مسؤول سابق في الناتو: العلاقات الروسية الأوروبية لم تكن مثالية
قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي لم تكن في أي وقت مثالية، رغم ما شهدته من تعاون اقتصادي وتجاري واسع في فترات سابقة، خاصة في مجالات الطاقة وتبادل المصالح.
وأضاف ويليامز، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "ماذا حدث؟"، من تقديم الإعلامي جمال عنايت، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن التعاون بين الجانبين لم يكن قائمًا على ثقة كاملة، موضحًا أن أوروبا كانت تتعامل مع روسيا من منطلق المصالح المتبادلة، وليس باعتبارها شريكًا استراتيجيًا مضمونًا على المدى الطويل.
وأكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدورها لا تمر بأفضل مراحلها في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن هناك تصريحات صدرت مؤخرًا، خاصة من برلين، تدعو أوروبا إلى الاعتماد على نفسها بشكل أكبر في القضايا الأمنية والاستراتيجية.
وأشار المسؤول السابق في الناتو إلى أن هذه التصريحات تعكس مخاوف أوروبية متزايدة من تراجع قوة الدعم الأمريكي التقليدي، لافتًا إلى أن الحديث عن استقلالية أوروبا الدفاعية يتكرر بشكل أكبر من حيث الكم والكيفية.
وأوضح ويليامز أن انتقال أوروبا إلى مرحلة الاعتماد الكامل على نفسها سيستغرق سنوات طويلة، مؤكدًا أن القارة العجوز ما زالت بحاجة إلى وقت وإمكانات كبيرة قبل أن تتمكن من بناء قدراتها الذاتية بعيدًا عن التحالفات التقليدية.
بوتين: لا عمليات عسكرية جديدة إذا عاملنا الغرب باحترام
في سياق منفصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال "الخط المباشر" والمؤتمر الصحفي السنوي حول نتائج العام 2025، أن روسيا لن تشن أي عمليات عسكرية خاصة جديدة إذا تعامل الغرب معها باحترام.
وقال: "سألتم: هل ستكون هناك عمليات عسكرية خاصة جديدة؟ لن تكون هناك أي عمليات إذا عاملتمونا باحترام واحترمتم مصالحنا، كما سعينا جاهدين لاحترام مصالحكم. إذا لم تخدعونا، كما فعلوا مع توسع الناتو شرقا".
الشروط المتعلقة بالضمانات الأمنية
وأضاف بوتين أن روسيا مستعدة لوقف الأعمال القتالية فورًا إذا تم تحقيق شروط موسكو المتعلقة بالضمانات الأمنية، مؤكدًا استعداد بلاده للعمل مع بريطانيا والولايات المتحدة على قدم المساواة، معربًا عن اعتقاده بأن جميع الأطراف ستستفيد من هذا التعاون.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي أن العلاقات الروسية الصينية تُعد عاملًا مهمًا في الاستقرار العالمي، مشيرًا إلى استمرار التنسيق المستمر بين وزارتي خارجية البلدين.
التعاون العسكري
وأضاف: "نتعاون عسكريًا، ونجري مناورات مشتركة دورية، ودوريات جوية استراتيجية، وقوات بحرية وبرية"، موضحًا أن روسيا ستواصل تطوير علاقاتها مع الصين في المستقبل القريب والبعيد.
ووصف بوتين نظيره الصيني شي جين بينج بأنه صديق موثوق وشريك مستقر لروسيا، وهو ما يشكل أساسًا لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
يذكر أن برنامج "استعراض العام مع فلاديمير بوتين" يجمع بين المؤتمر الصحفي الرئيسي للرئيس الروسي وجلسة أسئلة وأجوبة مباشرة، حيث يناقش بوتين خلاله الوضع العام في البلاد، والقضايا الاقتصادية، والشؤون الداخلية، بالإضافة إلى الملفات الدولية ذات الأهمية لموسكو في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية.
مستعدون لضمان أمن الانتخابات الأوكرانية
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بأن الحكم الانتقالي وإجراء الانتخابات في أوكرانيا ممكنان نظريًا إذا توفرت الإرادة لدى الدول الغربية، مشيرًا إلى استعداد موسكو لدراسة سبل ضمان الأمن خلال الانتخابات.
وقال بوتين، خلال برنامج "الخط المباشر" الذي خصص للحديث عن نتائج عام 2025، وفقًا لوكالة أنباء "سبوتنيك": "نحن مستعدون للنظر في سبل ضمان الأمن خلال الانتخابات في أوكرانيا".
منح الأوكرانيين المقيمين في روسيا حق التصويت
وأضاف أن روسيا ستطالب بمنح الأوكرانيين المقيمين في روسيا حق التصويت على الأراضي الروسية، مشيرًا إلى استعداد موسكو للاعتزام بالامتناع عن شن ضربات في عمق الأراضي الأوكرانية خلال فترة الانتخابات.
وأشار بوتين إلى أن بعض الأطراف طرحت سابقًا فكرة إدخال نظام حكم خارجي في أوكرانيا، وقال: "هذا أمر افتراضي، لكن إذا توفرت الإرادة اللازمة، بما في ذلك من الدول الغربية، فهو ممكن". وأضاف: "محاولة كييف استخدام الانتخابات لوقف تقدم الجيش الروسي هو خيار خاطئ".
وفيما يتعلق بإمكانية حصار مقاطعة كالينينجراد، أوضح بوتين: "آمل ألا يحدث ذلك نظرًا للعواقب الوخيمة التي قد تترتب على مثل هذا الإجراء". وأضاف: "مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد غير مسبوق للصراع وتحويله إلى صراع مسلح واسع النطاق".
كما أشار الرئيس الروسي إلى أن هناك حوالي 700 ألف عسكري روسي في منطقة العملية العسكرية الخاصة، مؤكدًا أن العمليات النشطة للقوات الروسية أسفرت عن تكبّد القوات الأوكرانية خسائر فادحة في احتياطياتها الاستراتيجية.
وقد جمع برنامج "حصاد العام مع فلاديمير بوتين" بين المؤتمر الصحفي الرئيسي وجلسة أسئلة وأجوبة مباشرة، وناقش خلاله بوتين القضايا الاقتصادية والسياسة الداخلية والملفات الدولية، وسجل البرنامج حتى الآن أكثر من مليوني مشاركة من المواطنين الروس.
