إيطاليا تختتم قيادتها لمجموعة الناتو البحرية الثانية وتؤكد التزامها بأمن البحر المتوسط
أنهت البحرية الإيطالية فترة قيادتها، التي استمرت ستة أشهر متتالية، لمجموعة الناتو البحرية الدائمة الثانية (SNMG2) العاملة في البحر المتوسط، خلال مراسم رسمية لتسليم القيادة أُقيمت على متن الفرقاطة الإيطالية «كارلو بيرجاميني» في القاعدة البحرية بمدينة تارانتو.
وخلال المراسم، سلم الأدميرال فرانشيسكو إيافازو قيادة المجموعة إلى الادميرال كريستيان ناردوني، بحضور الادميرال لوكا باسكوالي إسبوزيتو، رئيس أركان القيادة البحرية المتحالفة للناتو (MARCOM)، في خطوة عكست استمرار الدور القيادي لإيطاليا والتزامها الدائم بالحفاظ على الجاهزية العملياتية واستمرارية مهام القوة البحرية التابعة للحلف.
ويأتى حفل التسليم فى ختام مهمة إيطالية استمرت 172 يومًا، اتسمت بوتيرة عملياتية مرتفعة وتعاون متعدد الجنسيات وحضور بحري مستدام في البحر المتوسط، الذي يعد منطقة ذات أهمية استراتيجية حيوية لدول الحلف. وخلال هذه الفترة، أمضت المجموعة البحرية 124 يومًا في البحر و48 يومًا في الموانئ، وقطعت أكثر من 20 ألف ميل بحري، مسجلة نحو 3 آلاف ساعة تشغيلية بقيادة السفينة الإيطالية.
وخلال قيادة الأدميرال إيافازو، نفذت مجموعة «SNMG2» طيفًا واسعًا من العمليات الرامية إلى تعزيز الردع والدفاع على الجناح الجنوبي لحلف الناتو، شملت دوريات مستمرة في مناطق بحرية حساسة، ودعم أنشطة «اليقظة المعززة»، بما في ذلك عدة مراحل من عملية «نيبتون سترايك 25».
كما شاركت القوة في مناورات كبرى للحلف، من بينها تمرين «ديناميك جارد 25»، إلى جانب تنفيذ تدريبات عبور مشتركة (PASSEX) مع دول شريكة.
وشاركت في هذه المهمة سفن حربية من ست دول، من بينها إيطاليا وكندا واليونان وإسبانيا وتركيا، حيث شملت القطع البحرية المشاركة السفينة الكندية «سانت جونز»، واليونانية «ليمنوس»، والإسبانية «كانتابريا»، والتركية «جليبولو» و«بارباروس» و«هيبلي أدا»، ما أتاح للمجموعة إنجاز مهامها بنجاح بعيدًا عن قواعدها الأصلية.
وأكد الادميرال إيافازو، في كلمته، أن التزام الطواقم واحترافية العناصر الدولية العاملة ضمن المجموعة أسهم في إظهار تماسك الحلف وجاهزيته، مشددًا على أن «SNMG2 كانت وستظل إحدى ركائز الناتو في البحر، ولا سيما في البحر المتوسط الذي يتطلب اهتمامًا دائمًا وقدرات استجابة فورية».
وخلال فترة القيادة الإيطالية، عززت المجموعة علاقاتها مع شركاء «الحوار المتوسطي».
من جانبه، أكد الأدميرال كريستيان ناردوني، في أول كلمة له بعد تسلم القيادة، أن الوجود البحري المتحالف يلعب دورًا حاسمًا في أمن البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن مهمة المجموعة تتمثل في ضمان حرية الملاحة وتعزيز الدفاع الجماعي. وأضاف أن أمن هذه المياه يرتبط بشكل وثيق بأمن جميع دول الحلف.
ومع دخول «SNMG2» مرحلة عملياتية جديدة، ستواصل المجموعة الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية بما يتماشى مع متطلبات قوة رد الفعل التابعة للحلف، مع الاستعداد للاستجابة للأزمات الطارئة وتعزيز الأمن البحري ودعم الاستقرار الدولي في منطقة البحر المتوسط.
وتعد «SNMG2» واحدة من أربع مجموعات بحرية دائمة تابعة لحلف الناتو، توفر وجودًا بحريًا مستمرًا وجاهزية في أوقات السلم والأزمات والصراعات، وتسهم في تعزيز الطمأنة للحلفاء وتطوير قابلية التشغيل البيني، وإظهار قدرة الناتو على العمل عبر شمال الأطلسي وبحر البلطيق والمناطق القطبية.