمريكا لما يعرف بـ"الإسلام السياسي" الذي يمكن أن يجد دعماً من كلا الدولتين.

وختم الحسين حديثه أن الوساطة الإثيوبية مدعومة من الإتحاد الإفريقي، وفي ظل هذا الحشد الدولي، يبدو أن دور الإتحاد "ديكوري" أكثر منه فاعل في هذا الشأن، وسيتم دعم الوساطة الإثيوبية بالقدر الذي يشعر بأنها تحقق أجندته الخاصة، وهي مختلفة ومتعارضة، مشيراً إلى أن قوى الحرية والتغيير لاترفض التدخل الإقليمي أو الدولي، ولكنها في الوقت نفسه لديها تواصل مع الإمارات، وهي جزء من المحور الإقليمي "مصر السعودية والإمارات".