الخميس 18 ديسمبر 2025 الموافق 27 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تقبل المملكة السعودية بفتح قنوات اتصال مع حزب الله اللبناني؟

الرئيس نيوز

كشفت تقارير صحفية عن أن حزب الله اللبناني يسعى إلى إرسال موفد إلى الرياض في محاولة لطي صفحة الخلاف، وقد تداولت وسائل إعلام محلية اسم النائب السابق في الحزب والمسؤول عن العلاقات العربية والدولية عمار الموسوي. كان الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، تحدث خلال وقت سابق عن "مد اليد" إلى السعودية.

ووفق تقرير لموقع إندبندنت عربية، فبقي هذا التطور عالقًا بين تقارير إعلامية محلية وتسريبات في مواقع التواصل، من دون أي تأكيد، وضعه محللون ضمن مساعي الحزب إلى التقارب مع السعودية، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا.

ووفق مراقبون فإن المملكة العربية السعودية ستقبل بفتح قنوات تواصل مع حزب الله، من باب الانفتاح على إيران وذراعها في المنطقة، خاصة أن المملكة تأكدت أن لغة الانفتاح والتوصل أفضل من اللغة الخشنة المتمثلة في العمل العسكري كما حدث مع الحوثيين.

كما أن هذه المساعي، وفق محللين، توضع ليس فقط ضمن محاولات الحزب لطي صفحة الماضي مع الرياض، بل تدخل فيها الحسابات الانتخابية النيابية قبل أشهر قليلة من موعدها، إذ ترى قيادة الحزب في أي تقارب مع الدول الإقليمية، وعلى رأسها السعودية، عامل قوة وإيجابية أمام بيئته وجمهوره بعد تراجع دوره العسكري، وورقة سياسية تقوي موقفه في الداخل اللبناني أمام من بقي من حلفائه وخصومه في الوقت نفسه.

وخرج "حزب الله" منهكًا على المستويات كافة، عسكريًا وماليًا وسياسيًا، وحتى اجتماعيًا داخل بيئته الشيعية. لأن الضربات التي تلقاها لم تكن فقط ميدانية، بل ضربات طاولت صورة الحزب وسرديته التاريخية التي قام عليها، أي سردية "القوة" و"الردع" وتوازن الرعب. أما اليوم، فقد بات الحزب عاجزًا عن الرد على الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، وباتت قيادته مضطرة إلى تبرير هذا العجز أمام جمهورها، وهنا تبرز أهمية "راية المفاوضات" التي يسعى إليها.

في الوقت نفسه، تقرأ مساعي الحزب لإرسال موفد عنه إلى الرياض على أنها ترجمة سياسية للقاء الذي عقد قبل أشهر بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والموفد الإيراني علي لاريجاني، وذلك مباشرة بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة.

وهو ما يمكن وضعه ضمن سياق أوسع من الرسائل الإقليمية التي يعمل الحزب على تمريرها في أكثر من اتجاه، من السعودية إلى تركيا (حيث زار وفد من الحزب ضم الموسوي نفسه إسطنبول قبل أيام) ودولًا إقليمية أخرى. وتتمحور هذه الرسائل، وفق المعطيات، حول التأكيد أن سلاح الحزب لن يستخدم في أية مواجهة إقليمية، وأن دوره يمكن أن يقدم كعنصر "استقرار طويل الأمد" من دون تفعيل عسكري.

يبقى أن مساعي "حزب الله" لإرسال موفد إلى السعودية تحديدًا، فالرياض تمثل مركز الثقل العربي والخليجي، كما أنها الدولة التي وجه إليها الحزب منذ عقدين التهديدات والعداء. وقد ارتبط اسم "حزب الله"، من اليمن إلى لبنان، ومن البحرين إلى الكويت، بصورة مباشرة بأدوار أمنية وعسكرية وإعلامية استهدفت المصالح السعودية والخليجية.

ولا يمكن تجاهل أن الحزب، عبر قياداته وخطابه الرسمي، صنف السعودية في مرحلة معينة كـ"عدو" يفوق إسرائيل، كما لم يتردد أمينه العام السابق حسن نصر الله في شن حملات سياسية وإعلامية حادة ضد الرياض. فوق ذلك، هناك سجل ثقيل لا يمكن شطبه بجملة أو تصريح: صواريخ باليستية أطلقت باتجاه الأراضي السعودية عبر الحوثيين، وخلايا أمنية مرتبطة بالحزب في دول الخليج، وشبكات تهريب مخدرات وكبتاغون أغرقت الأسواق الخليجية، إضافة إلى دور الحزب في تأجيج الفوضى السياسية والإعلامية ضد المملكة.